دعوا إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام.. واعتبروا تصريحات المرشح الجمهوري دعاية انتخابية

رجال أعمال يطالبون بوقف التعامل بمنتجات «ترامب»

صورة

طالب رجال أعمال باتخاذ موقف قوي وصريح تجاه المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب، الذي دعا إلى اجراءات لوقف دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، معتبرين تصريحاته عدائية ورسائل كراهية لا تخدم القيم والمبادئ الإنسانية.

وفي وقت رأى فيه رجال أعمال أن تصريحات «ترامب» لا تمثل الشعب الأميركي، وتأتي من قبيل الدعاية للحملة الانتخابية، وبالتالي يجب الرد عليها عبر حوار متعقل لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، طالب آخرون بضرورة وقف التعامل بمنتجات أعماله وشركاته.

بدائل أخرى

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/12/4071684%20(3).jpg

خلف الحبتور:

«الإمارات قدمت نموذجاً رائعاً يحتذى به في التعايش بين جميع الشعوب والأديان والثقافات وهي دروس وأمثلة يمكن الاستفادة منها على الصعيد العالمي».

وتفصيلاً، طالب رجل الأعمال الإماراتي رئيس مجموعة «آل سويدان»، أحمد سويدان، بمقاطعة أعمال ومنتجات المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترامب وشركاته، نظراً إلى ما وصفه بالمواقف العدائية المعلنة تجاه المسلمين.

وأكد سويدان أن هناك بدائل أخرى كثيرة لمنتجات «ترامب» وشركاته، ولا يوجد ما يلزم المسلمين باستخدامها، والترحيب بها في بلادهم، مشيراً إلى أن مقاطعة تلك المنتجات سيؤثر تأثيراً كبيراً في أعمال وأرباح «ترامب». وشدد سويدان على ضرورة اتخاذ موقف قوي وصريح ومقاطعة «ترامب» من قبل جميع المسلمين في العالم وليس سكان الإمارات فقط بعد تصريحاته العدائية. ولفت إلى أن ترامب لا يمثل الشعب الأميركي، وتصريحاته الخاصة بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة تعد من قبيل الدعاية السياسة فقط، ولن يجرؤ على تنفيذها إذا نجح في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وقال إن العديد من المرشحين الأميركيين نادوا سابقاً بإجراءات ضد المسلمين من قبل، إلا أنهم لم يستطيعوا تنفيذها بعد وصولهم إلى الحكم.

تعليق البيع

في السياق نفسه، أكد الرئيس التنفيذي لمتاجر «لايف ستايل»، التابعة لمجموعة «لاند مارك»، ساشين مندوا، أن المجموعة قررت تعليق بيع منتجات الديكور المنزلية التابعة لمجموعة «ترامب»، في إطار الاحترام والاهتمام بمشاعر المتعاملين مع منافذ المجموعة، بعد التصريحات التي أدلى بها مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب لوسائل الإعلام أخيراً.

يشار إلى أن متاجر «لايف ستايل» متخصصة في تجارة منتجات الديكور الداخلية والإكسسوارات، ولديها ما يجاوز 195 متجراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان وليبيا واليمن وتنزانيا.

رجل انفعالي

من جانبه، أيد رجل الأعمال والخبير الاقتصادي حامد النيادي، الدعوة لمقاطعة منتجات الملياردير الأميركي دونالد ترامب، مشيراً إلى أن ترامب انفعالي وله ردود أفعال غير مدروسة، وليس لديه فريق عمل قوي ذو خبرة ينصحه بما يجب أن يقول أو يفعل.

وأكد النيادي أن مقاطعة منتجات «ترامب» سيؤثر في أعماله سلباً، كما يؤدي إلى تقليص أرباحه في منطقة الخليج ككل، لا سيما أن الإمارات تعد ثاني أكبر اقتصاد في الخليج ويتمتع سكانها بإنفاق مرتفع.

ودعا النيادي إلى اتفاق الحكومات الخليجية ورجال الأعمال الخليجيين الكبار لتعليق العمل بمنتجات «ترامب» ليكون التأثير أكبر في أعماله، خصوصاً أن دول الخليج تستثمر عبر صناديقها السيادية في الولايات المتحدة، وكذلك في أنشطة عقارية مختلفة يلعب «ترامب» دوراً بارزاً فيها.

دعاية انتخابية

إلى ذلك، قال رجل الأعمال الدكتور علي العامري إن الدعاية الانتخابية تميل أحياناً إلى التطرف باتجاه معين لإرضاء شريحة من الناخبين، وهذا أمر اعتدناه.

ورأى العامري أن التعاطي مع الدعوات المتطرفة ضد المسلمين لا يكون بمثلها، وإنما بالحوار الذي يظهر حقيقة الإسلام، موضحاً أن الإسلام تم اختطافه من قبل جماعات مسلحة صدّرت للعالم فكرة خاطئة عنه، ولذلك يجب العمل على تصحيح المفاهيم.

وأضاف أن هذا ما تحاول الإمارات دائماً العمل عليه، إلا أن هناك حاجة إلى تضافر جهود الدول العربية والإسلامية وليس الإمارات وحدها، للتصدي لمن يحاول تشويه صورة الإسلام والترويج على أنه دين عنف.

حوار متعقل

في السياق نفسه، أكدت صاحبة الأعمال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ريد الظاهري، أن هناك حاجة إلى حوار متعقل وحضاري لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، التي أسهم فيها للأسف، بعض المسلمين المتشددين.

وأضافت أن الإعلام الموجه للشعوب الغربية من قبل المسلمين ضعيف، ولا يرقى إلى المستوى المطلوب في مخاطبة الرأي العام في هذه الدول.

وشددت الظاهري على أن المقاطعة اجراء غير مجد بقدر مواجهة فكر «ترامب» المتطرف بفكر تنويري يؤكد أن الاسلام دين تعايش ومحبة بين الشعوب، بدليل وجود مسلمين في جميع الدول الغربية والأميركية.

ورأت الظاهري أن التصريحات المنسوبة لـ«ترامب» لا تناسب مرشحاً لدولة بحجم الولايات المتحدة، فيها مختلف الأعراق والأديان، ولديها دستور واضح ينبذ التمييز والعنصرية تجاه أي جنس أو دين، مؤكدة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للرد على تصريحاته المسيئة، والتعريف بقيم الإسلام أجدى نفعاً من تعليق العمل بمنتجاته.

رسائل كراهية

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة «الحبتور»، خلف أحمد الحبتور، إن «دونالد ترامب أهان المسلمين عبر تصريحاته الأخيرة»، مشيراً إلى أن الشعب الأميركي منفتح على جميع شعوب العالم، ولا يولي أهمية كبيرة لهذه التصريحات التي صدرت من رجل أعمال بازر ومرشح محتمل عن الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وذكر الحبتور أن بعض الشركات بدأت بالتحرك لمقاطعة (ترامب) اقتصادياً، وهذه خطوة أولى وقد نشهد المزيد من الإجراءات فيما لو أصر على تبني هذه المواقف، مطالباً الدول العربية والإسلامية بمقاطعة شاملة لترامب ومنعه من العمل والاستثمار في ودخول هذه البلدان.

وأضاف: «كتبت بعض المقالات في الصحف اليومية لدعم (دونالد ترامب) في الانتخابات باعتباره رجل أعمال بارزاً، إلا أنني كنت مخطئاً بهذا الخصوص بعد التصريحات التي يدلي بها منذ فترة»، مشيراً إلى أن بث رسائل الكراهية لا يخدم القيم والمبادئ الانسانية وعملية التنمية.

وشدد الحبتور على أن الإمارات قدمت نموذجاً رائعاً يحتذى به في التعايش بين جميع الشعوب والأديان والثقافات وهي دروس وأمثلة يمكن الاستفادة منها على الصعيد العالمي.

تويتر