عقاريان أرجعا التراجع في التداولات إلى طول فترة إجازة عيد الأضحى

6.5 مليارات درهم تداولات عقارات دبي في سبتمبر

أوضاع السوق العقارية في دبي بدأت في التحسن التدريجي بعيداً عن حركة التداولات. تصوير: باتريك كاستيلو

حقق إجمالي قيمة التصرّفات العقارية (بيع ورهن فقط) في دبي، خلال سبتمبر الماضي، نحو 6.5 مليارات درهم، بتراجع بلغت نسبته 53.4% مقارنة بأغسطس السابق الذي سجل 13.3 مليار درهم.

وقال عقاريان إن مرور إجازة عيد الأضحى، خلال الشهر الجاري، التي استمرت أسبوعاً كاملاً، أثرت في التداولات العقارية بدبي بشكل كبير، إذ أصابت السوق بنوع من الهدوء بعد تداولات جيدة في أغسطس الماضي.

وتوقع العقاريان أن تشهد التداولات حركة إيجابية مع بدء العام الجديد، بالتزامن مع مشروعات البنية التحتية التي تطلقها دبي مع اقتراب موعد تنظيم معرض «إكسبو 2020 دبي»، فضلاً عن إطلاق الكثير من المطورين مشروعات كبيرة تحفز من جانبها القرار الشرائي في السوق.

وتفصيلاً، أظهرت البيانات اليومية والأسبوعية لدائرة الأراضي والأملاك في دبي، أن إجمالي قيمة التصرّفات العقارية «بيع ورهن فقط» في دبي، حقق خلال سبتمبر الماضي، نحو 6.5 مليارات درهم، بتراجع بلغت نسبته 53.4% مقارنة بأغسطس السابق الذي سجل 13.3 مليار درهم، وذلك على الرغم من تحسن التداولات العقارية في الفترة التي أعقبت موسم إجازات الصيف، إذ حقّق إجمالي قيمة التصرّفات العقارية، خلال أغسطس الماضي، نحو 13.327 مليار درهم، بنمو نسبته 38.7% مقارنة بيوليو 2016 الذي سجل 9.61 مليارات درهم.

كما أظهرت بيانات الدائرة أن سبتمبر 2016 شهد تراجعاً أيضاً بفارق 14.2 مليار درهم مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، الذي سجلت فيه إجمالي التصرّفات العقارية (من بيع ورهن فقط) في دبي نحو 20.4 مليار درهم.

إلى ذلك، توقع الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد» المتخصصة في إدارة العقارات، عبدالكريم الملا، أن «تتحرك السوق العقارية في دبي خلال الفترة المقبلة بشكل متسارع، بالتزامن مع إطلاق مشروعات عملاقة، من قبل الشركات الحكومية، والشركات الخاصة، الأمر الذي يحفز المستثمرين على الشراء، فضلاً عن تراجع المخاوف نسبياً من جرّاء تداعيات التغيرات الاقتصادية المتعلقة بأسعار النفط»، معرباً عن تفاؤله إزاء السوق العقارية في الإمارة خلال الأشهر المقبلة.

وأوضح الملا أن «تراجع التداولات خلال سبتمبر الجاري يرجع إلى طول فترة إجازة عيد الأضحى الماضي، التي استمرت أسبوعاً كاملاً، إذ أثرت في التداولات العقارية بشكل كبير، وأصابت السوق بنوع من الهدوء بعد تداولات جيدة في أغسطس».

وأضاف أنه «على الرغم من إقامة معرض (سيتي سكيب غلوبال) في الفترة بين السادس والثامن من سبتمبر، والأثر الحيوي الذي تركه في قطاع العقارات، إلا أن طول فترة الإجازة هدّأ من التداولات العقارية وتسجيل عقارات جديدة من قبل متعاملين مع دائرة الأراضي والأملاك».

من جهته، قال المدير العام في «شركة عوض قرقاش للعقارات»، رعد رمضان، إن «أوضاع السوق العقارية في دبي بدأت في التحسن التدريجي، وذلك بعيداً عن حركة التداولات التي من الممكن أن يؤثر فيها عدد أيام العمل، كما هي الحال في تداولات سبتمبر الجاري، الذي شهد إجازة عيد الأضحى لمدة أسبوع»، مرجعاً هذا التحسن إلى عوامل أهمها «تحوّل العديد من القرارات المترددة إلى قرارات فعلية، إذ مثلت الأسعار التي انخفضت بنسبة كبيرة خلال العامين الماضيين فرصة جيدة للشراء».

وأضاف رمضان أن «الكلمة العليا في 2016 كانت للمستثمر أو صاحب السيولة، وذلك على حساب المطور الذي بدوره قدم الكثير من الإغراءات للمستثمر تحت مسميات عدة، منها التسهيلات المالية لدفعات السداد، أو العروض الترويجية بإعطاء هدية على العقار المباع»، لافتاً إلى أن «التفاؤل يزداد مع قدوم عام 2017، بالتزامن مع زيادة العروض وعدم التخوف من قبل المستثمرين من ضخ المزيد من السيولة في السوق».

وأكد أن «التوقعات تشير إلى تحسّن حركة المبيعات في القطاع العقاري بدبي مع بداية العام الجديد»، عازياً السبب إلى عودة الثقة للمستثمرين العقاريين، وانحسار التأثير السلبي للمشكلات الاقتصادية المتعلقة بتراجع أسعار النفط.

وأشار رمضان إلى أن «زيادة وتيرة مشروعات البنية التحتية التي تنفذها حكومة دبي بالتزامن مع اقتراب موعد تنظيم معرض (إكسبو 2020)، أسهم بشكل كبير في تخلص السوق العقارية من سلبياتها التي كانت نتيجة لعوامل اقتصادية خارجية»، مستشهداً على ذلك بالتقارير الصادرة عن مؤسسات دولية، التي تؤكد مدى قوة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على مواجهة هذه التحديات.

وذكر أن «العديد من المستثمرين كانوا يتريّثون في قراراتهم الاستثمارية بعض الشيء، تخوفاً من حدوث مشكلات اقتصادية من الممكن أن تؤثر في السوق إجمالاً»، مؤكداً أن «هذا التخوف تراجع بشكل نسبي، ما شجع العديد من المستثمرين على الشراء التدريجي».
كما أكد «قوة السوق العقارية في دبي على الرغم من تأثر المستثمرين بالأسواق المحيطة مثل السعودية والكويت، إذ كانت السوق في دبي تعتمد في مبيعاتها على بعض من الاستثمارات القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي».

تويتر