«الاقتصاد» أكّدت أنها ستتصدى لأي زيادات مفتعلة بالأسواق
تجار: ارتفاعات متباينة في أسعار المواشي لتراجع الواردات الهندية وحظر «الصومالية»
أفاد مسؤولو شركات لتجارة المواشي بأن الأسواق شهدت، أخيراً، ارتفاعات متباينة في أسعار بعض أنواع الأغنام والمواشي، مع الاستعدادات الجارية لموسم عيد الأضحى، مرجعين ذلك إلى قلة الواردات الهندية من الأضاحي، والتي كانت تستأثر بحصص كبيرة من السوق، مع وقف نقلها بحراً حالياً، والاضطرار إلى شحنها جواً، ما يرفع كلفتها بالأسواق، مقارنة بالعام الماضي.
وأضافوا أن الزيادات ترجع أيضاً إلى غياب المواشي الصومالية، والتي تم منع استيرادها، لعدم مطابقتها معايير الصحة والسلامة الإماراتية، متوقعين حدوث مزيد من الزيادات السعرية قبيل وخلال العيد، مع ارتفاع وتيرة الطلب خلال تلك الفترة.
|
المستهلك المراقب قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم سعيد النعيمي، إن المستهلك يجب عليه الحصول على فواتير شراء من التجار، وإبلاغ الوزارة والدوائر المحلية، عند رصد أي زيادات أو عمليات استغلال في أسواق المواشي، والاستفادة من مبادرة «المستهلك المراقب»، التي تتيح للمستهلكين رصد مخالفات الأسواق، بما يسرع تفاعل الوزارة مع الشكاوى. |
بدورها، حذرت وزارة الاقتصاد من زيادة أسعار الأضاحي بالأسواق، مؤكدة أنها ستعمل بالتعاون مع الدوائر المحلية، على التصدي لأي زيادات مفتعلة، واستغلال زيادة الطلب على المواشي خلال «فترة العيد» لزيادة الأسعار، داعية المستهلكين للحصول على فواتير شراء، والإبلاغ عن أي زيادات يرصدونها.
ارتفاعات متباينة
وتفصيلاً، قال مدير شركة قاسم شاهين للتجارة، قاسم شاهين، إن «أسعار بعض المواشي شهدت، أخيراً، ارتفاعات بنسب متباينة، وذلك مع قلة الواردات الهندية في الأسواق، وغياب المواشي والمنتجات الصومالية، التي تم منع استيرادها لعدم مطابقتها معايير الصحة الإماراتية»، موضحاً أن «من أبرز أنواع المواشي، التي شهدت ارتفاعاً أخيراً، مقارنة بالعام الماضي، الأغنام الأسترالية والأبقار الإثيوبية المنشأ». وأضاف أن «بعض شركات التوريد من المنشأ ترفع الأسعار، للاستفادة من ارتفاع الطلب، خلال تلك الفترة بأسواق المنطقة».
وأشار إلى أن «سعر (البقرة) ذات المنشأ الإثيوبي يراوح حالياً بين 6000 و8000 درهم وفقاً للوزن، فيما راوح سعرها العام الماضي بين 5000 و6000 درهم»، لافتاً إلى أن «منع استيراد المواشي الصومالية، والتي يتم تصديرها لعدد من الأسواق الخليجية حالياً، انعكس سلباً على الأسواق المحلية، إضافة إلى قلة الواردات الهندية، والتي تستأثر بحصة كبيرة من الأسواق، بسبب قرار الحكومة الهندية عدم تصدير الأغنام الهندية بحراً، خلال الفترة من يونيو وحتى بداية سبتمبر، في ظل التقلبات البحرية، وعدم قدرة الأغنام الهندية على تحمل ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الشحن».
ولفت إلى أن التجار أصبحوا مضطرين إلى استيراد الأغنام الهندية عبر الشحن الجوي، والذي يزيد كلفة الاستيراد، وينعكس بدوره على أسعار البيع بالأسواق.
من جهته، قال مدير شركة «الأغنام السورية»، عبدالوهاب الباشا، إن «قلة واردات الأغنام الهندية بالأسواق تعد من الأسباب الرئيسة لارتفاع الأسعار، مع الاعتماد على الاستيراد عبر الشحن الجوي، واحتمالات نفوق بعض الأغنام بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما سيزيد كلفة التوريد وبالتالي ارتفاع أسعار تلك المنتجات، خصوصاً مع ارتفاع الطلب قبيل العيد».
وأضاف أن «الزيادات تراوح بين 100 و200 درهم للأغنام الكبيرة، مقارنة بأسعارها العام الماضي»، لافتاً إلى أن «غياب الواردات الصومالية يؤثر سلباً في الأسواق».
الشحن الجوي
واتفق مع الرأي السابق مدير شركة «سعيد بن دباس لتجارة الماشية»، سعيد بن دباس، مؤكداً أن «قلة الواردات الهندية والاعتماد على استيراد بعضها بالشحن الجوي، من العوامل الرئيسة في ارتفاع أسعارها». وتوقع أن ترتفع الأسعار بنسب أكبر قبيل العيد، مع ارتفاع الطلب بنسب أكبر خلال تلك الفترة.
في السياق نفسه، أكد رئيس شركة «العنود» لتجارة وتوريد الماشية، محمد عبدالله، أنه «على الرغم من تنويع عمليات الاستيراد للأغنام والأضاحي من دول مثل الأردن وجورجيا، وإثيوبيا، والسودان، إلا أن الأسعار ترتفع بنسب تقدر بين 10 و15%، مقارنة بالعام الماضي، وذلك لأسباب عدة أبرزها تراجع المعروض مقارنة بالعام الماضي، خصوصاً مع قلة الواردات الهندية واقتراب موعد عيد الأضحى خلال العام الجاري، بشكل مواكب لفترة حظر الحكومة الهندية لشحن الأغنام بحراً، والذي ينتهي مع بداية شهر سبتمبر، وهو ما سيتسبب في قلة عمليات التوريد التي ستعتمد على الشحن الجوي فقط، ما ينعكس على أسعار البيع».
زيادة الطلب
بدوره، قال مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم سعيد النعيمي، إن «(الوزارة) لن تسمح باستغلال بعض التجار لزيادة الطلب على المواشي والأضاحي قبيل عيد الأضحى، ورفع الأسعار، وستعمل على مراقبة الأسواق بشكل مكثف بالتعاون مع الدوائر المحلية الاقتصادية والبلديات، للتصدي لأي زيادات مفتعلة في أسواق المواشي».
وأضاف: «وجود تنوع في الواردات من الأضاحي والمواشي، يوفر بدائل متنوعة للأغنام الصومالية والهندية، وبالتالي لا يوجد ما يبرر زيادة الأسعار مع توافر بدائل من أستراليا وجورجيا، والسودان، إضافة للمعروض من المزارع المحلية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news