صنّاع الفن السابع في مصر تكبدوا 35 مليون جنيه

منتجون: خسائر الموسم السينمائــي «خراب بيوت»

«قلب الأسد» حقق 14 مليون جنيه. أرشيفية

خيبة أمل كبيرة مُني بها صناع الأفلام، خلال موسم عيد الفطر هذا العام، إذ راوحت خسائر الأفلام التي طرحت عقب شهر رمضان الماضي بين 30 و35 مليون جنيه مصري، بما يجعل هذا الموسم هو ثاني أسوأ موسم سينمائي في المنطقة، حسب منتجين اعتبروا خسائر الموسم السينمائي «خراب بيوت» لصناع الفن السابع، كما تعد خسائره هي الأكبر في تاريخ السينما العربية بعد الخسائر التي  تعرضت لها في فترة ثورة 25 يناير، إذ وصلت الخسائر وقتها إلى 45 مليون جنيه، رغم أن منتجي الأفلام كانوا قد فضلوا انتظار موسم عيد الفطر خوفاً من المجازفة بطرح أفلامهم في موسم الصيف بسبب الأوضاع السياسية وعدم الاستقرار في مصر. وشهد موسم عيد الفطر عرض خمسة أفلام هي «قلب الأسد»، بطولة محمد رمضان وحورية فرغلي وحسن حسني، ومن إخراج كريم السبكي في أولى تجاربه، و«كلبي دليلي» بطولة سامح حسين ومي كساب وسليمان عيد والطفلة جنى، من تأليف سيد السبكي واخراج اسماعيل فاروق، و«نظرية عمتي» من تأليف عمر طاهر، وبطولة حسن الرداد وحورية فرغلي وإخراج أكرم فريد، و«توم وجيمي» من بطولة هاني رمزي وتأليف محمد النبوي وإخراج أكرم فريد، و«البرنسيسة» بطولة علا غانم وراندا البحيري، من إخراج وائل عبدالقادر وتأليف مصطفى السبكي.

وتصدر «قلب الأسد» بـ14 مليون جنيه، حقق منها 12 مليوناً في الأسبوع الأول من طرحة بدور السينما، يليه فيلم «كلبى دليلى» بإيرادات مليونين ونصف المليون جنيه، والفيلمان من إنتاج أحمد السبكي، وجاء في المرتبة الثالثة فيلم «نظرية عمتي» بإيرادات مليون ونصف المليون جنيه، ولم يحقق «توم وجيمي» سوى مليون جنيه فقط، واحتل آخر القائمة فيلم «البرنسيسة» بـ800 ألف.

فضّ

أفلام هادفة

رداً على الانتقادات التي وجهها البعض لـ«بروموهات» الأفلام التي عرضت في الموسم، والتي وجد فيها كثيرون جرأة واضحة وإيحاءات خارجة، قال رئيس الرقابة على المصنفات الفنية عبدالستار فتحي، إن معظم الأفلام تحمل الطابع الكوميدي وتقدم رسالة فنيه دون ابتذال، لافتاً إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية تؤكد حرية الإبداع، وتتيح لكل مبدع توضيح وجهة نظره بالشكل الذى يراه طالما أنه لا يجرح مشاعر المشاهدين.

وأوضح فتحي أن أفلام العيد كلها عرضت على الرقابة، وتم إجازتها مع بعض التعديلات البسيطة، فحذف مشهد من «البرنسيسة» لأنه مقزز، و«توم وجيمي» الذي يقدم رسالة سياسية محترمة في إطار كوميدي، لكن تم حذف مشهد واحد منه به جرأه زائدة لا ضرورة لها، أما فيلم «نظرية عمتي» فهو عمل كوميدي لم يحذف أي مشهد منه، كذلك الأمر مع فيلم «قلب الأسد» الذي وجهت إليه اتهامات كثيرة بأنه يشجع الشباب على العنف وحمل السلاح الأبيض في الشوارع، خصوصاً بعدما ظهر شباب يقلدون بطل الفيلم محمد رمضان في تسريحة شعره وطريقة لبسه في الفيلم ويستعرضون بالأسلحة البيضاء في أحد شوارع القاهرة الرئيسة.

وأشار رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أنه رغم تضمن الفيلم لعدد من مشاهد العنف والأكشن، إلا أن مشاهد الفيلم موظفة جيداً ضمن الأحداث، وعموماً مستوى الأفلام جيد ومبشر لعودة السينما بشكل متميز.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/08/11343.jpg

ووصف منتجون خسائر الموسم السينمائي بأنه بمثابة «خراب بيوت» لمنتجي الأفلام وأصحاب دور العرض، ويهدد استمراره قدرة المنتجين على تقديم أعمال جديدة، معتبرين أن بداية الموسم كانت مبشرة في الأسبوع الأول، وبالفعل حققت أفلام إيرادات مرتفعة إلى ان تصاعدت الأحداث في مصر مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وما أتبعه من أعمال عنف، وفرض حظر التجول، توقفت بعده إيرادات الأفلام المعروضة نهائياً، بحسب ما أشار مدير غرفة صناعة السينما المصرية سيد فتحي، إذ أدى الحظر إلى إلغاء أهم الحفلات التي يقبل عليها الجمهور، وهي الحفلات المسائية في الساعة السادسة والتاسعة وحفلة منتصف الليل.   من جهته، قال المنتج أحمد السبكي الذي يعد الخاسر الأكبر في موسم عيد الفطر، إذ خسر أكثر من خمسة ملايين جنيه من أرباح فيلم «قلب الأسد» وحده، بالإضافة إلى خسائره في فيلم «كلبي دليلي»، أن الأفلام والإيرادات لا تمثل بالنسبة له أولوية، فمصلحة وطنه هي الأهم، معتبراً ان الإجراءات التي تتخد في مصر حالياً تؤدي على المدى البعيد إلى استقرار الدولة، وتالياً انتعاش صناعة السينما والفن عموماً من جديد. كما أعرب عن أمله في ان يعود «قلب الأسد» إلى تحقيق أرباح كبيرة بمجرد رفع حظر التجول.

أفلام ناجية


وكانت أفلام أخرى تم تأجيل عرضها في موسم عيد الفطر لعدم الانتهاء منها، أو لعدم توافر دور عرض كافية، وعبر جانب من منتجيها عن ارتياحهم لتأجيل أفلامهم وعدم عرضها في هذا الموسم، ومن بين هذه الافلام فيلم «الفيل الأزرق» بطولة كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ولبلبة ودارين حداد، من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد. وتدور أحداثه حول شخصية الدكتور يحيي وهو طبيب نفسي في مستشفى العباسية، ويعمل في القسم المختص بعلاج المجرمين في بعض القضايا مثل القتل، وهناك يجد صديق عمره ضمن مرضاه، فيحاول إنقاذه لكنه يقع في كثير من المشكلات.  فيلم «الجرسونيرة» أيضاً الذي تعود من خلاله غادة عبدالرازق إلى شاشة السينما، وهو من إنتاج وإخراج هاني جرجس فوزي، وتدور أحداثه كلها في لوكيشن واحد بثلاثة ممثلين فقط، هم غادة عبدالرازق ومنذر رياحنة ونضال الشافعي. وفيلم «فارس أحلام» الذي يعد أول بطولة للفنانة التونسية درة وتجسد فيه دور «كوافيرة» في منطقة شعبية، ومن خلال علاقاتها بجارها فارس، حيث يسعى للارتباط بها، تنشأ بينهما قصة حب، لكن المشكلات المادية وبعض الأمور العائلية تحول دون ذلك، ويشارك في بطولة الفيلم هاني عادل وأحمد صفوت، والفيلم من تأليف دكتور محمد رفعت، وإخراج عطية أمين.

كذلك ينافس فيلم «زجزاج» بطولة الفنان محمد نجاتي وريم البارودي وميرنا المهندس وهالة صدقي وعايدة رياض وتأليف أماني البحطوطي وإخراج أسامة عمر، وتدور إحداثه حول أربع فتيات يمثلن نماذج مختلفة من المجتمع المصري، وكل منهن لها حكايتها الشخصية وقصة حبها وارتباطها وعملها ومشكلاتها اليومية.

تويتر