أكد أن أسواق النفط شهدت الأسوأ.. وتوقع 55 دولاراً متوسطاً للبرميل في 2015

«أبوظبي الوطني»: مرحلة تحقيق الأرباح السهلة في الأسواق المالية انتهت

«أبوظبي الوطني» دعا المستثمرين في أسواق المال المحلية إلى التحلي بالصبر لتحقيق العوائد. تصوير: أشوك فيرما

أكد بنك أبوظبي الوطني أن مرحلة تحقيق الأرباح السهلة في الأسواق المالية انتهت، مشدّداً على ضرورة أن يتسم المستثمرون بالصبر لأنه الطريقة الوحيدة لتحقيق العائد.

وأوضح أن أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل عام ستواجه تحديات كبيرة في عام 2015، جراء تواصل تأثير تدني أسعار النفط سلباً في أدائها ، كما أن من شأن حدوث أي زيادة في أسعار الفائدة على الدولار، التأثير سلباً فيها كذلك.

وتوقع البنك أن تستقر أسعار النفط لفترة ثم يبدأ الطلب على النفط في الزيادة تدريجياً بعد انتهاء الربع الأول من العام الجاري، متوقعاً سعراً يراوح بين 50 و55 دولاراً للبرميل خلال عام 2015.

 

مرحلة انتهت

الإمارات الأفضل

صنف الرئيس التنفيذي للاستثمار، رئيس استراتيجية الاستثمار في بنك أبوظبي الوطني، غاري دوغان، أسواق الإمارات بأنها «ستظل الأفضل للاستثمار من بين الدول الخليجية (ومن بين الأسواق الواعدة عالمياً)، بسبب استبعاد تأثر المخططات التنموية وخطط الإنفاق الحكومي بسبب تراجع أسعار النفط»، مرجحاً أن «تحقق مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية زيادة بمعدل 5% خلال العام الجاري».

وتوقع دوغان أن تعمد العديد من الحكومات إلى تعزيز إنفاقها بشكل كبير، خصوصاً عن طريق الإنفاق على البنية التحتية، ما يؤدي إلى توفير فرص جديدة للمستثمرين، مشيراً إلى أن «الهند تبدو الاستثمار المقنع الوحيد في أسواق الأسهم الناشئة، إذ يتوقع أن تقوم حكومتها القوية بإصلاحات هيكلية مستمرة، في حين سيؤدي المزيد من التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة إلى أداء أفضل للسندات والأسهم هناك».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/258332.jpg

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي للاستثمار، رئيس استراتيجية الاستثمار في بنك أبوظبي الوطني، غاري دوغان، إن «مرحلة تحقيق أرباح سهلة في الأسواق المالية انتهت»، مؤكداً أن «أفضل الأسواق أداء، هي تلك التي يحقق فيها صانعو القرار أكبر المفاجآت الإيجابية».

وأضاف دوغان، خلال مؤتمر صحافي عقده بنك أبوظبي الوطني أمس، في دبي للكشف عن تفاصيل تقرير «نظرة عامة على الاستثمارات العالمية لعام 2015»، أن «تعافي أسواق الأسهم المحلية قد يتطلب مزيداً من الوقت، لكن يجب أن يتسم المستثمرون بالصبر، لأنه الطريقة الوحيدة لتحقيق العائد»، منبهاً إلى أن «البنك قلل الوزن النسبي للأسهم في محفظته الاستثمارية من 40% إلى 30%، وفي المقابل زاد الوزن النسبي للسندات، لاسيما سندات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والسندات ذات العوائد العالية».

ورأى دوغان أن «أسواق الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستواجه تحديات كبيرة في عام 2015، إذ ستواصل أسعار النفط المتدنية التأثير سلباً في أداء الأسواق، كما أن من شأن حدوث أي زيادة في أسعار الفائدة على الدولار، التأثير فيها سلباً أيضاً»، لافتاً إلى أنه «مع ذلك، ستواصل الأسواق المالية المحلية نضجها الهيكلي، كما ستستقطب المزيد من التدفقات الاستثمارية الأجنبية طويلة المدى».

سندات

وأكد التقرير أن أسواق السندات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واصلت تشكيل مصدر رئيس للسيولة المحلية، وتوقع أن تحظى هذه الأسواق بمزيد من النمو نظراً إلى العوائد المنخفضة جداً، التي تحققها السندات في الأماكن الأخرى.

وينصح التقرير، المستثمرين بالتركيز على البلدان والقطاعات التي تحقق نمواً مستقراً، وتشمل القطاعات المفضلة في هذا المجال كلاً من قطاعي الرعاية الصحية والتكنولوجيا، اللذين أظهرا نمواً قوياً مستمراً في الأعوام الماضية، كما نصح التقرير المستثمرين بـ«التركيز على إدارة المخاطر، بدلاً من السعي لمطاردة العائدات».

وقدم التقرير بعض الإرشادات الأساسية التي يمكن أن تساعد المستثمرين في تعظيم عوائدهم في هذه المرحلة التي يتسم الأداء الاقتصادي العالمي فيها بالهشاشة، وأهمها تنويع الاستثمارات، وعدم الإفراط في التداول، ومحاولة البيع من أجل تقليل أو إيقاف الخسائر، مع محاولة البيع عند توقع وصول الأسعار إلى القمة، والشراء عند الوصول إلى القاع.

 

النفط الأسوأ

وفي ما يخص أسعار النفط، شدّد دوغان على أن «أسواق النفط شهدت الأسوأ بالفعل، ومن المستبعد أن ينخفض سعر برميل النفط عن 40 دولاراً، وهو القاع الذي سترتد الأسعار من عنده».

وتوقع أن تستقر أسعار النفط لفترة، ثم يبدأ الطلب على النفط في الزيادة تدريجياً بعد انتهاء الربع الأول من العام الجاري، مشيراً إلى أن «توقعات البنك تؤشر إلى أن أسعار النفط ستراوح بين 50 و55 دولاراً للبرميل خلال عام 2015، ولن تتجاوز تلك الأسعار إلا في حال وجود طلب قوي على النفط في ظل نمو الاقتصاد العالمي مجدداً».

وخلال استعراضه التقرير، عبر دوغان عن رأي متفائل في الذهب، الذي وصفه بـ«الصديق الوفي في أوقات الأزمات»، وشجع المستثمرين على أخذ ذلك بعين الاعتبار في محافظهم الاستثمارية، ناصحاً بتوجيه نسبة تراوح بين 5 و10% من الاستثمارات لشراء الذهب.

وسوغ ذلك بالقول إنه «مع استمرار العديد من البنوك المركزية بدعم وتعزيز موجوداتها من الذهب، فمن المرجح جداً أن يستفيد المعدن الأصفر مع عودة المستثمرين إليه بحماسة كمخزون موثوق للقيمة خلال فترات التقلب السائدة في الأسواق»، لافتاً إلى أن «المستثمرين من الإمارات أصبحت لديهم شهية للاستثمار في الذهب، وأصبحوا يفضلون الاستثمار في منتجات الدخل الثابت (الصكوك والسندات)».

وذكر دوغان أنه «على الرغم من الانطباع السائد بأن النظام المالي العالمي يتمتع بوضع جيد، نتيجة الأوضاع الأقوى للميزانيات العمومية، إلا أنه لاتزال هناك دول عدة لديها مشكلات هيكلية معقدة في أنظمتها المالية، ويستمر صانعو القرار بالاعتماد على إجراءات استثنائية لدعم اقتصادات بلدانهم».

تويتر