خبراء أرجعوه إلى الحجز المباشر عبر الإنترنت والأوضاع غير المستقرّة في بعض الوجهات

تراجع حجوزات السفر عبر «الوكالات» بنسبة تصل إلى 50% الصيف الجاري

«فارس للسياحة»: حجوزات السفر عبر الإنترنت تشهد نمواً سريعاً يجاوز 30% مقارنة بصيف العام الماضي. تصوير: أشوك فيرما

أكد مسؤولو وكالات سياحة وسفر تراجع حجوزات السفر عبر وكالاتهم الصيف الجاري بنسبة تراوح بين 30 و50%، مقارنة بموسم الصيف الماضي، مرجعين ذلك إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة في بعض الوجهات، فضلاً عن تنامي الحجوزات عبر الإنترنت بشكل مباشر، ما أثر في حصتهم من الحجوزات الموسم الجاري.

عروض تنافسية

أرجع الخبير السياحي صلاح العنتري، تراجع حجوزات السفر لدى وكالات السياحة والسفر إلى المنافسة الشديدة في السوق، وتنامي الحجوزات عن طريق الإنترنت، ما أثر في حصة شركات السياحة في السوق المحلية.

وطالب العنتري، شركات السياحة والسفر، بتقديم عروض تنافسية ومتميزة ترفع من حصتهم في السوق المحلية، وتعطي قيمة مضافة للمسافرين، كما طالب بتنظيم عروض أكثر جاذبية من جانب الفنادق ووجهات الترفيه داخل الدولة، لجذب مزيد من المواطنين والمقيمين، خصوصاً الذين فضلوا قضاء إجازاتهم الصيفية داخل الدولة.

وأوضحوا أن الوكالات طرحت عروضاً خاصة لبعض الوجهات، وخفضاً كبيراً على تذاكر السفر على درجة رجال الأعمال، في محاولة منها لمواجهة تراجع الحجوزات عبرها.

ولفتوا إلى أن الأسعار في الموسم الحالي عادية، مقارنة بموسم العام الماضي، ولم تشهد ارتفاعات، باستثناء بعض الوجهات التي تشهد طلباً مثل الأردن ومصر، مبينين أن سعر تذكرة السفر إلى العاصمة اللبنانية بيروت راوح بين 900 و1200 درهم حالياً هبوطاً من سعر راوح بين 1800 و1900 درهم العام الماضي.

وأشاروا إلى تراجع تنظيم بعض الشركات للرحلات الجماعية لموظفيها داخل الدولة، ما أثر على الحجوزات عبر الوكالات.

حالة ركود

وتفصيلاً، قال المدير العام لـ«شركة بن صالح للسفر والسياحة»، حسين عطا الله، إن هناك بطئاً يصل إلى حالة ركود في حجوزات إجازات الصيف عبر وكالات السفر والسياحة عموماً، بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بموسم العام الماضي، لافتاً إلى أن هذا التراجع يشمل المواطنين والمقيمين بنسب متفاوتة.

وأرجع عطا الله هذا الركود إلى ما وصفه بالأوضاع غير المستقرة في العديد من الدول التي ينتمي إليها بعض المقيمين خصوصاً، ما أدى إلى إحجام عدد منهم عن السفر إلى بلدانهم الأم الصيف الحالي، فضلاً عن تراجع تنظيم بعض الشركات للرحلات الجماعية لموظفيها داخل الدولة.

وأكد أن تذاكر السفر والعروض الخاصة بالسفر خلال الصيف الحالي، ضمن مستويات سعرية أقل من العام الماضي، مع ارتفاع في أسعار التذاكر لفترة وجيزة خلال ذروة الطلب فقط، مشيراً إلى أن سعر تذكرة السفر إلى العاصمة اللبنانية بيروت على سبيل المثال، لدى وكالات سفر وسياحة يراوح حالياً بين 900 و1200 درهم، مقابل سعر راوح بين 1800 و1900 درهم الصيف الماضي.

وأوضح أن هناك وكالات سفر لجأت إلى طرح عروض إلى وجهات آسيوية، كما قدمت تخفيضات على تذكرة درجة رجال الأعمال إلى وجهات أخرى لتشجيع الحجوزات.

الحجز عبر الإنترنت

بدوره، أكد المدير العام لـ«شركة تروفاليو للسياحة والسفر»، وليد شوقي، وجود تراجع وصفه بالكبير في حجوزات السفر عبر وكالات السفر والسياحة خلال الصيف الحالي، متفقاً مع عطا الله بأن نسبة التراجع وصلت إلى 40%.

وأضاف أنه فضلاً عن بعض الأسباب المحلية والإقليمية التي قادت إلى ذلك، فإن هناك توجهاً متنامياً لدى قطاع كبير من المسافرين بحجز الرحلات بشكل مباشر عبر الإنترنت، وعدم اللجوء إلى وكالات السفر والسياحة، ما أثّر في حصة الوكالات في سوق حجوزات الإجازات والعطلات الموسم الحالي.

وأوضح أن هناك عروضاً في أسعار تذاكر السفر لبعض الوجهات العربية والآسيوية، مشيراً إلى أن بعض وكالات السفر والسياحة طرحت تذاكر على درجة رجال الأعمال لبعض الوجهات بسعر الدرجة السياحية، فضلاً عن أن أسعار حجوزات الوجهات الأوروبية الأساسية لم تشهد الارتفاع المتوقع لها على الرغم من تركز الطلب عليها الصيف الحالي من جانب المواطنين.

أما مسؤول الحجوزات في «شركة فارس للسياحة»، شاميس كيتي، فقال إن تراجع الحجوزات لدى وكالات السفر والسياحة وصل إلى نسبة 30% تقريباً مقارنة بموسم الصيف الماضي، مبرراً ذلك بالأوضاع الإقليمية، وانخفاض حجم رحلات بعض الشركات الكبرى، فضلاً عن تنامي حجوزات السفر عبر الإنترنت بشكل مباشر، التي تشهد نمواً سريعاً يجاوز 30% مقارنة بصيف العام الماضي.

ولفت إلى أن تذاكر السفر تشهد ارتفاعات سعرية كل فترة صيف باعتبارها ذروة الموسم، إلا أن ارتفاعات العام الجاري عادية، باستثناء وجهات لاتزال تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المقيمين مثل مصر والأردن.

في السياق نفسه، قدّر مسؤول الحجوزات في «شركة بن حم للسفر والسياحة»، رافد الصباغ، تراجع الحجوزات عبر وكالات السياحة والسفر الصيف الجاري بنسبة تراوح بين 40 و50% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي.

وأرجع الصباغ هذا التباطؤ الكبير إلى الأوضاع السياسة والاقتصادية غير المستقرة في العديد من الدول، مؤكداً بالمقابل انخفاض أسعار التذاكر إلى وجهات عربية عدة مقابل الصيف الماضي، مع وجود استثناءات مثل وجهتي مصر والأردن.

وقال إن وكالات السفر والسياحة طرحت عروضاً إلى وجهات آسيوية بمستويات أسعار أقل بنسبة 20% من العام الماضي، لمواجهة تراجع الحجوزات عبرها.

تويتر