نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وأوغندا في الصدارة

الاستثمارات الخليجية في «جنـوب الصحراء الإفريقية» تقفز إلى 9.93 مليارات درهـم بالنصف الأول

صورة

أكدت دراسة لغرفة تجارة وصناعة دبي، أمس، أن قيمة الاستثمارات الخليجية المباشرة في دول جنوب الصحراء الإفريقية في النصف الأول من 2015، بلغت 9.93 مليارات درهم (2.7 مليار دولار)، مقارنة مع 34.22 مليار درهم (9.3 مليارات دولار) قيمة الاستثمارات الخليجية المباشرة، خلال الفترة من 2005 إلى 2014. وتصدرت نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وأوغندا قائمة الدول الإفريقية التي اجتذبت العدد الأكبر من الشركات الخليجية باستقطابها ما بين 10 إلى 25 شركة خليجية. وأشارت الدراسة إلى أن الاستثمارات المشتركة مع صناديق الأسهم الخاصة، وشراء شركات أسهم خاصة، والشراء المباشر أو الاستحواذ على حصص الأقلية، هي أبرز الخيارات المتاحة للمستثمرين الخليجيين في دول جنوب الصحراء الإفريقية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/11/8ae6c6c5502ee51c01511bbd58c33235.jpg

قطاع التجزئة يجذب الاستثمارات الخليجية

كشفت دراسة غرفة تجارة وصناعة دبي عن أن قطاع التجزئة يمثل مجالاً مهماً وجاذباً للاستثمارات الخليجية في القارة السمراء، حيث يُبرز تغيراً في نمط التسوق من الأسواق المفتوحة والصغيرة إلى مراكز التسوق، خصوصاً مع التمدن الحضري الذي تشهده إفريقيا، وزيادة قدرة الإنفاق، وتوافر وسائل النقل، والاهتمام بالعلامات التجارية العالمية، فضلاً عن دور الإنترنت في خلق ثقافة استهلاكية.

وأشارت الدراسة إلى ثلاثة قطاعات متطورة في الخليج، يمكنها أن تتوسع في إفريقيا، هي: مبيعات السيارات، والمحال التجارية الكبيرة، ومتاجر الامتياز.

ولفتت إلى أن شراء مجموعة «ماجد الفطيم» لشركة «سي إم سي» في كينيا، الوكيل الحصري لبعض العلامات التجارية مثل «فورد» و«فولكس فاغن» و«سوزوكي»، مقابل 86 مليون دولار أميركي، شكل أهم استثمار خليجي في قطاع السيارات.

«روتانا» و«جميرا» تعتزمان دخول سوق شرق إفريقيا

أكدت دراسة غرفة تجارة وصناعة دبي أن الناقلات الخليجية تلعب دوراً رئيساً في فتح السوق الإفريقية أمام السياحة العالمية، مشيرة إلى أن دول الخليج لديها خبرة طويلة في قطاع الفنادق. وكشفت عن أن مجموعة «روتانا» ومجموعة «جميرا» تسعيان إلى دخول سوق شرق إفريقيا. وتضم قائمة المستثمرين الخليجيين في هذا القطاع مجموعة «فنادق الخليج» البحرينية، ومن السعودية مجموعة «راني للاستثمار» و«المملكة القابضة»، والتي تتميز بأكبر محفظة في إفريقيا، حيث تدير سبعة فنادق في كينيا وغانا وسيشيل وموريشيوس. وتدير مجموعة «آي إف إي» للمنتجعات والفنادق الكويتية خمسة فنادق في جنوب إفريقيا وزنجبار.

ولفتت الدراسة إلى أن هناك نمواً ملحوظاً في تدفق الاستثمارات المباشرة، حيث اتخذت بعض الشركات العاملة في دول إفريقية عدة من دبي مركزاً لها، معززة الروابط بين الخليج وإفريقيا.

الاستثمارات المشتركة

وتفصيلاً، كشفت الدراسة التي أعدتها «غرفة دبي» بالتعاون مع «الإيكونومست»، وتم إعلانها أمس في مؤتمر صحافي، على هامش المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال، عن أن الشركات الخليجية تتصدر المستثمرين في قطاع السياحة والسفر في القارة، حيث لعبت شركات الطيران الخليجية دوراً مهماً في فتح القارة أمام السياحة العالمية. كما يمتلك المستثمرون الخليجيون نحو 20 فندقاً ومنتجعاً في دول جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى.

وأشارت الدراسة إلى أن الاستثمارات المشتركة مع صناديق الأسهم الخاصة، وشراء شركات أسهم خاصة، والشراء المباشر أو الاستحواذ على حصص الأقلية، هي أبرز خيارات الاستثمار المتاحة للشركات الخليجية في القطاعات غير السلعية. وأظهرت الدراسة أنه باستثناء جنوب إفريقيا، يبقى اهتمام المستثمرين الخليجيين بقطاع الأسهم محدوداً. وأكدت الدراسة أهمية وضرورة تحسين الخدمات اللوجستية في بيئة ينمو فيها قطاع السلع الاستهلاكية. ورغم خبرتها القوية إلا أن الشركات الخليجية التي توجهت إلى الاستثمار في هذا القطاع قليلة.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك نمواً ملحوظاً في تدفق الاستثمارات المباشرة، حيث اتخذت بعض الشركات العاملة في دول إفريقية عدة من دبي مركزاً لها، معززة الروابط بين الخليج وإفريقيا. وشملت هذه الشركات مجموعة «ستاليون»، ثاني أكبر تكتل في نيجيريا، و«أتلانتك هولدنغ» من غانا ومجموعة «مارا» من كينيا. وحسب بيانات «إف دي آي ماركتس»، بلغت قيمة الاستثمارات الخليجية المباشرة في دول جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى 34.22 مليار درهم (9.3 مليارات دولار)، خلال الفترة من 2005 إلى 2014، بالإضافة إلى 9.93 مليارات درهم (2.7 مليار دولار) في النصف الأول من 2015، أي أعلى من أي عام سابق بأكمله. وأكدت الدراسة أن دول الخليج استثمرت 10 أضعاف هذه القيمة في دول شمال إفريقيا في الفترة نفسها، الأمر الذي يشير إلى علاقات أعمق مع الدول العربية الشقيقة. وتصدرت نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا وأوغندا قائمة الدول في جنوب الصحراء الإفريقية التي جذبت العدد الأكبر من الشركات الخليجية باستقطابها ما بين 10 إلى 25 شركة خليجية. كما يتمتع المستثمرون الخليجيون بحماية لاستثماراتهم في معظم أنحاء القارة الإفريقية عبر حماية استثماراتهم ضمن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي توفر حماية للمستثمرين في 21 دولة إفريقية تمتد من السنغال إلى موزمبيق.

الناتج المحلي

وكشفت الدراسة عن أن معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي على امتداد القارة الإفريقية بلغ 6.1%، خلال الفترة 2010 - 2014، حسب بيانات بنك التنمية الإفريقي، ويتوقع أن ينخفض إلى 4.1% خلال العام الجاري، ليرتفع بعد ذلك إلى 5.1% خلال عام 2016، فيما يتوقع صندوق النقد الدولي معدل نمو في القارة السمراء يبلغ 5.3%، خلال الفترة 2017 - 2020.

وكشفت الدراسة عن أن معدل النمو السكاني في القارة الإفريقية بلغ 2.7%، مقارنة بالمعدل العالمي الذي يصل إلى 1.1%، في حين أظهرت آخر توقعات الأمم المتحدة متوسطة المدى حول السكان ارتفاع عدد سكان الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى من 962 مليون نسمة في عام 2015 إلى 1.4 مليار نسمة مع نهاية القرن الحالي، لتضم بذلك ثلث سكان العالم.

وبينت الدراسة تقدماً في الإدارة الاقتصادية لهذه الدول حيث انخفض الدين الحكومي للدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى من 67% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2000 إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014، حسب بيانات صندوق النقد الدولي. وأوضحت الدراسة أن العلاقات بين دول الخليج وإفريقيا قديمة وقائمة على علاقات سياسية متينة، لكنها لم تترجم إلى علاقات تجارية على قدر الإمكانات، فحسب بيانات صندوق النقد الدولي، بلغت قيمة الصادرات الخليجية الى دول جنوب الصحراء 19.7 مليار دولار أميركي في عام 2014، أي ما يوازي 2% من إجمالي صادرات دول الخليج. وبلغت قيمة واردات دول الخليج من إفريقيا 5.5 مليارات دولار أميركي خلال الفترة نفسها، وتتجه بمعظمها إلى دولة الامارات، لإعادة تصديرها.

مجتمع الأعمال

من جانبه، قال مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن «الغرفة ملتزمة تجاه أعضائها ومجتمع الأعمال بتوفير قاعدة معلومات تسد الفجوة القائمة بغياب الدراسات الاقتصادية الدقيقة والمتخصصة»، معتبراً أن الدراسة توفر إضاءات حول قطاعات تمتلك فيها الشركات الإماراتية الأفضلية والميزة التنافسية، خصوصاً الخدمات المصرفية والتجزئة والسياحة والخدمات اللوجستية، منها الطيران وتطوير البنية التحتية.

وأضاف بوعميم أن مختلف الدراسات والمؤشرات العالمية والمعطيات تشير إلى أن المستقبل في أسواق دول جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، وبالتالي فإننا نضع ثقلنا في أسواق هذه الدول التي ستقود مستقبل النمو الاقتصادي في المنطقة.

وأكد مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي أن «الغرفة تسخر كل إمكاناتها لضمان وجود مجتمع الأعمال في دبي وبقوة في الأسواق الواعدة، وتعزيز تنافسية القطاع الخاص في دبي ليواكب السمعة العالية التي بنتها».

وتابع بوعميم أن «غرفة دبي تسعى من خلال المنتدى إلى تشجيع المستثمرين الخليجيين على التوسع بثقة خارج حدود شمال إفريقيا، التي تستقطب معظم الاستثمارات، فضلاً عن النظر إلى قطاعات جديدة كالخدمات اللوجستية والضيافة وقطاع التجزئة ومراكز التسوق وقطاع التمويل».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر