أطلقت بهدف تهيئة جيل جديد من رواد الأعمال المواطنين

ماجد بن محمد: «تجار دبي» مبادرة مـــلهمة لشريحة الشباب في الدولة

صورة

أطلق سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، مبادرة «تجار دبي»، التي تهدف إلى تهيئة جيل جديد من رواد الأعمال المواطنين، وذلك في حفل خاص نظمته غرفة تجارة وصناعة دبي نهاية الأسبوع الماضي.

وأكد سموه أن «المبادرة واحدة من المبادرات الريادية التي ستلهم الشباب في الدولة، للمضي قدماً نحو تحقيق التطور والتقدم المطلوبين في شتى القطاعات الحيوية العامة والخاصة على حد سواء»، مشيراً إلى أنها «ستشجعهم على البدء بمشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، إذ إن المبادرات التي تبتعد في حوافها عن المسار التقليدي تشكل نقطة جذب للشباب المواطن القادر على الإبداع والعطاء».

وتشكل المبادرة ثمرة جهد مشترك من قبل الغرفة، والمكتب الخاص لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن ريادة الأعمال هي أقصر الطرق إلى المستقبل المشرق.

وتمثل «تجار دبي» برنامجاً متخصصاً يُعنى بتأهيل الشباب لمساعدتهم على دخول عالم الأعمال بمشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة، إذ يتم تأهيلهم بالمعرفة والمهارات اللازمة التي تضمن لهم النجاح في مشروعاتهم وأفكارهم المبتكرة والإبداعية.

وتهدف المبادرة إلى إيجاد جيل جديد من التجار يحاكي مهارة الجيل الأول من تجار دبي، وذلك من خلال توفير بيئة تطوير ترعى وتنمي أفكار الشباب، وتعزز مفهوم ريادة الأعمال من خلال دورات تأهيلية متخصصة، تلبي الاحتياجات الفردية لكل مشارك، فضلاً عن إنشاء شبكات تواصل لتبادل المعرفة، تساعدهم في تحويل أفكارهم إلى فرص عمل واقعية، إضافة إلى فرص الاحتكاك مع رواد الأعمال المتميزين من الجيل الذي أسهم في تعزيز سمعة دبي في عالم المال والأعمال.

التزام للتطوير

‬7 أجنحة لعرض مشروعات رواد الأعمال

شهد الحفل إنشاء منطقة تفاعلية للحضور والمشاركين، تضمنت سبعة أجنحة تعرض مشروعات مختلفة لرواد أعمال شباب، بهدف تشجيع المواطنين على تأسيس مشروعاتهم الخاصة، وهي: دار «كتاب» للنشر، ذا كوكوفيل للشوكولاتة، «مجلة وتد» للهندسة المعمارية والفنون، «توله» للعطور، صالة «دونز كروس فت» الرياضية، «فاطمة الملا لتصميم منتوجات مستوحاة من الثقافة المحلية»، «مجلة مذكرات إماراتية»، التي تختص بموضوعات الشباب المواطن. وإضافة إلى احتوائها على مكتب تفاعلي للمعلومات، شرح القائمون على المبادرة طريقة التقدم لمبادرة تجار دبي من خلال أجهزة «آي باد»، إذ برز الإقبال الشديد من قبل طلاب المدارس والجامعات الذين حضروا حفل الإطلاق للاطلاع على الشروط والمتطلبات المتعلقة بالمبادرة.

وتم توزيع أحدث إصدارات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كتاب «ومضات من فكر» على الحاضرين والمشاركين في حفل إطلاق برنامج «تجار دبي»، حرصاً على الاستفادة من رؤية سموه لتكون مرجعاً يعزز التطوير الذاتي لجميع فئات المجتمع.


مذكرة بين «غرفة دبي» وجامعة زايد

وقّعت غرفة تجارة وصناعة دبي، على هامش الحفل، مذكرة تفاهمٍ مع جامعة زايد لتعزيز التعاون الثنائي ضمن مبادرة «تجار دبي»، إذ ستقدم جامعة زايد برامج ودورات تدريبية لتأهيل المرشحين المختارين من مبادرة «تجار دبي»، تشمل توفير خدمات الاستشارات والتدريب والتطوير في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

واعتبر المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، أن «هذه الاتفاقية تشكل شراكة بين الغرفة وجامعة زايد لتزويد المشاركين في (تجار دبي) بمستلزمات التطوير والتدريب، ومساعدتهم على تأسيس أعمالهم»، معتبراً أن «التعاون القائم مع جامعة زايد سيصب في مصلحة رواد الأعمال، وسيعزز من الجهود المشتركة لتأهيل شبابنا وصقل مهاراتهم في بيئة الأعمال».

من جانبه، قال مدير جامعة زايد، الدكتور سليمان الجاسم، إن «الاتفاقية تأتي انطلاقاً من مقومات التعاون والتكامل المشترك بين فعاليات المجتمع على اختلاف مجالاتها وجامعة زايد، إذ يسعى الجانبان إلى الإسهام في طرح المبادرات الرامية إلى رفع مستوى الأداء المهني وتعزيز ثقافة التعليم المستمر لدى العاملين في القطاعات المختلفة»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي من خلال دعم النشاطات التعليمية والتدريبية المشتركة، وتقديم التسهيلات اللازمة على أسس مستمرة، وفق منهج التعاون المشترك وتبادل الخبرات، إذ تحرص الجامعة على طرح برامج علمية وعملية في إطار استراتيجية الجامعة وفلسفة عملها الهادفة إلى توفير أحدث البرامج التقنية والتعليمية، من خلال كلياتها ومراكزها العلمية المتخصصة، التي تواكب المستجدات وتتوافق مع حاجات قطاعات الأعمال على اختلاف مجالاتها». وأكد أهمية الشراكة المجتمعية، التي تمثل عنصراً رئيساً في رسالة الجامعة، ودوراً محورياً في هذا الشأن، من خلال طرح أعلى المستويات والمعايير في جميع المناهج والبرامج، وتقديم الخدمات العلمية للمؤسسات والهيئات تجسيداً لدور الجامعة الرائد في خدمة المجتمع. وأشاد الجاسم بجهود الغرفة في طرح البرامج التدريبية الهادفة لرفع مستوى الأداء المهني للكوادر البشرية المتمثلة في الطلاب والأجيال الشابة، مثمناً أهداف الاتفاقية، التي تتضمن التعاون في تنظيم وورش العمل والفعاليات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وكذلك تبادل الخبرات وإتاحة الفرص للجانبين للاطلاع على المستجدات في الشأن التعليمي.


«تجار دبي» حاضنة أعمال مرخصة

قال المدير التنفيـــذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، عبــدالباسط الجناحي، إن «مبادرة (تجار دبي) تعد أول حاضنة أعمال تحصل على ترخيص من المؤسسة»، مشيراً إلى أن «مؤسسة محمد بن راشد وغرفة دبي ستتعاونان لتعزيز المشروعات الصغيرة، ودعم دخول الشباب إلى مجالات العمل الخاص».

وأكد للصحافيين، على هامش حفل إطلاق المبادرة الخميس الماضي، أن «المؤسسة تدعم كل مبادرات المؤسسات الأهلية لمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة على النمو، كما أنها ستساند جهود (غرفة دبي)، إذ ستمنح مميزات المؤسسة لأعضاء مبادرة (تجار دبي)»، لافتاً إلى أن دور المؤسسة سيكون تكاملياً مع دور الغرفة في هذا الشأن.

وأشار إلى أن «المؤسسة تدعم اكتساب الشباب للخبرات التي ستمنحها الغرفة من خلال المبادرة»، لافتاً إلى أن «المؤسسة ستوفر البيئة التشريعية والتنفيذية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة»، داعياً كل المؤسسات الأهلية إلى إنشاء حاضنات أعمال لتنويع المشروعات، والبحث عن الأشخاص الطموحين أصحاب الابتكارات للمشاركة.

وتفصيلاً، قال المدير العام لغرفة تجارة وصناعة دبي، حمد بوعميم، إن «(تجار دبي) تشكل التزاماً برعاية وتطوير الكفاءات الوطنية، وإيجاد فرص عمل ملائمة للشباب الإماراتي الواعد في المشروعات الصغيرة والمتوسطة»، مؤكداً أنها تعمل على تعزيز مكانة الإمارة في الساحة الاقتصادية العالمية».

وأكد أنه «انطلاقاً من أهمية الدور الذي تلعبه التجارة في اقتصاد الإمارة، وضرورة المحافظة على جيل شاب من تجار دبي يكمل مسيرة الأجيال السابقة من تجار دبي، عملت (غرفة دبي) بالتعاون مع المكتب الخاص لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، على إطلاق المبادرة»، مشيراً إلى أنها «تشكل استمرارية لنهج بنى سمعةً تاريخيةً ونهضةً اقتصادية لدبي، ويحمل آفاق المستقبل لمسيرة دبي نحو اقتصاد متميز ومستدام». واعتبر، في كلمته الافتتاحية للحفل، أن «الغرفة تدرك أهمية الدور الذي تلعبه المشروعات الصغيرة والمتوسطة في اقتصاد الإمارة، وهي التي تشكل أكثر من ‬90٪ من إجمالي عدد شركات دبي»، لافتاً إلى أن «إجمالي مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة تبلغ ما بين ‬30٪ و‬35٪ من الناتج الإجمالي المحلي للدولة، ما يعكس الأهمية القصوى لهذا القطاع، ودوره المتنامي في دعم مسيرة نمو اقتصاد دبي».

تمويل المشروعات

وكشف بوعميم أن «التمويل الذي تحصل عليه المشروعات الصغيرة والمتوسطة من البنوك والمصارف لا يتجاوز ‬5٪»، معتبراً أن «تعزيز قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة يتطلب دعم المبتكر منها، وتبني مشروعات الشباب، وتهيئة البيئة الملائمة لنمو وتطور القطاع عموماً».

ولفت إلى أن «المبادرة تركز على تطوير مهارات وخبرات الشباب المواطن في ريادة الأعمال، إذ يعرض المشاركون من أبناء الوطن أفكارهم أمام لجنة خاصة تم اختيارها من قبل غرفة دبي بالتنسيق مع المكتب الخاص لسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم»، مشيراً إلى أنه «في حال موافقة اللجنة التي تتألف من تنفيذيين كبار في ميدان ريادة الأعمال في الإمارات على الفكرة، يتم اختيار المتأهلين للخضوع لبرنامج تدريبي يستمر ستة أشهر تحت إشراف اللجنة، يتم خلاله تزويد المشاركين من رواد الأعمال بالخبرات والمهارات اللازمة لتطبيق مشروعهم التجاري، وضمان نجاحه»، معتبراً أن «المبادرة تقوم على ثلاث ركائز أساسية، هي: التقييم والتطوير والتمكين».

وأوضح أن «المبادرة تعزز وعي الشباب المواطن بأهمية دوره في دعم مسيرة التنمية وريادة الأعمال، والعمل على تطوير مهارة الشباب المواطن، وصقلها من خلال التدريب الموجّه»، مشيراً إلى تسهيل تنفيذ أفكار الأعمال الإبداعية، وتبادل الخبرات والمعرفة من خلال لقاءات الأعمال، إضافة إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال ومكانة دبي في عالم المال والأعمال».

مراحل المبادرة

وعرض بوعميم مراحل مبادرة «تجار دبي»، إذ يقدم المشاركون من الشباب الإماراتيين، الذين تراوح أعمارهم بين ‬15 و‬35 عاماً، أفكارهم التجارية المبتكرة والجديدة إلكترونياً على الموقع الإلكتروني » ejardubai.ae»، وبعدها سيتم انتقاء أصحاب الأفكار الإبداعية وتأهلهم إلى مرحلة المقابلة الشخصية مع لجنة الاختيار والتحكيم، وبعد تقييم اللجنة، يتم اختيار المتأهلين للمشاركة في برنامج التدريب الخاص «برنامج تطوير ريادة الأعمال».

ويشتمل برنامج تطوير ريادة الأعمال، الذي يستمر ستة أشهر، على برنامج تأهيل مصمم خصيصاً لاحتياجات كل مشترك، إضافة إلى توفير خبرة العمل من خلال تدريب إداري، وتوفير التوجيه والمتابعة من قبل خبير في لجنة التحكيم، إذ يراجع رواد الأعمال بعد ذلك خطط أعمالهم، مع وضع اللمسات الأخيرة عليها قبل تطبيقها بمساعدة من اللجنة.

وأضاف بوعميم أن «من المراحل البارزة للبرنامج تأسيس شبكة تقاسم المعرفة عبر تنظيم لقاءات بين الرواد الجدد والقدامى من الرعيل الأول من تجار دبي، إذ ستقام فعاليات وورش عمل ومؤتمرات لتوفير الفرص لرواد الأعمال الجدد للالتقاء برجال الأعمال، لاكتساب المعرفة والحصول على المشورة منهم».

لجنة تحكيم

وأعلن خلال الحفل عن لجنة الاختيار والتحكيم، التي ستشرف على اختيار المتأهلين ورواد الأعمال، إذ سيرأس اللجنة نائب رئيس مجلس إدارة غرفة دبي، الرئيس التنفيذي لـ«مشاريع الواحة»، هشام عبدالله الشيراوي، وتضم في عضويتها كل من الرئيس التنفيذي لمجموعة س.س.لوتاه، المهندس يحيى سعيد لوتاه، والرئيس التنفيذي لبنك «إتش إس بي سي الإمارات»، عبدالفتاح شرف، والرئيسة التنفيذية لمجموعة «تيكوم»، الدكتورة أمينة الرستماني، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة (كي بي إم جي)، فيجاي مالهوترا، والرئيس التنفيذي لمجموعة أباريل، نيليش فيد.

وقال رئيس لجنة الاختيار والتحكيم، هشام الشيراوي، إن «المسؤولية تقع على الجميع لمساعدة الجيل الشاب على النمو والتطور، ورد جميل الوطن، من خلال الإسهام في تأهيل أبنائه الذين سيرسمون مستقبل بيئة أعماله»، مشيراً إلى أن «(تجار دبي) تعد مبادرة فريدة من نوعها، وجديرة بالتنفيذ، إذ إنها قادرة على تحقيق الإضافة للوطن والمواطن».

وأضاف أن «التنمية الاقتصادية المستدامة التي تشكل أساس مسيرة دولتنا نحو المستقبل تتطلب منا صناعة المستقبل وعدم انتظاره»، لافتاً إلى أن «المبادرة تسهم في تطوير اقتصادنا القائم على التنوع والمعرفة، وستلعب دوراً مهماً في تعزيز مكانة دبي في المحافل الاقتصادية العالمية بوصفها مركزاً عالمياً لريادة الأعمال».

دور اللجنة

ولفت الشيرواي إلى الدور الذي ستلعبه اللجنة ضمن المبادرة، إذ «ستقع على عاتقها مسؤولية اختيار المرشحين بعد دراسة طلباتهم وتقييم أفكارهم، ومن ثم إجراء مقابلات شخصية مع المتأهلين لتبيان مدى أهليّتهم وجدارتهم للمشاركة في البرنامج»، مضيفاً انه «بعد اختيار المرشحين، تتولى اللجنة الإشراف على تطبيق برنامج المبادرة، الذي يشتمل على برنامج تأهيل مصمم خصيصاً لاحتياجات كل مشترك»، مشيراً إلى توفير خبرة عمل وتدريب إداري إضافة إلى توجيه النصح والإرشاد للمشتركين خلال جميع مراحل البرنامج لتأهيلهم لإطلاق مشروعاتهم بنجاح».

وأضاف: «ندرك أن تقييم الأفكار مهمة شاقة تتطلب توافر معايير شفافة وواضحة تحدد جميع جوانب إبداع الفكرة ومتطلبات تطبيقها»، لافتاً إلى أن «اللجنة استندت إلى نموذج طورته غرفة تجارة وصناعة دبي وفق أفضل المعايير والممارسات العالمية ويشمل فكرة المشروع، والخصائص والمؤهلات الريادية ودراسات الجدوى الاقتصادية وأبحاث السوق والسلامة والجدوى المالية، إضافة إلى نظرة المشترك لمشروعه في المستقبل والتحديات التي قد يواجهها والحلول التي يقترحها».

وأكد أنه «سيتم تقييم مدى ابتكارية وإبداع الفكرة، والميزة التنافسية لها في السوق، وحجم الفرصة المتاحة لها للنجاح، ووجود الأبحاث التي تظهر اهتمام السوق بالمنتج أو الخدمة أو المشروع المقترح»، مشيراً إلى «استراتيجية تنفيذ المشروع وتطبيقه بنجاح والمهارات التي يتمتع بها المشترك».

مبتكرون وليسوا مقلدين

وفي حلقة نقاشية شارك فيها رئيس مجلس إدارة مجموعة جمعة الماجد، جمعة الماجد، وأدارها رئيس مركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، علي عبيد الهاملي، دعا الماجد الشباب والمبتدئين إلى أن يكونوا مبتكرين وغير مقلدين، لأن الابتكار، وليس التقليد، هو الوسيلة الأمثل للتقدم والنجاح، طالباً منهم العمل بجد لتحقيق أمانيهم لأن النجاح يبدأ صباحاً وينتهي مساء، حاثاً إياهم، في حال تأسيس أعمالهم، على أن يكونوا أول من يفتح أبواب محالهم في الصباح، وآخر من يغادرها عند المساء.

واعتبر الماجد أن «المسؤولية تقع على الجميع، فعلى التجار مسؤولية أن يسهموا في تدريب الشباب المبتدئ وإعطائهم الفرصة لكي يثبتوا أنفسهم، وعلى الشباب مسؤولية تجاه مجتمعهم»، مشيراً إلى أن «الجيل السابق بدأ من الصفر، ولأن سلاحه كان الصبر والصدق والأمانة في العمل استطاع تحقيق الكثير».

الإمكانات الحالية

وقال جمعة الماجد «ينبغي على الجيل الشاب الاستفادة من الإمكانات الحالية التي لم تكن متوافرة في السابق لتحقيق مشروعاتهم والتقدم في عالم ممارسة الأعمال»، مشيراً في هذا المجال إلى أن «أهم الصعوبات التي واجهت تجار دبي في السابق تمثلت في صغر السوق وعدم وجود خلفية تجارية».

وبين أن «البداية دائماً تكون صعبة لكن لو تحلى الشباب بالصبر والصدق والأمانة سيصلون في نهاية الأمر»، ناصحاً الشباب بالبدء في مشروعاتهم التجارية خطوة خطوة، لأن من يبدأ صغيراً يكبر، ومن يبدأ كبيراً يصغر».

وقال إن «الجيل السابق بدأ رحلته نحو عالم التجارة من الصفر من دون تعليم عالٍ، لكنه بالصبر والعمل والجهد استطاع أن يحقق الكثير، عكس الجيل الحالي الذي يمتلك نحو ‬50٪ من المقومات والقدرات التي تؤهله لأن يخرج تجاراً ناجحين، كالتعليم المتميز، وسهولة الحصول على تمويل عبر برامج وصناديق دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة»، لافتاً إلى أنه «عندما أعلن بنك الإمارات في السابق عن تأسيس مشروع (طموح) لدعم مشروعات الشباب، برأسمال ‬50 مليون درهم، ضاعف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رأسمال المال إلى ‬100 مليون درهم، بدعم سموه البرنامج بـ‬50 مليون درهم أخرى، ما يعكس حرص القيادة على دعم الشباب الطموح».

مشروعات خيرية

وحول دعمه اللامحدود للأجيال الجديدة من الشباب، عبر مشروعاته الخيرية والتعليمية والثقافية في الدولة، أكد رئيس مجلس إدارة مجموعة جمعة الماجد، أن «القيادية في دولة الإمارات بلد الخير تحرص على تشجيع المواطنين وتدعمهم في أعمالهم وتهيئة الظروف المناسبة لهم للعمل والعيش، وخير مثال على ذلك مبادرة (أبشر)، التي انطلقت بأوامر من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إضافة إلى العديد من المبادرات الأخرى».

وأضاف أن «الأيادي البيضاء للقيادة الرشيدة وحكام الإمارات، الذين يسهمون من أجل إسعاد أبناء وطنهم، تستلزم أن نسهم معهم في بناء هذا الوطن، وأن يصبح كل مواطن مساهماً في بنائه على قدر ما يملك من إمكانات في جميع القطاعات».

وطالب الماجد في هذا السياق البنوك بدعم الشباب الطموحين بتسهيلات ائتمانية للشباب المواطنين بإعفائهم من الفوائد مدة ثلاث سنوات على الأقل لمساعدتهم في بدء أعمالهم من دون أعباء إضافية، لاسيما أن معظم المشروعات الصغيرة قد لا تحقق عائداً يمكنها من سداد الالتزامات المالية قبل ثلاث سنوات على الأقل.

العمل بجدّ

وطالب جمعة الماجد الجيل الجديدة من الشباب المبتدئ في التجارة للعمل بجهد وجد متواصلَين لأن النجاح لا يأتي إلا عبر العمل المتواصل، لافتاً إلى أنه عندما بدأ نشاطه في التجارة من خلال محل له، كان أول محل يفتح بالسوق وآخر محل يغلق أبوابه، مشدداً على أن العمل يحتاج إلى جهد وإخلاص وصدق وأمانة، فضلاً عن العمل باليد والاستفادة من آراء من هم أكبر منا.

وحول أبرز الصعوبات التي واجهها خلال رحلته مع التجارة، أكد أن كل من اشتغل بالتجارة واجهته صعوبات كثيرة في البداية، لأنه لم يكن لديه خلفية تجارية، لكن الصعب مع الجهد يسهل، مشيراً إلى أنه تعرض للإفلاس مرتين تقريباً في مستهل حياته، لكنه تمكن من العودة مرة أخرى ومواصلة النجاح.

تويتر