أكدوا أنها تتمتع بمقوّمات تحاكي مختلف ثقافات العالم وتقدّم خدمات تلامس البـــــــيئة المحلية للزائر

خبراء: دبي بؤرة جذب عالمية للســياح من مختلف الأجناس

قال مديرون ومسؤولون عاملون في قطاع الضيافة، إن تنوع الخدمات السياحية في دبي وجودة مرافقها، إلى جانب سهولة الوصـول إلى الإمـارة ورواج سيـاحة الأعمال والتسـوق فيـها، فضـلاً عن احتضانها معالم سياحية مهمة، تشكل جميعها عناصر جذب عامة للسياح من مخـتلف بلدان العـالم، لافـتين إلى أن الإمارة باتـت تقدم في الآونة الأخيرة خدمات نوعية للسياح، تلامس بيئاتهم المحلية، من خـلال الفنادق التي تحاكي مختلف الثقافـات العالمـية، في أساليب ونمط الضيافة، وطبيعة الأطعمة التي تقدمها.

وذكروا لـ«الإمارات اليوم» أن السياحة القادمة من بلدان الخليج العربي يغلب عليها الطابع العائلي، وترتبط بالمناسبات والمهرجانات وأوقات العطل المدرسية، مستفيدة من الموقع الجغرافي القريب لإمارة دبي، إلى جانب عوامل اللغة والدين والعادات والتقاليد المشتركة، والاهتمام الخاص الـذي يحظون لحظة وصولهم إلى المطار، فضلاً عن عدم حاجتهم إلى تأشيرة دخول، باعتبارها عوامل رئيسة تشجعهم على قضاء العطلات في دبي، وأشاروا في الوقت نفسه إلى أن السياحة الداخلية تتركز خلال عطلات نهاية الأسبوع، بمعدل إقامة يصل إلى 1.5 ليلة فندقية.

من جانب آخر، وصف مديرون وعاملون السياحة الروسية بأنها وفية لدبي، نظراً لأن سياحها يزورون الإمارة بشكل متكرر، ويفضلون الإقامة في الفنادق الفاخرة والشاطئية بمعدل إقامة يصل إلى أسبوع، فضلاً عن إنفاقهم العالي، سواء بقصد الترفيه أو الأعمال، مشيرين إلى أن البرنامج السياحي بالنسبة للنزلاء من القارة الأوروبية يبدأ بشكل رئيس في الفترة من أكتوبر وحتى شهر أبريل، للبحث عن الدفء والشمس، إذ تفضل هذه الشريحة من السياح الاستمتاع برحلات السفاري والليالي العربية في الصحراء، إلى جانب المطاعم الشعبية والأسواق القديمة والمتاحف، ومختلف الأنشطة المتعلقة بركوب الجمال وسباقات الخيل.

ولفتوا إلى الفرص الواعدة في الأسواق الآسيوية، خصوصاً الصينية، التي تمتاز بمعدلات إنفاق وإقامة مرتفعة في دبي، وتقبل على شراء السلع الفاخرة من مراكز التسوق بكثرة، مشيرين إلى أن القادمين من القارة الأميركية يزورون الإمارة بقصد الأعمال وعقد الصفقات، أو بقصد الترفيه، إذ إن البرامج السياحية تكون نشطة ووملوءة بالمغامرات، ولاكتشاف دبي والتقرب أكثر من هذا المزيج الثقافي، الذي يجمع عدداً كبيراً من الجنسيات.

السياحة الخليجية

السعوديون يتصدّرون نزلاءالفنادق في دبي

تصدر السياح السعوديون قائمة نزلاء المنشآت الفندقية في دبي، خلال العام الماضي، بعد أن بلغ عددهم أكثر من 873 ألف نزيل، وحل النزلاء الهنود في المركز الثاني بأكثر من 702 ألف نزيل، في حين جاءت المملكة المتحدة في المركز الثالث بإجمالي عدد نزلاء بلغ 643 ألفاً، ليحل النزلاء من كل من إيران وأميركا في المركزين الرابع والخامس بنحو 476 و462 ألفاً لكل منهما على التوالي.

وبحسب بيانات لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، بلغ إجمالي عدد السياح العرب إلى دبي 3.2 ملايين نزيل، منهم 1.5 مليون نزيل من دول الخليج العربي، في حين بلغ عدد النزلاء الآسيويين من الشرق الأقصى وجنوب آسيا 2.1 مليون، ومن أوروبا 2.3 مليون، ومنطقة روسيا والبلطيق 510 آلاف، ومن الأميركتين 622 ألفاً، ومن أستراليا ومنطقة الباسفيك 222 ألف نزيل.


دبي الأولى عالمياً في إشغال الغرف الفندقية يناير الماضي

حققت دبي المركز الأول عالمياً في نسبة الإشغال الفندقي مسجلة 86.2٪، وجاء في المركز الثاني هونغ كونغ بنسبة 79.7٪، ثم سيدني في المركز الثالث بنسبة 78.2٪، ثم لندن في المركز الرابع بما نسبته 69.7٪، فطوكيو في المركز الخامس 68.7٪، تلتها باريس في المركز السادس 67.9٪.

وأفادت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي بأن تقرير مؤسسة «إس تي آر غلوبال» عن شهر يناير الماضي، بين تفوق دبي في الإشغال على العديد من مدن العالم، إذ جاءت نيويورك ـ على سبيل المثال ـ في المركز الثامن من حيث الإشغال بنسبة 66.7٪، وبرلين في المركز الـ12 بنسبة 52.2٪، وروما في المركز الـ14 بنسبة 44.2٪.


2.5 مليون نزيل خلال الربع الأول

بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية في دبي، خلال الربع الأول من العام الجاري (آخر إحصاءات معلنة) 2.59 مليون نزيل، مقابل 2.38 مليون نزيل خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 9٪، بحسب بيانات لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، في حين بلغ عدد الليالي السياحية التي قضاها النزلاء في فنادق الإمارة 10.35 ملايين ليلة، مقابل 8.46 ملايين ليلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 22٪، في حين جاوزت العائدات الفندقية خلال الربع الأول من العام الجاري 5.38 مليارات درهم، بزيادة قدرها 24٪ على الفترة نفسها من العام الماضي، الذي بلغت فيه العائدات 4.36 مليارات درهم. وبلغ متوسط الإقامة الفندقية خلال الربع الأول من العام الجاري أربع ليالٍ، مقابل 3.6 ليالٍ خلال الفترة نفسها من العام الماضي، بزيادة قدرها 12٪، وبلغ عدد المنشآت الفندقية خلال الربع الأول من العام الجاري 577 منشأة، مقابل 573 منشأة خلال الربع الأول من العام الماضي، بزيادة قدرها 1٪، في حين أن عدد الغرف والشقق الفندقية في الربع الأول من العام الجاري بلغ 75.1 ألف غرفة وشقة فندقية، مقابل 72.4 ألف غرفة وشقة فندقية، بزيادة قدرها 4٪.

وتفصيلاً، قال المدير العام لمجموعة فنادق الجوهرة، التي تدير ثلاث منشآت فندقية إسلامية في دبي، هاني لاشين، إنه «بالنسبة لنزلاء المنشآت الفندقية القادمين من بلدان الخليج العربي إلى دبي، خصوصاً السوقين السعودية والكويتية، فإن فترات زياراتهم إلى الإمارة ترتبط بالدرجة الأولى بالعطلات والمناسبات والأعياد، وذلك لقربهم الجغرافي من دبي، إذ إن بعضهم يأتون بمركبـاتهم عن طريق البر، وهذه الفئة في الأغلب تبقى في الإمارة فترات طويلة تزيد على أسبوع، إلى جانب فئات أخرى تقصد الإمـارة بشكل دوري عن طريق الجو ولفـترات متقـطعة، مستفيدة من سهولة الوصول إلى الإمارة في ظل عدد كبير من رحلات الطيران، التي تربط دبي بمعظم مدن ودول مجلس التعاون الخليجي».

وأشار إلى أن «السائح الخليجي يولي بعض الأمور أهمية كبرى، عندما يقرر السفر إلى بلد ما، منها عنصرا الأمن والأمان، ومكان وجود الفنادق التي سينزل بها، هذا إلى جانب توافر الطعام الإسلامي، وجودة الخدمات المقدمة في تلك الوجهة السياحية»، لافتاً إلى أن «الموقع الجغرافي لدبي، إلى جانب عوامل اللغة والدين والعادات والتقاليد المشتركة، والاهتمام الخاص الذي يحظـون به لحـظة وصولهم إلى المطار، إذ ينهون إجراءات الدخول في نافذة خاصة، فضلاً عن عدم حاجتهم إلى تأشيرة دخول، هي جميعها عوامل رئيسة تسهم في دعم قراراتهم لقضاء العطلات في دبي».

وبيّن لاشين أن «معظم السياح، من دول الخليج العربي، يجدون أسعار الخدمات السياحية في دبي تناسبهم بشكل كبير، وبالتالي فهي وجهة متوسطة الكلفة إذا ما قورنت بوجهات بعيدة تتضمن تكاليف إضافية للسفر مثل تذاكر الطيران المرتفعة الثمن، وغيرها من الخدمات»، لافتاً إلى أن «الفرق بين العملات في المنطقة غير كبير أيضاً، وهذا يعد من العوامل المساهمة في جذب السياح الخليجيين».

وأشار إلى أن «جزءاً كبيراً من هذه السمات تنطبق على السياح من الدول العربية، ومنطقة الشرق الأوسط».

وأضاف أن «السمة الرئيسة التي تميز السياحة الخليجية إلى دبي أنها يغلب عليها الطابع العائلي، وهؤلاء يقضون فترات طويلة في الإمارة، ويفضلون النزول في الشقق الفندقية لمراعاة طبيعة العائلة التي توفر لهم أيضاً مطبخاً خاصاً بهم على اعتبار أنهم يهوون إعداد الطعام منزلياً، وعادة يزورون المعالم السياحية الرئيسة في الإمارة ومراكز التسوق الشهيرة، خصوصاً خلال أوقات المهرجانات والفعاليات الترفيهية التي تجذب الأطفال بالدرجة الأولى، لذلك تحاول معظم المنشآت الفندقية استقطاب هذه الشريحة، التي تتميز بمعدلات إنفاق مرتفعة إلى جانب متوسط الليالي التي يقضونها».

السياح الداخليون

من جانبه، قال المدير العام لفندق «ميلينيوم بلازا»، معين سرحان، إن «جزءاً كـبيراً من السـياح الداخلـيين يحبذون قضاء عطـلات نـهاية الأسبوع في دبي، والسـياحة الداخلـية تسـمى عموما في قطاع الضيافة بسياحة نهاية الأسبوع، خصوصاً خلال أيام المهرجانات والفعاليات، وقد تتكون من أفراد أو عائلات من مختلف إمارات الدولة أو حتى دبي نفسها، مستفيدة من العروض التي تطرح على الغرف الفندقية ومرافق الضيافة المختلفة».

وأضاف «عندما تكون المدارس في عطلة، فإن السياح الداخليين يتركزون في أوقات المهرجانات والعروض السياحية، إذ يفضلون الإقامة في الفنادق القريبة من مراكز التسوق الرئيسة، ويصل معدل إقامة السائح الداخلي بفنادق دبي في المتوسط إلى 1.5 ليلة»، مشيراً إلى أن «معظم السياحة الداخلية ذات طابع عائلي، على غرار السياحة الخليجية، كما أنهم يفضلون الفنادق التي تتميز بمطاعمها المشهورة، وتلك التي تقدم خدمات وعروضاً ترفيهية خاصة بالأطفال».

وذكر سرحان أن «التسوق ومرافق الترفيه للأطفال، إلى جانب الابتعاد عن روتين الحياة اليومي، من أبرز عناصر الجذب بالنسبة للسائح الداخلي، خصوصاً خلال مواسم الحسومات في مراكز التسوق، إذ يهتمون بالاستفادة من العروض والحسومات التي باتت سمة ترافق دبي خلال الصيف»، لافتاً إلى أن «نسبة كبيرة من السياحة الداخلية تأتي من مدينتي أبوظبي والعين، إلى جانب إمارات أخرى مثل رأس الخيمة والفجيرة».

ولفت إلى أن «جزءاً كبيراً من السياح الداخليين يفضلون الإقامة في الفنادق الخاليـة من المـشروبات الكحـولية، وبالتالي فإنـهم يـدركون أن هذه الفـنادق لا توجد فيها ملاهٍ ليلية أو أجواء صاخبة، فهم يفضلون الإقامة الهادئة، خصوصاً بالنسبة للعائلات، إلى جانب أن السائح الداخلي يهوى الشقق الفندقية، وعندما لا يكون هناك خيار، فإنهم يلجؤون إلى المنشآت الفندقية التي توفر غرفاً بمساحات كبيرة».

السوق الروسية

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ألفا تورز» للسياحة، التي تخدم السوق الروسية بشكل كبير، من خلال شراكتها مع العديد من وكالات السياحة والسفر، غسان العريضي، إن «السائح الروسي يزور دبي بشكل متكرر، ويعرف عنه أيضاً أنه سائح وفيّ للإمارة، كما أن السياح الروس يفضلون الإقامة في الفنادق من فئة الخمس نحوم، فضلاً عن الفنادق الشاطئية، وبمعدل إقامة فندقية كبير يصل إلى أسبوع مقابل متوسط عام يبلغ خمس ليال فندقية».

وأضاف أن «معدلات إنفاق السياح من دول الاتحاد الروسي عموماً مرتفعة جداً، إذ إن المنتج السياحي في دبي يلائمهم بشكل كبير، على اعتبار أنهم متعطشون لكل ما هو جديد وفخم، كما تستهويهم الإقامة في الفنادق الشهيرة والمتميزة، والقيام برحلات إلى إمارات أخرى في الدولة، فضلاً عن مغامرات السفاري الصحراوية»، لافتاً إلى أن «السياح الروس يزورون دبي على مدار العام، إلا أن معدلات الإقبال تشهد ارتفاعاً كبيراً من السوق الروسية خلال عطلة المدارس، التي تبدأ في نوفمبر وغيرها من العطل الرسمية».

وفي سياق متصل، قال المدير العام لشركة «غرين إيميج» للسياحة، مجدي نصار، إن «السياح من دول الاتحاد الروسي عموماً يزورون دبي بكثرة، عندما يحل فصل الشتاء فيها، وتحتل سياحة الأعمال في دبي بالنسبة لهم أهمية كبيرة، كما أنهم يسعون للتواصل مع الشركات العالمية والأسواق التـجارية الأخـرى، خصـوصاً بـعد تحول الإمارة إلى مركز مالي وتجاري عالمي لعقد الصفقات وإدارة الأعمال»، مضيفاُ أنه «إلى جـانب سياحة الأعمال، هناك السياحة الترفيهـية التي تشـكل نحو 40٪ من إجمالي السـياحة القادمة من دول الاتحاد الروسـي إلى دبي سنوياً، وهذه الفئة تمتلك روح الاسـتكشاف والإقـبال غـير الطبيعي على العروض الترفيهـية والسـياحية في الإمـارة، وتفضل زيارة جميع المعالم السياحية».

وذكر نصار أن «نزلاء المنشآت الفندقية الروس لا يهتمون بالأمور المادية كثيراً، وينفق معظمهم بشكل كبير، وتعد دبي بالنسبة لشريحة كبيرة من السياح الروس وجهة أساسية مهمة، في الوقت الذي يـحرصون على زيارتها مستفيدين من سهـولة الوصـول إلى الإمـارة، بفضل العديد من الخطـوط التي تربط بين بلادهم ودبي»، مشيراً إلى أن «دبي كوجهة سياحية هي مدينة عالمية تجتمع فيها كل الثقافات والجنسيات التي تقيم فيها، وبالتالي فهي وجهة جديرة بالاستكشاف لدى الكثيرين والتعرف عن قرب إلى أسلوب الحياة فيها».

النزلاء الأوروبيون

إلى ذلك، قال المدير العام لوكالة «الفيصل» للسفريات والسياحة، ياسين دياب، إن «السياحة القادمة من القارة الأوروبية إلى دبي، يمكن القول إنها سياحة مستمرة على مدار العام، لكنها تتراجع بشكل ملحوظ خلال فترة الصيف، في الفترة من يونيو إلى سبتمبر، إذ يبدأ السياح بالتوافد إلى الإمارة بكثرة بعد ذلك، تجذبهم عادة سمعة الإمارة في احتضانها أبرز المعالم السياحية، والاستمتاع بالشواطئ الرملية الدافئة، خصوصاً عندما تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض في أوروبا خلال الشتاء»، لافتاً إلى أن «البرنامج السياحي بالنسبة للنزلاء من القارة الأوروبية يبدأ بشكل رئيس في الفترة من أكتوبر وحتى شهر أبريل، للبحث عن الدفء والشمس والسعي للخروج من القارة الأوروبية، التي تعتبر بلدانها في الأغلب متشابهة من حيث الطقس والمناخ البارد خلال الشتاء».

وأضاف أن «الأوروبيين يهون السفر واستكشاف الوجهات الجديدة بشكل دائم، ومن هذا المنطلق وفي ظل السمعة السياحية الكبيرة التي تتميز بها الإمارة عالمياً، فإنهم يقبلون على دبي بشكل كبير خصوصاً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، يجذبهم المزيج الرائع من الثقافات في دبي وتنوع خدماتها السياحية، إلى جانب أنهم يفضلون التسوق في دبي لعدم وجود ضرائب، فضلاً عن توفير الإمارة مراكز تسوق كثيرة وشهيرة تتفاوت في أسعارها والعلامات التي تقدمها وتناسب الجميع وفق الميزانية التي يرصدونها للإنفاق كل على حدة».

وذكر أن «هذه الشريحة من السياح تهوى رحلات السفاري والليالي العربية في الصحراء إلى جانب المطاعم الشعبية والأسواق القديمة والمتاحف في دبي، والأنشطة المتعلقة بركوب الجمال وسباقات الخيل، إذ يحرصون على إدراج هذه النشاطات بشكل مكثف في برامجهم السياحية، فإلى جانب الترفيه ومتعة السفر إلى دبي يحاولون أن يتعرفوا بشكل أدق إلى الإمارة والدولة ككل، للاطلاع على أبرز ملامحها والتعرف إليها عن قرب».

وأوضح أن «متوسط إقامة السائح الأوروبي بغرض الترفيه يراوح بين أسبوع و10 أيام مقابل متوسط إقامة بين ثلاثة وخمسة أيام للنزلاء بغرض الأعمال، إذ يزور جزء كبير منهم الإمارة بقصد سياحة الأعمال، فيحضرون المؤتمرات والمعارض التي تشهدها الإمارة سنويا»، لافتاً إلى أن «السياح الأوروبيين يهتمون بالأمور المادية، ولا يستسهلون مثل السياح العرب أو غيرهم من الفئات الأخرى، في مسائل الإنفاق قبل التفكير فيها بجدية، فهم يحرصون على اتباع برامجهم السياحية والالتزام بها، إلى جانب حرصهم على الدقة في المواعيد».

وبين أن «السياح ينزلون في مختلف فئات المنشآت الفندقية كل حسب رغبته، معظمهم بالفنادق فئة أربع نجوم وأعلى، إلى جانب الفنادق الشاطئية، فهم يهوون الرياضات البحرية»، لافتاً إلى أن «كثرة الفنادق التي توفر الأكل البحري والنباتي، وكل أصناف الأطعمة العربية والغربية والآسيوية، تعطي دبي ميزة رئيسة في توفيرها منتجا سياحيا عالميا، يناسب الجميع».

دول منطقة آسيا

إلى ذلك، قال رئيس شركة «العابدي القابضة»، للسياحة والسفر، وكيل خطوط طيران «تشاينا إيسرتن إيرلاينز» الصينية في الإمارات، سعيد العابدي، «هناك سمات عامة وعوامل محددة تجذب السياح من مختلف بلدان العالم، مثل البنى التحتية والمعالم السياحية والمرافق الخدمية، لكن دبي باتت تقدم في الآونة الأخيرة خدمات متكاملة ونوعية للسياح، فكل سائح من أي بقعة في العالم يجد في دبي جزءاً من بيئته المحلية، من خلال الفنادق التي تحاكي مختلف الثـقافات العالمـية في أساليب ونمط الضيافة وطبيعة الأطعمة التي يقدمونها».

وأشار إلى أن «السائح الصيني يجد في دبي من يتحدثون باللغة الصينية، بدءاً من مطار دبي الدولي وحتى في الفنادق ومراكز التسوق والمطاعم المنتشرة في الإمارة، وهذه عوامل مهمة بالنسبة لهم، إلى جانب ان أسعار الخدمات السياحية في دبي تشجعهم على السفر إليها، وجزء كبير من هذه العوامل تنطبق أيضاً على السياح من الهند وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة وماليزيا وباكستان»، لافتاً إلى أن «السائح الآسيوي، بشكل عام، تجاري يهوى التبضع والتسوق».

وبين أن «متوسط إقامة السائح الآسيوي في دبي يتجاوز سبعة أيام، في حين يتميز السائح الصيني تحديداً، على العكس من الشرائح الاخرى في المنطقة الآسيوية، بمعدلات الإنفاق والإقامة المرتفعة في دبي، إذ يقبلون على شراء السلع الفاخرة في مراكز التسوق بكثرة، فضلاً عن أن معدلات توافدهم إلى دبي في ارتفاع كبير»، لافتاً إلى أن «السوق الصينية تعيش حالياً عصرها الذهبي، وهناك اهتمام كبير، خلال السنوات الأخيرة، بالسياح الوافدين منها، لأنها سوق عملاقة فيها الكثير من الفرص الواعدة».

يشار إلى أن الإمارات استقبلت العام الماضي نحو 300 ألف سائح صيني، أنفقوا 334 مليون دولار، وفقاً لدراسة أصدرتها شركة «ماستركارد»، ما يضع السياح الصينيين على قمة الفئات السياحية الأعلى إنفاقاً، كما أظهرت الدراسة أن معدل إنفاق السائح الصيني بلغ نحو 4000 درهم للسائح الواحد، مقارنة بـ3700 درهم للسائح البريطاني، و3900 درهم للسائح الكويتي.

السوق الأميركية

من جانبه، أفاد نائب المدير التنفيذي في فندق «رمادا داون تاون دبي»، وائل الباهي، بأن «سياح القارة الأميركية بشكل عام يزورون دبي بقصد الترفيه، والتعرف إلى الإمارة التي استطاعت أن تسوق نفسها في بقاع العالم كلها»، لافتاً إلى أن «رحلاتهم عادة تكون طويلة لمدة تصل إلى 15 ساعة لذلك يقضون ليالي فندقية عدة في الإمارة، في حين أن بعضهم ينزلون في فنادق دبي كسياح (ترانزيت) ليومين أو أكثر، عندما يكونون في طريقهم إلى وجهات أخرى بقصد الأعمال».

وأضاف أن «معظم هذه الشريحة تزور الإمارة بقصد الأعمال، وعقد الصفقات في ظل عدد كبير من الشركات الأميركية العاملة في دبي»، مشيراً إلى أن «السياح الأميركيين عموماً سواء بقصد الترفيه أو الأعمال يهوون البرامج السياحية النشطة والمملوءة بالمغامرات واكتشاف دبي، والتقرب أكثر من هذا المزيج الـثقافي، الـذي يجـمع بين عدد كبير من الجنسيات إلى جانب سياحة التسوق التي تأخذ جزءاً ملحوظاً من اهتماماتهم».

وبين أن «هناك العديد من الخيارات المتاحة في دبي بالنسبة للسياحة والضيافة وفق حاجات كل فئة، فهناك الفنادق الإسلامية، والمتوسطة والصغيرة، إلى جانب الفنادق الفخمة، حتى أن شركات الطيران وفرت خيارات سفر متوسطة الكلفة من خلال شركات الطيران الاقتصادي، إلى جانب المطاعم التي تقدم أطعمة من مختلف الثقافات».

وذكر أن «السوق الأميركية بدأت تشهد تدفقاً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً مع توسع شركات الطيران الإماراتية هناك، وتوافر خطوط طيران مباشرة بين مدن عدة في أميركا الشمالية والجنوبية، إذ تسير (طيران الإمارات) رحلات مباشرة بين دبي ومدن عدة في القارتين الأميركيتين مثل، تورونتو، سياتل، نيويورك، سان فرانسيسكو، دالاس، هيوستن، لوس أنجلوس، ريودي جانيرو، ساو باولو، وبيونس آيرس، وستضيف العاصمة الأميركية واشنطن في وقت لاحق من العام».

تويتر