مسؤولون فيها أشاروا إلى وجود تقصير.. وأكدوا أن ما حققته بعض الشركات لا يتناسب ودورها المجتمعي

الشركات الأجنبية مطالبة بتعزيز مسؤوليتها الاجتماعية و«رد الجميل» للمجتمع المحلي

معظم الشركات بدأت صغيرة ونمت وتوسعت حتى أصبحت كيانات اقتصادية عملاقة على المستويين المحلي والدولي. تصوير: أحمد عرديتي

أكد مسؤولو شركات أجنبية عاملة في الدولة وجود بعض التقصير من قبل بعض الشركات تجاه مسؤولياتها الاجتماعية، داعين تلك الشركات إلى تعزيز مسؤولياتها نحو المجتمع الذي تعمل فيه، وترد الجميل له، لافتين إلى دور المجتمع في تحقيق عائدات وأرباح ومكانة مالية قوية لتلك الشركات من خلال ما وفره لها من بنية تحتية متطورة، وأنظمة وتسهيلات أعمال وإعفاءات.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» أن ما حققته تلك الشركات لا يتناسب ودورها المجتمعي، لافتين إلى تخصيص شركات عالمية نسبة من أرباحها السنوية تجاه المجتمعات التي تعمل فيها.

رد الجميل

وتفصيلاً، قال الرئيس الإقليمي لمراكز «اللاينس» للأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شريف كامل، إن هناك بعض التقصير من قبل بعض الشركات الأجنبية تجاه مسؤولياتها الاجتماعية، لافتاً إلى أن الشركات في كل أنحاء العالم تقوم بالعديد من الخدمات للمجتمع الذي تعمل فيه.

وأضاف أن بعض الشركات تقدم مبادرات تجاه المجتمع، وبعضها الآخر لا يهتم بذلك على الإطلاق، مطالباً الشركات الأجنبية التي حققت مكانة مالية قوية من خلال تواجدها في الإمارات، بأن ترد الجميل، إذ إن تواجدها في الدولة كان واحداً من أبرز عوامل نجاح أنشطتها في المنطقة.

وأكد كامل أن القطاع الخاص في الإمارات حظي ولايزال بتسهيلات لا تتوافر في أي مكان آخر في العالم، محققاً ثروات كبيرة، مشيراً إلى أن معظم الشركات بدأت صغيرة، ونمت وتوسعت حتى أصبحت كيانات اقتصادية عملاقة على المستويين المحلي والدولي، مدعومة بالطفرة الاقتصادية التي شهدتها الإمارات.

نسبة من الأرباح

بدوره، رأى رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «نيكاي» للإلكترونيات، باراس شاهدابوري، أن على كل شركة في الإمارات حققت مكانة مالية قوية نتيجة وجودها على أرض الإمارات، أن تعمل على ردّ الجميل للمجتمع الذي تعمل به، باعتباره مساهماً رئيساً في تحقيق الشركة لهذه المكانة المالية.

وأضاف أن القطاع الخاص استفاد على مدار العقود الماضية من التسهيلات والإعفاءات التي وفرتها الدولة، إذ كونت العديد من الشركات ثروات كبيرة، لافتاً إلى تفاوت دور تلك الشركات في تنمية اقتصادات الدولة وخدماتها الاجتماعية، ولا يتناسب مع ما حققته من عائدات.

وأوضح أن على الشركات مسؤولية اجتماعية من خلال تخصيص نسبة من أرباحها السنوية تجاه المجتمع وهو ما تعمل به شركات عالمية.

وذكر أن «نيكاي» نفذت أنشطة عدة منها التبرّع بحافلتين لمركزي «راشد» و«النور» لرعاية المعاقين، فضلاً عن تنظيم حملات تبرّع بالدم، وأخرى للتوعية بمرض السرطان، كما شاركت في حملة تنظيف أطلقتها بلدية دبي، وأسهمت في الترويج لإعادة تدوير المنتجات بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة، فضلاً عن توزيع وجبات إفطار في مجمعات سكن العمال خلال شهر رمضان الماضي.

مبادرات ذاتية

في السياق نفسه، قال المدير العام الإقليمي لدى شركة «مايكروسوفت» الأميركية، سامر أبولطيف، إن مبادرات «مايكروسوفت» تعكس مدى التزامها بدعم المجتمعات من خلال دعم المنظمات غير الربحية، وتقديم دورات مجانية من شأنها إطلاق إمكانات الأفراد عن طريق الابتكار التقني.

وأضاف أن تمكين المجتمع والأفراد من التعرف إلى التقنيات وكيفية استخدامها بشكل أفضل في حياتهم سيكون له الأثر الإيجابي على مستوى الإنتاجية والعمل الاجتماعي الذي يقدمونه داخل الإمارات.

من جانبه، اتفق المؤسس والعضو المنتدب لمجموعة «أستر دي إم» للرعاية الصحية، أزاد موبن، مع نظرائه على ضرورة أن تعزز الشركات الأجنبية مسؤولياتها تجاه المجتمع الذي تعمل فيه، وترد الجميل له، لأنه عنصر مهم في النجاحات التي حققتها تلك الشركات.

ودعا القطاع الخاص إلى القيام بواجبه تجاه المجتمع الذي يعمل فيه، لافتاً إلى أن القطاع الخاص استفاد الكثير من النهضة الاقتصادية في الدولة، إلا أن دوره الاجتماعي لا يتناسب مع عائداته وأرباحه.

واستعرض جهود المجموعة وتسييرها قافلة إغاثة طبية إلى مناطق عدة منها الفلبين، فضلاً عن تقديم تبرعات خيرية لمؤسسات اجتماعية في الدولة، إضافة إلى تقديم خدمات صحية بأسعار منخفضة نسبياً في التجمعات السكنية العمالية.

برامج اجتماعية

أما المدير العام لشركة «دانكن دونتس» الشرق الأوسط، ديفيد رودجرز، فأكد أن الشركة تسعى من خلال تواجدها في الإمارات إلى الانخراط في البرامج الاجتماعية، لافتاً إلى أن «دانكن دونتس» دعمت مشروعات للأطفال لمصلحة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الخاصة.

بدوره، أكد مدير مؤسسة «لش» الصناعية، كارل بايجراف، أن المسؤولية المجتمعية تتصدر أجندة أولويات المؤسسة، وتحرص على إطلاق مبادرات وأنشطة مختلفة في هذا المجال، منها مبادرة «جائزة لش» السنوية التي تستهدف رعاية الحيوانات، وذلك من خلال تشجيع العلماء، لاسيما فئة الشباب في الإمارات والعالم، على البحث العلمي.

إلى ذلك، قال مدير قسم الاتصالات والعمليات المؤسسية في شركة «باناسونيك» الشرق الأوسط وإفريقيا للتسويق، أنتوني بيتر، إنه يجب العمل على تحسين المجتمع من خلال أنشطتنا التجارية، لافتاً إلى أن الشركة تركز بشكل رئيس على البيئة والأجيال المقبلة.

وأكد أن لدى الشركة أكثر من شراكة مع بلدية دبي لدعم المبادرات البيئية، مثل إعادة تدوير البلاستيك ومحركات التنظيف، بالتعاون مع شركاء الأعمال وحكومات ومنظمات غير حكومية.

تويتر