قصة سبتي وجماليه وعارف وروضة الجنة

صورة

قبل عشرة أعوام، وبالتحديد في 26 ديسمبر ضرب إعصار تسونامي مناطق عدة في آسيا، متسبباً بموت عشرات الآلاف وتدمير مناطق بأكملها في دول مثل اليابان وأندونيسيا وغيرها.

عوائل كاملة اختفت أو اختفى عدد من أفرادها خلال دقائق ولم يبقى لمن كتبت له النجاة سوى ذكريات يختزنها في ذاكرته بعد أن محى الإعصار كل ممتلكات العديد من البشر.

من بين العوائل التي تشتت شملها واعتقد عدد منهم أن أهله في عداد الموتى كانت عائلة سبتي وجماليه.

يوم الحادثة

تعود القصة إلى ذلك اليوم المشؤوم عندما هاجمت أمواج تسونامي العارمة محافظة آسه لتجرف معها الطفلين عارف (7 أعوام) وروضة الجنة التي كانت في الرابعة من العمر آنذاك.

تسونامي تسبب في ذلك اليوم بمقتل أكثر من 170 ألف شخص من محافظة آسه وحدها وعشرات الآلاف من المناطق التي حولها، ما دفع بجميلة وسبتي إلى الاعتقاد أن ابنيهما أصبحا في عداد الموتى.

وتمضي الأعوام لتنجب الأم جمالية ابنها جمادي في الوقت الذي بقيت تتذكر عارف وروضة الجنة وفي قلبها بعض الأمل.

البشرى الأولى

في شهر يونيو الماضي كان خال الأولاد يسير في إحدى طرقات مدينته عندما شاهد فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً تسير في الطريق وتحمل شبهاً كبيرا من اخته جماليه. وبعد أن استفسر عن الفتاة تيقن أنها روضة الجنة، ابنة أخته المفقودة.

البنت كانت محظوظة لأن صياداً وجدها في جزيرة بعيدة إلى الجنوب الغربي من محافظتها حيث تمكن من إنقاذها وتسليمها لأمه كي تعتني بها.

الأخ نقل الخبر لأخته وسارع الأب والأم لمقابلة الفتاة بين مصدقين وغير مصدقين, وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن الأم قولها "كنا وزوجي فرحين. أشكر الله كثيرا لأنه جمعنا بابنتنا بعد عشرة أعوام من الافتراق"

وتصف الأم لحظة وصولهما لمكان تواجد الفتاة أول مرة "تسارعت دقات قلبي عندما رأيتها للمرة الأولى. قمت باحتضانها وبادلتني هي العناق وأحسست بأنها بدأت تشعر بالراحة عندما ضممتها إلي".

بشرى عارف

بعد  اللقاء بروضة الجنة، تضاعفت آمال الأبوين بإيجاد عارف، وكان لهما ما تمنياه، إذ حمل اتصال هاتفي بشرى العثور على عارف حي يرزق. وتنقل وكالة الصحافة الفرنسية عن جمالية التي كانت تتحدث عندما اجتمعت بعارف أول مرة ودموع الفرح تملأ وجهها، قولها "نعم هذا صحيح. هذا ابننا. نحن نتحضر لنصطحبه معنا إلى البيت". وتضيف "كنت أصلي وأدعو الله في كل ليلة لأنني في داخلي كنت أؤمن أن ابننا مازال على قيد الحياة".

وتستطرد جماليه بالقول " كان زوجي دائم الاعتقاد ان ابننا على قيد الحياة"

كيف تم إيجاد عارف؟

كان عارف محظوظا ليبقى على قيد الحياة لكن حظه كان أقل من أخته، إذ لم يجد عائلة تعتني به، وإنما عاش متشرداً ينام في الأسواق والمحلات المتروكة بجزيرة سومطرة لسنوات بعد أن رمته موجة عملاقة حملته لمسافة كبيرة من منطقته إلى هذه الجزيرة. وتحسن حظه في الأشهر الأخيرة فقط عندما وجد رجل وزوجته الصبي نائما أمام مقهى انترنت يمتلكاه حيث قررت المرأة وتدعى لانا بيستاري فجري ويندو السماح للفتى المتشرد بالنوم في المقهى، كما قامت بتقديم الماكل والملبس له من دون أن تعرف أنه أحد ضحايا تسونامي حتى شاهدت صورة له وهو طفل في قناة تلفزيونية. وقالت بيستاري "ذهلت عندما شاهدت صورة لصبي أعرفه جيدا وقمت بحفظ الصورة في هاتفي.

ونجحت بيستاري في الاتصال بعائلة عارف وتحدث الفتى الذي يبلغ الآن 17 عاماً مع عائلته أول مرة هاتفيا حيث أتت العائلة إليه اليوم وقامت باصطحابه إلى بيته الذي غادره على امواج تسونامي أول مرة قبل عقد من الزمن. لتختتم الام جماليه بالقول "اظهر لنا الخالق معجزة من معجزاته".
 

تويتر