أجواء الدولة تصل إلى «التشبع»

‬7.5 ٪ نمواً متوقعاً في الحركة الجوية العام الجاري

«مؤتمر المطارات»: ‬250 مليون مسافر متوقع في المنطقة بحلول ‬2015. تصوير: أشوك فيرما

أفادت الهيئة العامة للطيران المدني بأنه تم تشكيل فريق عمل يضم ممثلين عن الهيئة ومطارات الدولة وشركات الطيران الرئيسة لوضع خطط للتعامل مع حالات الطوارئ، لضمان مستويات عالية من السلامة، في ظل أزمة الضباب الأخيرة التي شهدتها مطارات في الدولة، متوقعة نمو الحركة الجوية في الدولة بنسبة ‬7.5٪ العام الجاري.

وكشفت أنها قدمت دراسة لدول الخليج العربي تبرز فيها قدرتها على تولي مهام إدارة الملاحة الجوية في المنطقة، في ظل مكانة الإمارات مركزاً لقطاع النقل الجوي وجاهزية بنيتها التحتية، مشيرة إلى أن أجواء الدولة تصل إلى مرحلة التشبع في ظل الازدحام.

التعامل مع الطوارئ

وتفصيلاً، قال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف السويدي، إن «النمو المستمر للحركة الجوية في مطار دبي وحالة الازدحام، فضلاً عن وجود طائرات غير مهيأة للتعامل مع الضباب سببت تأخير وإلغاء وتحويل بعض الرحلات خلال الأيام الماضية»، لافتاً إلى أنه «تم تشكيل فريق عمل بين الهيئة ومطارات الدولة، فضلاً عن شركات الطيران الرئيسة لوضع خطة للتعامل مع حالات الطوارئ هذه وضمان مستويات عالية من السلامة».

وبشأن شكاوى المسافرين، جراء تأخر رحلاتهم وانتظارهم ساعات، أكد السويدي، أن «هذه الأزمة توضع تحت بند (القوة القاهرة)، وهي خارجة عن إرادة شركات الطيران والمطارات».

وبخصوص زيادة الطاقة الاستيعابية في مدرجي مطار دبي الدولي، أوضح أنه «وفق الأنظمة العالمية، يجب أن يكون بين مدرجي المطار نحو ‬1000 متر كي يتسنى استخدامهما في الوقت نفسه، وستوجد تكنولوجيا خلال الفترة المقبلة لتقليص هذه المسافة»، لافتاً إلى أن «مطار دبي يعد دراسة بهذا الخصوص من الممكن أن تسهم في تسهيل الحركة».

وأشار السويدي، على هامش مؤتمر «تجهيزات وتوسعة المطارات في الأسواق الناشئة»، الذي عقد في دبي، أمس، ويختتم أعماله اليوم، إلى أن «الاتفاقية التي وقعتها الهيئة، أخيراً، مع شركة (إيرباص بروسكاي)، تسعى بالدرجة الأولى إلى هيكلة المجال الجوي بشكل يعزز خدمات الملاحة الجوية، ويواكب النمو المتزايد في الحركة الجوية، إذ ستجري (إيرباص) دراسة شاملة لتقييم الوضع الراهن لأجواء الدولة، وتقديم الخطط والمقترحات الملائمة خلال الربع الثالث من العام الجاري».

وأوضح أن «الأجواء في الدولة تصل إلى مرحلة التشبع، وهذا ما دفعنا للبحث عن حلول بسبب ازدحام أجواء في الدولة، وأجوائنا مع أجواء دول مجاورة»، لافتاً إلى أن «الطيران حقق معدلات نمو عالية خلال عام ‬2012، ومن المتوقع أن يصل معدل نمو الحركة الجوية خلال العام الجاري إلى ‬7.5٪».

وكشف أن «الدولة في ظل دورها محوراً لقطاع النقل الجوي، فضلاً عن البنية التحتية لمركز الشيخ زايد للملاحة، قادرة وجاهزة لإدارة الحركة الجوية في منطقة الخليج العربي»، موضحاً أن «الهيئة قدمت دراسة بهذا الخصوص إلى دول الخليج».

التوطين

وأكد السويدي أن «الهيئة ماضية في خططها لتوطين القطاع خلال العام الجاري، باعتبار أن قطاع النقل الجوي يسهم في دعم نسبة كبيرة من القوى العاملة في الدولة»، لافتاً إلى أن «نسبة التوطين في الإدارة تصل إلى ‬100٪، وإلى نحو ‬30٪ بالنسبة للمراقبين الجويين، وهي النسبة نفسها التي سجلت قبل عام، لكن يجب الأخذ في الحسبان تزايد أعداد الموظفين، بفعل نمو أعداد موظفي المركز ككل».

وأوضح أن «اللجنة الوطنية لتوطين قطاع الطيران تبذل جهودها في هذا الصدد، إلا أن هناك بعض الإشكالات في الوظائف الفنية، إذ إن كلفة إعداد مراقب جوي قد تصل إلى مليون درهم، كما أنه يحتاج جهداً كبيراً، والهيئة ليست لديها موارد مالية كافية».

وبين أن «الهيئة أصدرت تعليمات قبل فترة بتوطين وظائف مديري الأمن في شركات الطيران في المطارات، وهذا ما حصل، كما نسعى خلال الفترة المقبلة إلى الإعلان عن وظائف فنية تم توطينها لكن بنسبة يمكن تحقيقها»، مشيراً إلى أن «التوطين يجب ألا يكون على حساب الأمن والسلامة».

ولفت إلى أنه «تم التوقيع على ميثاق البيئة الذي يحدد ويوحد موقف الدولة اتجاه الالتزام بمعايير مراعاة البيئة، وستشرف عليها الهيئة باعتبار أنها عملية ترتبط بجهات عدة في الدولة».

قطاع حيوي

إلى ذلك، قال رئيس مجموعة الطيران الأخضر، رئيس المؤتمر، الدكتور خالد المزروعي، إن «الطيران أصبح قطاعاً حيوياً يسهم في دعم الاقتصاد العالمي»، لافتاً إلى أن «إحصاءات الاتحاد الدولي للنقل الجوي تؤكد النمو الهائل الذي يشهده القطاع، إذ ارتفعت أعداد الركاب المستخدمين لخدمات الطيران من ‬1.2 مليار شخص عام ‬2010، لتصل إلى ‬2.7 مليار في عام ‬2012، ومن المتوقع أن تصل إلى ‬5.9 مليارات شخص على مستوى العالم في عام ‬2030».

وبين أن «عدد المطارات وصل إلى ‬3846 مطاراً مدنياً، وعدد شركات الطيران على مستوى العالمي يقدر بنحو ‬1568 شركة طيران، في حين وصل عدد الوجهات المستخدمة في الطيران إلى ‬34.7 ألف وجهة طيران على مستوى العالم».

وذكر المزروعي، في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أن «قطاع النقل الجوي سيسهم في دعم ‬82.8 مليون فرصة عمل عالمياً بحلول عام ‬2030، في حين سيرتفع عدد حركات الطائرات إلى ‬48.7 مليون حركة بحلول العام نفسه»، لافتاً إلى أنه «تم تخصيص ‬150 مليار دولار لاستثمارها في مطارات منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تصل أعداد المسافرين عبر هذه المطارات إلى ‬250 مليون مسافر عام ‬2015».

يشار إلى أن مطارات الأسواق الناشئة خصصت ‬110 مليارات دولار لمشروعات التطوير والتوسعة، في حين خصصت دول الخليج العربي ‬90 مليار دولار لتطوير وتوسعة وإنشاء مطارات جديدة خلال الأعوام الـ‬10 المقبلة، في وقت يتوقع أن تستقبل مطارات الشرق الأوسط ‬400 مليون مسافر بحلول عام ‬2020، وذلك حسب إحصاءات الاتحاد الدولي للنقل الجوي.

ويشارك في الدورة الحالية من مؤتمر تجهيزات وتوسعة المطارات في الأسواق الناشئة رؤساء مجلس الإدارة والتنفيذون وصناع القرار لأكثر من ‬15 مطاراً، يمثلون أكثر من ‬30 دولة في الأسواق الناشئة، يناقشون أبرز التحديات التي تواجه صناعة الطيران والمطارات، وآخر ما توصلت إليه هذه المطارات من خطط تطويرية.

تويتر