عبر تبنيها ممرات لوجستية ومواصلات مبتكرة تؤهلها لاستضافة «إكسبو ‬2020»

دبي تتصدّر المشهد العالمي في النقــل والخدمات اللوجستية خلال عقدين

صورة

ركز الموقع الإلكتروني الرسمي، لاستضافة معرض «إكسبو الدولي ‬2020» في دبي، على موضوعات التنقل والأنظمة الجديدة للنقل والخدمات اللوجستية، باعتباره أحد أبرز الموضوعات الداعمة لملف الإمارات لاستضافة الحدث في دبي، إذ بين ـ من خلال الموضوعات التي يتناولها ـ أن دبي تمتلك مجموعة متطورة من منشآت شحن البضائع وأنظمة المترو، وسعيها الدائم للتكنولوجيا الحديثة، وتطوير قدراتها لتبن استراتيجيات مبتكرة لعالم المستقبل.

ولفت إلى أن دبي استطاعت أن تقدم نموذجاً يحتذى المنطقة العربية، لاسيما منطقة الخليج، خصوصاً في ما يتعلق ببيئة الأعمال وعمليات الموانئ والشحن وإعادة التصدير، مشيراً إلى أن الإمارة استطاعت أن تقدم ـ من خلال واحدة من أهم المناطق الحرة في العالم (جبل علي) ـ خدمات سريعة ذات جودة عالية، وحوافز ضريبية، فضلاً عن تجاوز الروتين الحكومي، ما جعلها مقصداً ومركزاً للأعمال التجارية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا.

وأوضح الموقع أن من أكثر العوامل التي دعمت مركز دبي مدينة عالمية، ما تتمتع به من مستوى معيشي مرتفع، وهو ما أهلها لتكون مقصداً للعديد من الجنسيات والأعراق التي تركز على الاستمتاع بالوقت، فهي تجذب أشخاصاً من جميع أنحاء العالم، وتقدم الكثير من الخبرات الثقافية، التي دعمت التعددية الفكرية وتمازج الشعوب والثقافات والحضارات، حتى تصبح مركزاً للحياة المرفهة.

وبين الفرص الهائلة، التي تنطوي عليها الخدمات اللوجستية المتاحة في دبي، والمتمحورة حول الموانئ، لافتاً إلى الإنجاز الأخير المتمثل في افتتاح مبنى «كونكورس إيه»، الذي يعزز إمكانات مطار دبي الدولي، ويدعم مكانة دبي على صعيدي التجارة والسياحة.

أنظمة النقل

«سوبرباص»

http://www.ey.ae/polopoly_fs/1.552743.1361805132!/image/1843787973.jpg

قال المختص بعلوم المستقبليات، جيمس بيليني، إن «من وسائل النقل المثيرة للاهتمام، في قطاع السفر العام، مستقبلاً حافلة الـ(سوبرباص)، وهي حافلة فاخرة وعالية السرعة، تمثل مزيجاً من سيارات الليموزين الفارهة والحافلات الصغيرة، وتعمل هذه الحافلة بالكهرباء، ويمكنها السير بسرعة ‬155 ميلاً في الساعة (‬250 كلم في الساعة)، وتم تطوير النموذج الأول منها في هولندا، وتم عرضها في مدن عدة، منها دبي وهانوفر، اللتين تؤكدان التزامهما الدائم باعتماد مصادر الطاقة النظيفة في وسائل النقل العام، ولا تقتصر مزايا الحافلة على ذلك، بل يعتقد مطوروها أنها قادرة على حل مشكلة ازدحام الطرق بحلول عام ‬2020».


موقع «إكسبو ‬2020»

http://www.ey.ae/polopoly_fs/1.552742.1361805132!/image/3651879985.jpg

وقع اختيار موقع «مركز دبي التجاري ـ جبل علي»، المقترح لاستضافة المعرض على مدى ستة أشهر، نظراً لموقعه الاستراتيجي على مسافة واحدة بين دبي وأبوظبي من جهة، وقربه من مطار «دبي وورلد سنترال» وميناء جبل علي من جهة أخرى. ويجسد المخطط الرئيس للموقع، الذي صممته شركات «إتش أو كيه» و«بوبيولاس» و«آروب»، شعار الحملة: «تواصل العقول وصنع المستقبل».

ويتضمن الموقع ساحة مفتوحة في المنتصف، تدعى «الوصل»، وهو اسم تاريخي لإمارة دبي ، تتفرع عنها ثلاث مناطق رئيسة تمثل الشعارات الفرعية لملف الاستضافة، وهي الاستدامة، والحركة، والفرص المميزة.

ويمتد الموقع على مساحة ‬438 هكتاراً، ما يجعله واحداً من أضخم المواقع التي تم استخدامها حتى الآن، لاستضافة معارض «إكسبو الدولية». ومن شأن ذلك أن يوفر تجربة لا تنسى لأكثر من ‬25 مليون زائر محتمل، سيقومون بنحو ‬33 مليون زيارة إلى أرض المعرض. ويتماشى تصميم الموقع مع مفهوم الإرث المعماري المقترح والاستخدام المستقبلي، إذ تم تظليل الممرات الرئيسة بواسطة نسيج خاص مزود بخلايا كهروضوئية، تتيح تخزين الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة النظيفة.


«ألترا بود»

http://www.ey.ae/polopoly_fs/1.552741.1361805131!/image/107960230.jpg

قال المختص بعلوم المستقبليات، جيمس بيليني، إن «دبي تخطط لمشروع ثوري مهم، يتم تطويره في مجال النقل العام بإشراف العالم البريطاني، مارتن لوسون، إذ تسعى لتطوير عربة (ألترا بود)، التي تعمل دون سائق، ويمكنها استيعاب ستة ركاب، والسير لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات، ضمن مسارات خاصة على ارتفاع ‬20 قدماً فوق سطح الأرض، وتتم تغذية هذه العربات باستخدام البطاريات، إذ يمكنها السير ثلاث ساعات قبل الحاجة إلى إعادة شحنها ضمن نقاط خاصة».

وذكر أن «بناء نظام عربات (ألترا بود) على مستوى مدينة بكاملها يتطلب نحو سدس الموارد اللازمة لبناء شبكة طرق جديدة فقط، وهي أكثر تحملاً وأطول عمراً من الطرقات العادية، كما أن تكاليف تشغيلها أقل بنحو ‬40٪، مقارنة بخطوط الحافلات، ناهيك عن كونها أسرع بنسبة ‬60٪».

وأوضح أنه «يتم استخدام عربات (ألترا بود) الآن في مطار هيثرو بلندن، كما تم إعداد نظام مماثل في (مدينة مصدر) الخالية من الكربون بإمارة أبوظبي، إذ يعتقد أن هذه العربات ستشكل مستقبل النقل العام في معظم مدن العالم مستقبلا».

عالج الموقع الإلكتروني لاستضافة الحدث في دبي، موضوع أنظمة النقل خلال العقدين المقبلين، كونها تمثل أحد أهم التحديات خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن أنظمة النقل ستكون بحاجة إلى مواكبة متطلبات النمو السكاني السريع حول العالم،خلال السنوات الـ‬20 المقبلة، إذ من المتوقع أن يرتفع عدد سكان قارتي آسيا وإفريقيا وحدهما بواقع ثلاثة أضعاف، ما سيؤدي إلى تحميل احتياطي النفط العالمي، الذي نستهلك منه يومياً نحو ‬85 مليون برميل، ضغوطاً كبيرة.

ويرى المختص بعلوم المستقبليات، جيمس بيليني، أن «سيارات الطاقة الكهربائية، التي تتسع لسائق واحد فقط ستغدو نموذج النقل الرئيس بحلول عام ‬2032، إذ يقود ‬70٪ من الناس سياراتهم بمفردهم اليوم، وسيميل الناس تدريجياً إلى تفضيل تصاميم السيارات التي تتسع لراكب واحد، والتي تعمل على الطاقة الكهربائية، ولاحقاً بالطاقة الشمسية.

وأكد بيليني أن «أساليب شحن البضائع في المستقبل باتت تركز كذلك على التكنولوجيا الحديثة، إذ يعتمد الاقتصاد العالمي على الحاويات النمطية كوحدات شحن أساسية، إذ يقوم أسطول كبير من سفن الشحن سنوياً بنقل أكثر من ‬17 مليون حاوية إلى وجهات مختلفة حول العالم، وبحلول عام ‬2032، ستصبح السفن أكبر حجماً مع توفير مسارات أفضل وتطوير مرافئ أكثر ذكاء، وتعد المبادرات اللوجستية، مثل (ممر دلهي ـ مومباي الصناعي»، الذي يربط العديد من مراكز التجارة الرئيسة في الهند، عبر بنية تحتية عالية المستوى، و(ممر دبي اللوجستي)، الذي يربط المراكز البحرية والبرية والجوية، ويسمح بنقل البضائع بين المطار والميناء خلال أقل من ساعة، بمثابة ثورة حقيقية على صعيد نقل البضائع».

الممرات اللوجستية

وتطرق موقع «إكسبو ‬2020» الإلكتروني، إلى أن هناك توجهاً نحو الاهتمام العالمي بالممرات اللوجستية المتكاملة، المرتكزة على الموانئ لبدء مرحلة جديدة من التجارة الفائقة السهولة والمستدامة، وأهمية هذه المنهجيات المتطورة، لتأمين الاحتياجات اللوجستية في مستقبل الاقتصادات العالمية.

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة «موانئ دبي العالمية»، سلطان أحمد بن سليم، إن «الممرات اللوجستية المرتكزة على الموانئ تسهم في رفد التواصل التجاري وصناعة المستقبل، بالاعتماد على أسلوب مستدام للتجارة والأعمال والبيئة، على حد سواء، ولا يعد هذا المصطلح حديثاً بطبيعة الحال، بل يمكن تعريف هذه الممرات بأنها تشكل مركزاً للتوزيع داخل الميناء، خلافاً للمراكز الواقعة بعيداً عنها، وهي تسهم في استقطاب الشركات إلى الأسواق التي تقدم خدماتها فيها، ما يقلل المسافة التي تستغرقها عملية شحن البضائع، وتعمل الشبكات اللوجستية الحديثة والمعقدة على ربط المناطق النائية، دون أن يقتصر اهتمامها فقط على الموانئ البعيدة، ويقوم هذا النهج بشكل أساسي على مفهومي التكامل والاستدامة الضروريين للحفاظ على الطبيعة طويلة الأمد، لمشاركة القطاع مع المجتمعات التي نعمل فيها».

وأكد بن سليم أن «هذه الممرات تسهم في توفير الأموال، وزيادة كفاءة عملية جرد البضائع المخزنة، وخفض التكاليف، من خلال توفير الوقت المطلوب لتسويق خطوط الإنتاج الرئيسة، والتقليل من وسائل النقل المطلوبة، الأمر الذي من شأنه رفع مستوى الكفاءة عبر تسريع وتيرة عملية تجهيز المنتجات، كما تساعد على تقليل المسافات التي تحتاج إليها عملية نقل البضائع، فضلاً عن تحقيق الأهداف البيئية عبر الإسهام في التقليل من ازدحام الطرق، وخفض الانبعاثات الغازية، والحد من مستوى التلوث البيئي».

وبين أن «من أفضل الأمثلة على هذه الشبكات، الممر اللوجيستي الواصل بين ميناء جبل علي ومجمع الخدمات اللوجستية بالمنطقة الحرة، ومطار دبي وورلد سنترال الجديد، كما أن (مدينة دبي اللوجستية)، الممتدة على مساحة ‬200 كلم مربع، تسهم في ربط أكثر من ‬6800 شركة، مع منحها شركات الشحن ممراً خاصاً، للتنقل بين الميناء والمطار خلال ‬30 دقيقة».

وذكر أن «ازدهار التبادل التجاري بين الدول يسهم في إزالة الحواجز بين الشعوب، وتلاقي الثقافات المختلفة، وتعميق أسس التفاهم المتبادل في ما بينها، ناهيك عن أثره في الأجيال المقبلة، من حيث توفير فرص العمل، وتأمين سبل العيش، ضمن مجتمعات مشتركة، تتحلى بالطموح والأمل».

تويتر