أمر بتنظيم المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال في دبي سنوياً.. ووضع خبرة الإمارة في خدمة «كـــومـيسا»

محمـد بن راشد: الإمارات تـرحب بالتعــاون الاقتصادي والسياحي مع إفريقيا

صورة

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الإمارات ترحب بأي شكل من أشكال التعاون الاقتصادي والسياحي والاستثماري مع الدول الإفريقية بشكل عام، ومجموعة دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا) على وجه الخصوص، وذلك بما ينعكس خيراً على شعب الإمارات وشعوب القارة الإفريقية.

ووضع سموه، خلال لقائه، أمس، عدداً من الوزراء والمسؤولين الأفارقة، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، خبرة دبي وتجربتها في خدمة ومساعدة دول مجموعة «كوميسا» التي تسعى إلى بناء حياة عصرية لشعوبها في مختلف قطاعات الحياة، خصوصاً التعليم والبنية التحتية والموانئ والاتصالات والمواصلات .

وأمر صاحب السمو بتنظيم المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال في دبي، الذي انطلقت فعالياته أمس، سنوياً عوضاً عن مرة كل سنتين، وذلك اعتباراً من الدورة المقبلة التي ستكون في عام ‬2014.

إلى ذلك، أشار وزراء ومسؤولون وخبراء إلى أهمية إفريقيا الاستثمارية وما تحمله القارة السمراء من إمكانات هائلة، وعوائد مرتفعة على الاستثمار، داعين إلى تذليل العقبات أمام الاستثمار وتبسيط القوانين وتسهيل مزاولة الأعمال أمام المستثمرين الأجانب. وأكدوا أن دبي باتت تشكل بوابة استثمارية لإفريقيا، نظراً لما تتمتع به الإمارة من بنية تحتية متطورة وتشريعات متقدمة، داعين المستثمرين الأفارقة إلى الاستفادة مما توفره دبي لهم من إمكانات في توسيع أعمالهم وتعزيز استثماراتهم الخارجية.

المعرض سنوياً

العبار: الاستثمار في إفريقيا أكثر أماناً من أميركا

قال رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية إن مخاطر الاستثمار في القارة السمراء قد تكون أقل من تلك الموجودة في دولة مثل الولايات المتحدة، التي خسرت فيها (إعمار) نحو ‬1.2 مليار دولار»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد مجال لتحقيق الربحية في الاقتصادات الناضجة».

وانتقد تركيز المستثمرين خلال السنوات الماضية على تعزير الروابط التجارية مع أوروبا وأميركا الشمالية، من دون النظر إلى القارة الإفريقية، قائلاً إن «الفساد ونقص الشفافية لا يجب أن يكونا سبباً في الابتعاد عن إفريقيا، لأنهما موجودان في العديد من الدول، ومنها الأكثر تقدماً، ومن بينها الولايات المتحدة».

وقال إن «إفريقيا ذات موارد كثيرة، وإننا تجاهلناها كثيراً على الرغم من أن بها مشاعر أكثر دفئاً وتعاوناً من دول أخرى».

وتطرق العبار للحديث، خلال إحدى جلسات المنتدى الإفريقي للأعمال، للحديث عن البلدان الإفريقية والقطاعات المستهدفة، لافتاً إلى «أن قطاعي التعدين والألمنيوم يعدان من أبرز هذه القطاعات، إذ استثمرنا قبل ‬10 سنوات في مصنع في غينيا من خلال شركة (موارد إفريقيا)»، لافتاً إلى أنه ينظر بشغف إلى الاستثمار في القارة الإفريقية، لاسيما في بلدان مثل نيجيريا وغانا وأنغولا وموزمبيق، فضلاً عن البلدان التي يتم الاستثمار فيها حالياً، وهي السودان ومصر وأوغندا، والعديد من الأسواق الأخرى التي يتم التطلع إليها في إطار العلاقة مع إفريقيا».

وقال العبار إن «هناك تباطؤاً في نمو الاقتصاد العالمي لايزال جارياً، لكنّ هناك تعافياً في أميركا الشمالية، وستعود الحياة الاقتصادية كما كانت، وسينمو الاقتصاد بنحو ‬5.5٪»، متوقعاً المزيد من النمو للاقتصادات العربية.

وأفاد بأن الهند سوق صعبة الاختراق، لكنه متفائل حيال تركيا والسعودية وأسواق شمال إفريقيا، مشيراً إلى أن «مصر تعد مرحلة صعبة، ونحن حريصون على إنجاح استثماراتنا فيها».

وفي ما يتعلق بالوضع العقاري في دبي، قال العبار إنه مرتاح للقيم التي وصلت إليها الشركة، وإن أسعار العقارات أصبحت معقولة مقارنة مع هامش الربح، مستبعداً أن تشهد السوق العقارية فقاعة، خصوصاً أن الشركات بدأت تصبح أكثر حرصاً في عمليات البيع.

ووضع رئيس مجلس إدارة «إعمار» دبي بين المدن المرشحة لبناء أعلى ناطحة سحاب أخرى في العالم، بإجابته عن الخطط المعلنة أخيراً لإقامة ناطحة سحاب تعد الأعلى في العالم في آسيا، بقوله «ولماذا لا تكون دبي مرة أخرى، لاسيما أن المستقبل مازال يحمل الكثير لهذه المدينة التي لم تحقق سوى ‬10٪ من طموحاتها. وذكر أن «لدينا الوقت لتحقيق المزيد، فعدد سكان أوروبا يبلغ نحو ‬300 مليون نسمة، ولديها أكثر من مركز تجاري في لندن وباريس وغيرهما، لكن في الشرق الأوسط يوجد عدد السكان نفسه تقريباً، لكن يوجد مركز مالي واحد هو دبي»، معرباً عن أمله أن تظهر مراكز أخرى في أبوظبي والدوحة والقاهرة وبيروت.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/01-379776685.jpg


«جميرا» تدرس الدخول إلى أسواق إفريقيا

قال نائب رئيس الاتصال المؤسسي في مجموعة «جميرا»، بيرز شرايبر، إن «مجموعته لا تدير أي فنادق في إفريقيا، لكنها تدرس في الوقت الحالي أسواقاً يمكن أن تشكل وجهة مستقبلية لها لإدارة فنادق فيها في حال توافرت شروط معينة»، لافتاً إلى أن «هذه الأسواق تشمل غانا ونيجيريا وسيشيل وموريشيوس»، وأوضح أن «أهم العوامل التي تدخل في الاعتبار عند دخول السوق الإفريقية إيجاد الشريك الملائم، والحفاظ على جودة الخدمات ذات الخمس نجوم»، مشيراً إلى أهمية موقع المشروع وقربه من المطار وقوة السوق، واستدامة اقتصاد البلد، وتوافر التدفق المناسب من السياح واستمرارية سياحتهم على مدار العام.

وقال إن «المجموعة تمتلك أكثر من ‬5000 غرفة فندقية في دبي، وتتطلع إلى افتتاح المزيد مستقبلاً»، لافتاً إلى أن «معدل الإشغال الفندقي في مجموعة جميرا بلغ العام الماضي ‬79٪». وذكر أن «معدل الإشغال الفندقي خلال الأيام التسعة الأولى من أبريل المنصرم في مدينة جميرا، وأبراج الإمارات وزعبيل سراي وبرج العرب بلغت ‬83٪ و‬86٪ و‬93٪ و‬79٪، على التوالي».


إفريقيا ليست القارة البائسة

قالت مديرة وكالة الاستثمار الإقليمية لدول تجمع «كوميسا»، هبة سلامة، إن «إفريقيا هي المستقبل وليست القارة البائسة، كما وصفتها مجلة (إيكونومست) قبل ‬13 عاماً»، مشيرة إلى أنها «تشكل حالياً موطناً لسبعة من أصل أسرع ‬10 اقتصادات نامية في العالم، إذ يتوقع أن يصل حجم الإنفاق الاستهلاكي فيها إلى ‬1.4 تريليون دولار بحلول ‬2020».

وأكدت أن «الإنتاجية في إفريقيا تنمو ‬3٪ على أقل تقدير، مع معدل عوائد على الاستثمارات الأجنبية المباشرة يصل إلى ‬29٪».

وأفادت بأن «هناك ‬23 سوقاً مالية في القارة الإفريقية بزيادة قدرها ‬18 سوقاً مالية خلال السنوات الـ‬10 الأخيرة»، لافتة إلى أنه «منذ عام ‬2012، فإن كل من موريشوس وناميبيا وجنوب إفريقيا وأوغندا وزامبيا سجلت عوائد على الاستثمار بنحو ‬27٪ خلال السنوات الثلاث الماضية، كما توفر زامبيا عوائد على الاستثمار بنحو ‬57٪، وهناك ‬200 شركة للأسهم الخاصة تستثمر في إفريقيا، فيما سجلت استثمارات دول جنوب الصحراء ‬13.1 مليار دولار في عام ‬2011 في الالتزامات الرأسمالية».

وأشارت إلى إن افريقيا تمتلك نحو ‬14 صندوقاً سيادياً إضافة إلى ثلاثة صناديق جديدة في أنغولا ونيجيريا، مع خطط لتأسيس صندوق سيادي آخر في تنزانيا»، موضحة أن «إفريقيا تحتضن نحو ‬60٪ من إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة في العالم».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/05/01-479776685.jpg

وتفصيلاً، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتنظيم «المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال في دبي» ـ الذي انطلقت فعالياته أمس، وحضر سموه أولى جلساته يرافقه سمو الشيخ مكتوم بن محمد ـ سنوياً عوضاً عن مرة كل سنتين، وذلك اعتباراً من الدورة المقبلة التي ستكون في عام ‬2014، إيماناً من سموه بأهمية هذا المنتدى ومستوى الحضور والمشاركين فيه، والدور الذي يلعبه كمنصة لتبادل الآراء والتجارب ووجهات النظر بين المشاركين من وزراء اقتصاد ومال وخبراء اقتصاديين ورجال أعمال وصناع قرار، حول أفضل السبل لبناء مشروعات استثمارية مشتركة في دول القارة الإفريقية، خصوصاً مجموعة دول «كوميسا»، التي تضم ‬19 دولة إفريقية.

وأكد سموه أن الإمارات ترحب بأي شكل من أشكال التعاون الاقتصادي والسياحي والاستثماري مع الدول الإفريقية بشكل عام، ومجموعة دول السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا) على وجه الخصوص، وذلك بما ينعكس خيراً على شعب الإمارات وشعوب القارة الإفريقية .

جاء ذلك خلال استقبال سموه في مجلس مدينة جميرا بدبي، أمس، كلاً من رئيس وزراء أوغندا، أماما مبابازي، ونائب رئيس جزر القمر الاتحادية، نورالدين برهاني، ووزيرة الصناعة والتجارة في سوازيلندا، جابوليل ماشواما، والأمين العام لـ«كوميسا»، سنديسو انفوانيا، ومديرة وكالة الاستثمار الإقليمية لدول «كوميسا»، هبة سلامة، الذين يشاركون في أعمال المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال في دبي. ورحب سموه بالضيوف وتمنى لهم النجاح في أعمال ملتقاهم وتحقيق أماني وتطلعات شعوبهم في التنمية الاقتصادية والتطور في جميع مناحي الحياة.

ووضع سموه، خلال اللقاء، خبرة دبي وتجربتها في خدمة ومساعدة دول مجموعة «كوميسا» التي تسعى إلى بناء حياة عصرية لشعوبها في مختلف قطاعات الحياة، خصوصاً التعليم والبنية التحتية والموانئ والاتصالات والمواصلات.

دبي بوابة لإفريقيا

إلى ذلك، قال وزير الاقتصاد، سلطان بن سعيد المنصوري، إن «دبي تشكل البوابة للاستثمارات من وإلى القارة الإفريقية، إذ تمتلك من الإمكانات والمؤهلات ما يجعلها الرئة التي تتنفس من خلالها القارة الإفريقية»، مشيراً إلى الخبرات التي يمكن لدبي أن تشاركها مع نظرائها من الدول الإفريقية، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية». وأكد، خلال الجلسة الأولى للمنتدى أن «القارة الإفريقية تعد وجهة استثمارية كبيرة، إذ تشكل موطناً لسبعة من أصل أسرع ‬10 اقتصادات نامية في العالم»، مشيراً إلى أن «معدل الاستهلاك في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى سجل نمواً سنوياً بنسبة ‬3.5٪ خلال العقدين الماضيين».

وأفاد بأن «عدد سكان القارة يبلغ نحو مليار نسمة، من بينهم ‬200 مليون نسمة يراوح معدل أعمارهم بين ‬15 و‬24 عاماً».

وقال إن «القارة الإفريقية صاحبة أصغر معدل أعمار للسكان في العالم، مع توقعات بتضاعف هذا الرقم بحلول عام ‬2045»، لافتاً إلى أن «مؤشرات التنمية للبنك الدولي أظهرت أن الناتج الإجمالي المحلي لكل فرد في إفريقيا ارتفع سنوياً باستمرار منذ عام ‬2000، في حين أن معدل النمو الإفريقي تخطى خلال العقد الماضي معدل النمو العالمي».

وأشار المنصوري إلى أن «دبي تقع بين أكثر من ‬150 خط شحن بحرياً، كما أنها تملك بنية تحتية لوجستية متطورة تغذي أسواق المنطقة»، لافتاً إلى أنها «تعد ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم بعد هونغ كونغ وسنغافورة، ويمكنها أن تكون بوابة الشركات الإفريقية إلى أسواق المنطقة أو حتى أسواق العالم التي ترتبط بدبي عبر شبكة واسعة من خطوط الطيران الجوي والموانئ البحرية».

وأكد المنصوري أن استضافة دبي للمنتدى تعكس مستوى رغبة مجتمع الأعمال في الدولة بالوجود الفعال في أسواق القارة الإفريقية»، مبيناً أن «الخبرة التي اكتسبتها دبي خلال السنوات الماضية، وتوافر الإرادة والقدرة على الاستثمار في إفريقيا، يجعلان من الإمارات عموماً ودبي خصوصاً شريكاً اقتصادياً مهماً للقارة الإفريقية لا غنى عنه».

وأعرب عن رغبة الإمارات في تعزيز التعاون مع القارة السمراء في مجالات السياحة والبنية التحتية والتعدين والطاقة والنقل والخدمات اللوجستية وخدمات المرافئ وتقنية المعلومات والاتصالات.

من جانب آخر، قال المنصوري إن «الاقتصاد الإماراتي على الطريق الصحيح لأداء قوي، خصوصاً مع ارتفاع ثقة المستثمرين»، متوقعاً أن ينمو ما بين ‬3.5 و‬4٪ العام الجاري مع استمرار توسع قطاع الخدمات والتجارة والسياحة.

علاقات تاريخية

وفي الجلسة الثانية من المنتدى، قالت وزيرة الدولة، ريم الهاشمي إن «الملتقى يمثل فرصة مثالية لتحقيق العديد من الفوائد، خصوصاً بناء العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الإماراتية ـ الإفريقية»، مؤكدة أن «هناك ‬20 من خطوط الطيران بين الإمارات والقارة الإفريقية، كما زادت التجارة بنحو ‬25٪ أخيراً».

وأضافت أن «استضافة دبي لـ(إكسبو ‬2020) ستعد نجاحاً لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا»، معتبرة أن «المعرض سيمثل نقلة نوعية، ليس لدبي والإمارات فحسب، بل لجميع دول العالم، إذ إنه في حال فوز دبي باستضافة المعرض، سيكون أول معرض (إكسبو) عالمي يقام في العالم العربي وإفريقيا وجنوب آسيا».

الحدث الأكبر

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة غرفة دبي، عبدالرحمن سيف الغرير، إن «المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال ‬2013، يمثل الحدث الأكبر حول الاستثمار في القارة الإفريقية»، مشيراً إلى أن «هذا الحدث الاستراتيجي الذي يغطي القارة الإفريقية، وبحضور يتخطى ‬2500 مشارك من صنّاع القرار ورجال الأعمال والمستثمرين، يشكل انطلاقة قوية لعلاقات تجارية واقتصادية متميزة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والنمو الاقتصادي بين مجتمعي الأعمال في دبي وإفريقيا».

وأضاف أن «دبي تتطلع إلى أن تكون شريكاً اقتصاديا فعالاً مع القارة الإفريقية، نظراً لما لها من مكونات اقتصادية»، لافتاً إلى أن «عدد الشركات الإفريقية المسجلة حالياً في عضوية غرفة تجارة وصناعة دبي والعاملة في الإمارة، بلغ ‬6189 شركة، بارتفاع بنسبة ‬112٪، مقارنة بعام ‬2008، الذي بلغ عددها فيه نحو ‬2900 شركة».

توطيد العلاقات

مبدوره، قال رئيس مجلس إدارة عالم المناطق الاقتصادية، هشام عبدالله الشيراوي، إنه «يمكن لدبي والمنطقة الحرة لجبل علي (جافزا) أن توفرا للشركات الإفريقية البيئة اللوجستية التي تتيح لها إضافة توجه عالمي لأعمالها، من خلال توفير أماكن للتخزين والتوضيب والتوزيع والتصدير إلى جميع أنحاء العالم»، لافتاً إلى أن «تطور المرافق اللوجستية في دبي يساعد الشركات الإفريقية على توسيع نشاطاتها في المنطقة».

وأشار إلى أن «إفريقيا يمكنها أن تستفيد من تجربة دبي في تطوير المناطق الحرة، وتستنسخها بالاستعانة بخبراتنا في الأسواق».

وكشف أن «هناك ‬307 شركات إفريقية تمارس أعمالها في (جافزا)، ‬90٪ منها مصرية»، مبيناً أن «أغلبية الشركات الأخرى سودانية وتنزانية وكينية»، لافتاً إلى أن «أهم التحديات التي تواجه المستثمرين في إفريقيا بشكل عام هي الأطر والتشريعات القانونية التي ينبغي مراجعتها وتعديلها وفق أفضل المعايير العالمية لتحفز على الاستثمار».

وأضاف أن «القوانين يجب أن تكون شفافة وواضحة لجهة المتطلبات والشروط حتى نكون قادرين على الاستثمار بأريحية وسهولة في الأسواق الإفريقية»، داعياً إلى إلغاء الحظر على الاستثمارات في قطاعات معينة، وفتحها أمام المستثمرين.

وقال الشيراوي إن «الأمن الغذائي مسألة مهمة بالنسبة للإمارات التي تستورد أكثر من ‬80٪ من احتياجاتها الغذائية»، مضيفاً أن «اإفريقيا تشكل وجهة جاذبة للاستثمارات الزراعية نظراً لتوافر عوامل الطقس ووفرة الموارد الطبيعية وجودة الأراضي الزراعية».

ودعا الشيراوي إلى تأسيس مناطق حرة للزراعة في إفريقيا قد تحقق نجاحاً كبيراً لأنها لن تشمل فقط منتجات زراعية، بل ستتضمن مزارع كبيرة للمواشي ومصانع للتغليف لتصبح جاهزة للتصدير، وتابع: «هذه المشروعات يمكن أن تحقق أهدافاً عدة، منها تأمين المتطلبات الغذائية لنا، وتوفير فرص عمل في الدول الإفريقية، وتحقيق التنمية الاقتصادية في هذه الأسواق».

الأسواق الصاعدة

إلى ذلك، قال نائب رئيس «موانئ دبي العالمية»، جمال بن ثنية، إن «النمو في إفريقيا بلغ نحو ‬5٪، وذلك إبان تباطؤ الأسواق العالمية، ما يؤكد أهمية هذه السوق»، وأضاف: «نركز على الأسواق النامية والصاعدة التي تمثل ‬75٪ من أعمالنا»، مشيراً إلى أن «ميناء جبل علي هو البوابة إلى الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية، وهي مناطق مستمرة في النمو».

ولفت إلى أن «(موانئ دبي) تدير موانئ في خمس دول في إفريقيا، هي مصر وجيبوتي والجزائر والسنغال وموزمبيق»، موضحاً أن «البنية التحتية في بعض الدول الإفريقية تعيق التجارة بين الدول الإفريقية، إذ لا تتجاوز التجارة ‬13٪، مقارنة بالدول الأوروبية، فإن حجم التجارة البينية يتجاوز ‬50٪». إلى ذلك، قال المدير العام لدائرة السياحة في دبي، هلال المري، إن «المشاركات الإفريقية في المؤتمرات والمعارض دائماً ما تكون كثيفة»، لافتاً إلى أن «القارة السمراء تنظر إلى دبي بوابة لها بين آسيا وإفريقيا». وأكد وجود العديد من رجال الأعمال من القارة الإفريقية في دبي أقاموا مشروعات ناجحة.

أسواق محورية

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، أحمد عبدالكريم جلفار، إن «تجربة (اتصالات) ناجحة في إفريقيا، إذ إنها توجد في ‬10 دول في إفريقية»، لافتاً إلى أنه «على الرغم من أن الاستثمار في الأسواق الإفريقية عالي الكلفة، إلا أن المردود من تلك الاستثمارات قوي»، وذكر أن «(اتصالات) حققت نجاحاً كبيراً في قطاع الاتصالات بالموجات العريضة، وأن هناك فرصاً للزيادة في هذا القطاع تصل إلى نحو ‬20٪».

فرص ضخمة

من جانبها، قالت وزيرة التجارة والصناعة في أوغندا، إيميليا كيامبادي، إن «فرص الاستثمار في إفريقيا ضخمة في شتى القطاعات البنية التحتية والطاقة والصناعة والزراعة والموارد الطبيعية»، لافتة إلى أن إفريقيا تمتلك ثروة الشباب، إذ إن ‬54٪ من سكان القارة الإفريقية هم من فئة الشباب».

ولفتت إلى أن «الفرص الواعدة في تجمع بلدان (كوميسا)، الذي يضم ‬19 دولة إفريقية، بنحو ‬450 مليون نسمة، تجعل فرص الاستثمار في (كوميسا) ضخمة».

وكشفت عن مفاوضات جارية حالياً لتأسيس أكبر سوق إفريقية تضم ‬26 دولة إفريقية، موضحة أنه «على الرغم من الصعوبات التي عايشتها ليبيا ومصر، إلا أن القارة الإفريقية برمتها شهدت زيادة في الاستثمارات الرأسمالية»، وأشارت إلى أن «هناك ‬600 رحلة أسبوعياً ما بين دبي وإفريقيا، تسهم في تعزيز العلاقات الإفريقية الإماراتية، في حين يسهم مركز دبي المالي العالمي بلعب دور مهم في قطاع الخدمات المالية».

تويتر