الأسواق تشهد تحييداً للعوامل الخارجية.. وتوقعات بمواصلة الأسهم اتجاهها الصاعد

محللون: زيادة أحجام التداول تؤشر إلى عودة السيولة

نتائج الشركات والبنوك والتوزيعات النقدية السخية أسهمتا في جذب المتعاملين مرة أخرى. أرشيفية

قال محللون ماليون إن زيادة أحجام التداول اليومية في أسواق المال على مدار جلسات الأسبوع الماضي، تعد من أهم مكاسب التأثير الايجابي لارتداد أسعار النفط والنتائج المالية للشركات المدرجة.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن ذلك يعني بدء عودة السيولة إلى الأسواق، وتراجع مستويات حذر المستثمرين لمصلحة الدخول إلى السوق، والاستثمار، كما يعد مؤشراً إلى مزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة.

وأكدوا أن التوزيعات النقدية السخية للشركات أعادت جزءاً من ثقة المستثمرين، وحيّدت تأثير العوامل الخارجية إلى حد ما، إذ لوحظ خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات في الأسواق المالية المحلية في وقت تشهد نظيرتها العالمية تراجعاً.

وكانت بيانات هيئة الأوراق المالية والسلع أظهرت ارتفاعاً أسبوعياً في القيمة السوقية للشركات المدرجة بنحو 34.4 مليار درهم، وأنهت الأسواق تعاملات جلسة أول من أمس الخميس عند 679.4 مليار درهم، فيما ارتفع المؤشر العام بنسبة 5.36% بمستوى 4188 نقطة.

34.4 مليار درهم مكاسب أسبوعية

أظهرت بيانات هيئة الأوراق المالية والسلع ارتفاعاً أسبوعياً في القيمة السوقية للشركات المدرجة بنحو 34.4 مليار درهم، إذ أنهت تعاملات جلسة أول من أمس الخميس عند 679.4 مليار درهم، فيما ارتفع المؤشر العام بنسبة 5.36% بمستوى 4188 نقطة.

وسجلت أحجام التداول الأسبوعية 4.4 مليارات درهم حصيلة بيع وشراء 3.3 مليارات سهم نفذت من خلال 45 ألفاً و788 صفقة.

وبلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها على مدار الأسبوع الماضي 79 شركة من أصل 128 شركة مسجلة.

وعلى المستوى القطاعي، سجل «مؤشر قطاع العقار» أعلى ارتفاع أسبوعي بنسبة 9.41%، يليه «مؤشر البنوك» بنسبة 6.98%، ثم «مؤشر قطاع النقل» بنسبة 5.12%.

واستحوذ سهم «شركة إعمار العقارية» على الحصة الكبرى من التداولات الأسبوعية بقيمة 612.5 مليون درهم، يليه سهم «شركة أملاك للتمويل» بتداول قدره 336 مليون درهم، ثم سهم «شركة أرابتك القابضة» بنحو 296 مليون درهم.

وتصدر سهم «شركة منازل العقارية» قائمة الأكثر ارتفاعاً سعرياً بنسبة 17.02%، يليه سهم «شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة ــ دو» بنسبة 16.54%، ثم سهم «بنك الخليج الأول» بنسبة 15.84%.

تداولات إيجابية

وتفصيلاً، قال المدير العام لـ«مركز الشرهان للأسهم» جمال عجاج، إن الإيجابية هي السمة الغالبة لتداولات الأسبوع الماضي، خصوصاً على مستوى قيم التداول التي ارتفعت بشكل ملحوظ، ما يعني كسر حاجز الخوف لدى المستثمرين، وبدء عودة السيولة مجدداً.

وأكد أن نتائج الشركات والبنوك التي أفصحت عن بياناتها المالية، والتوزيعات النقدية السخية، أسهمتا في جذب المتعاملين مرة أخرى، لافتاً إلى أن معدل التداول اليومي راوح في المتوسط بين 600 و700 مليون درهم، ما يعد تحسناً لا بأس به، مع الأخذ في الاعتبار عدم اكتمال الإفصاحات، لاسيما لشركات القطاع العقاري الذي يعد محركا أساسياً للسوق المالي.

وأشار إلى أن التأثير الأكبر خلال الفترة الماضية كان للعوامل الخارجية، إلا أنه تم تحييد ذلك إلى حد كبير في تعاملات الأسبوع الماضي، إذ كان للأحداث المحلية الدور الأكبر والأثر الأوضح. ورأى عجاج أن استمرارية حالة الحذر والتردد من قبل المستثمرين في اتخاذ قرار بالاستثمار، أمر طبيعي بعد موجات من التراجع المتواصل، مؤكداً الحاجة إلى بعض الوقت حتى يتضح الاتجاه الصاعد للسوق، على الرغم من الارتفاعات المبشرة، وزيادة مستويات السيولة الواضحة خلال تعاملات الأسبوع.

ثقة المستثمرين

من جانبه، أكد المحلل المالي وضاح الطه أن ارتداد أسعار النفط أسهم في إنعاش ثقة المستثمرين، وشجعهم على الدخول، ما انعكس ايجاباً على قيم التداولات، وساعد على تقليص خسائر الأسواق.

وأضاف أن ذلك رفع من الاستجابة الجيدة لنتائج الشركات، إذ لاحظنا سيولة بكميات أكبر في التعاملات، فضلاً عن الارتفاع في أسعار بعض الأسهم.

وأرجع الطه عامل الحذر على الرغم من الارتداد المستحق للمؤشرات، إلى حركة أسعار النفط التي لا يحكمها العرض والطلب فقط، وإنما ثلاثة عوامل مالية أخرى هي: سعر صرف الدولار الذي يتناسب عكسياً مع سعر النفط، وسياسات التيسير الكمي التي تعتمدها البنوك المركزية حول العالم، وأخيراً المضاربات على سعر النفط في ظل صعوبة توصل الدول المنتجة إلى اتفاق، مشيراً إلى تفاؤل حذر خلال الفترة المقبلة بأداء الأسواق المالية رغم مؤشرات عودة السيولة.

صعود متوقع

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة دلما للوساطة المالية» هشام عامر، إن الأسواق شهدت أداء إيجابياً، تجاوباً مع ارتفاعات أسعار النفط، المرشح لمزيد من الارتفاع، الأمر الذي شجع السيولة التي تراقب السوق على الدخول والاستثمار، خصوصاً في ظل الأسعار المتدنية للأسهم.

وأضاف أن صعوداً مشوباً بالحذر في تداولات الأٍسبوع الماضي قد يكون مؤشراً إلى استكمال الاتجاه الصاعد في الجلسات المقبلة، خصوصاً أن التوزيعات النقدية السخية للشركات أعادت بعضاً من ثقة المستثمرين، وحيّدت تأثير العوامل الخارجية إلى حد ما، فلاحظنا ارتفاعات في الأسواق المحلية، في وقت شهدت نظيرتها العالمية تراجعاً خلال الأسبوع.

وأكد أن تجاوز التداولات في بعض الأيام حاجز المليار درهم، أمر لم تشهده الأسواق منذ فترة طويلة، ما يعد دليلاً على أن السيولة المراقبة بدأت الدخول للاستثمار مجدداً، مشدداً على أهمية زيادة معدلات السيولة لتعافي الأسواق.

وتوقع عامر أن تكون نتائج الربع الأول من العام الجاري أفضل من نتائج العام الماضي، ولذلك يجب على المستثمرين عدم الاكتفاء بما تم إعلانه فقط، رغم إيجابيته، عند قياس الأداء العام للشركات.

تويتر