بين معاناة القتل والتسول..أضخم مخلوق على اليابسة يحتفل بيومه العالمي

سنوات مرت ومنظمات تعنى بالمحافظة على الفيلة في حرب حقيقية مع صيادين يرتكبون  مجازر يومية وإساءات بحق أضخم حيوان على اليابسة، فبينما تمثل أنياب الفيلة العاجية هدفاً لمهربي العاج يلجأ آخرون لتحويلها إلى حيوان أليف يجوب الشوارع بغرض التسول، بخاصة من السياح في عدد من الدول الآسيوية.

المدافعون عن الفيلة وفي إطار حربهم حاولوا جذب انتباه العالم إلى خطر انقراض هذا الحيوان النباتي عبر عدة أفلام وثائقية وفعاليات ليقرروا في 2012 تحديد يوم أطلقوا عليه اسم "اليوم العالمي للفيلة" لتذكير العالم بمآساة هذا الحيوان. ووقع اختيار هؤلاء الناشطين على يوم الثاني عشر من أغسطس من كل عام للفت انتباه العالم إلى الجرائم  المر تكبة بحق الفيلة.


البداية الكندية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/000001.jpg

قبل عام من هذا التاريخ التقى مايكل كلارك وباتريشيا سيمز من شركة كانازويست لإنتاج الأفلام بالأمين العام لمؤسسة إعادة تأهيل الفيلة التايلندية سيفابورن داردارناندا واتفقوا على اختيار يوم 12 أغسطس من كل عام لهذه المناسبة واختيار باتريشيا سيمز لتشرف على فعاليات هذا اليوم من كل عام. هذه البداية تعززت بفيلم انتجته باتريشيا سيمز أسمته "العودة إلى الغابة" يحكي قصة إعادة تأهيل فيلة لتعود إلى الحياة البرية حيث تم عرضه في أول احتفال باليوم العالمي للفيلة

وتشير صفحة "اليوم العالمي للفيلة" على موقع ويكيبيديا أن اليوم يهدف إلى خلق وعي بشأن ما تتعرض له الفيلة في القارتين الأفريقية والآسيوية وتبادل المعلومات وإيجاد الحلول الناجعة لرعاية أفضل للفيلة سواء تلك التي في الأسر أو الحياة البرية. وكسب إعلان اليوم العالمي زخما كبيرا منذ انطلاقه ونجح بالحصول على دعم 65 منظمة تعنى بالحياة البرية وعشرات الأشخاص حول العالم.

 
القتل والتشرد والتسول

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/000002.jpg

تشير إحصاءات دولية إلى ان الطلب المتزايد على العاج الباهض الثمن والذي يتجاوز أحيانا سعر الذهب وبخاصة في الصين قادت إلى تزايد عمليات قتل الفيلة وتهريب انيابها العاجية في آسيا وأفريقيا. فضلا عن ذلك يمثل لحمها وجلدها وحتى أطرافها منتجات قابلة للتسويق. وينظر الصيادون إلى الفيلة بكونها طرائد لاتشكل خطورة كبيرة في الوقت الذي تقدم مردودا ماديا كبيرا.

إلى جانب ذلك، بدأت الفيلة، حالها حال العديد من الكائنات الحية على الأرض بفقدان بيئتها الطبيعية نتيجة لتدمير الغابات واستثمار أراضيها لمزيد من للتوسع العمراني. هذا كله تسبب بتناقص مناطق تواجدها واضطرارها للعيش بطريقة منعزلة ما تسبب أيضا بانخفاض فرص التزاوج والتكاثر، بالإضافة إلى أن افتراقها عن بعضها سهل الأمر على  الصيادين لمطاردتها وصيدها.

 

الإساءة في الأسر وضعف التشريعات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/000003.jpg

ليست الفيلة التي تعيش في الحياة البرية وحدها التي تعاني من إساءة بني البشر لها، إذ ترزح نظيراتها في الأسر للإساءات مماثلة في حدائق الحيوان والسيرك ومناطق السياح حيث انتشر في العديد من البلدان تواجد الفيلة، وبخاصة الآسيوية، في المواقع السياحية كجزء من الترفيه عن السياح. ولعل من أهم أسباب تزايد هذه الإساءات ضعف التشريعات المتعلقة بحماية حقوق الحيوان في دول العالم، وبخاصة تلك المصدرة لها.

هذا الضعف دفع الناشطين في مجال حقوق الحيوان من علماء ومشاهير إلى القيام بعدة حملات لتعزيز الوعي بشان حماية الحيوانات والتنبيه إلى مخاطر انقراضها وتأثير ذلك على التوازن البيئي. ونالت الفيلة من جانبها اهتمام عدد لابأس به من المشاهير لعل أبرزهم ليوناردو دي كابريو وكريستين ديفز ووليام شاتنر وياو مينغ والأمير البريطاني ويليام وحتى سياسيين بمستوى هيلاري كلينتون والرئيس الأميركي باراك أوباما.

بالرغم من كل هذه المساعي فإن أعداد الفيلة لم تشهد ارتفاعا، إذ تشير إحصاءات للمنظمات التي تعنى بالحياة البرية أن اعداد الفيلة في أفريقيا لايزيد عن 400 ألف فيل فيما يعيش على القارة الآسيوية نحو 40 ألف فيل فقط حيث تم ضمها إلى قائمة أنواع الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض، فيما يؤكد ناشطون أن هذه الإحصاءات "متفائلة" وإن الأعداد أقل من ذلك بكثير.

يوم الاحتفال يأتي ويتكرر سنوياً لكن حتى الآن لم يتضح ما إذا كان لمثل هذه الأنشطة تأثير إيجابي على حياة هذه الحيوانات. ويبقى الاحتفال السنوي مساهمة للتذكير بمعاناة الفيلة للبقاء على قيد الحياة أو العيش في بيئتها الطبيعية.

تويتر