الزلزال أضر بسلاسل التوريد وأثر في مصانع وخطوط الإنتاج

صناعة السيارات اليابانية تتباطأ مع غياب قطع الغيار

مجموعة من سيارات «تويوتا» كانت معدة للتصدير قبل أن يأتي عليها الزلزال بالكامل. أ.ب

اضطرت شركات صناعة السيارات اليابانية إلى إبطاء إنتاجها بشكل كبير في العالم بأسره في أزمة غير مسبوقة قد تستمر أشهراً عدة إضافية، عائدة إلى تعرض مزوديها لأضرار جراء زلزال 11 مارس الماضي.

وبعد الزلزال، أصبحت الكثير من المشاغل في شمال شرق اليابان غير قادرة على تلبية احتياجات زبائنها بسبب الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها بسبب الزلزال العنيف الذي بلغت قوته تسع درجات، والتسونامي المدمر الذي تلاه.

انخفاض عدد الزوار الأجانب إلى اليابان 50٪ الشهر الماضي

قالت منظمة السياحة الوطنية اليابانية، أمس، إن عدد المسافرين الزائرين لليابان انخفض بشدة في مارس الماضي في أعقاب الزلزال المدمر، وأمواج تسونامي، والأزمة النووية الحالية. وأضافت أن عدد الأجانب القادمين للبلاد انخفض بنسبة 50.3٪ عن العام السابق ليصل إلى 352.8 ألف شخص في مارس الماضي.

وانخفض عدد الزوار من كوريا الجنوبية أكبر سوق لليابان بنسبة 47.4٪ ليصل إلى 89.1 ألف زائر، بينما انخفض عدد الزوار من الصين ثاني أكبر سوق لليابان بنسبة 49.3٪ ليصل إلى 62.5 ألف زائر، وفقاً للوكالة. وقالت وكالة الشرطة الوطنية إن كارثة 11 مارس الماضي أدت إلى مقتل نحو 13.4 ألف شخص وإدراج 15.1 ألف شخص تقريباً في عداد المفقودين.

يشار إلى أن 8.61 ملايين شخص زاروا اليابان عام .2010 طوكيو ــ د.ب.أ

والشركات التي لم تتعرض لأضرار، والواقعة قرب المناطق المنكوبة أو في أماكن أخرى في اليابان، تواجه صعوبات في نقل منتجاتها بسبب مشكلات لوجستية وبلبلة في وسائل النقل وانقطاع التيار الكهربائي منذ وقوع الكارثة.

فإنجاز سيارة عملية معقدة تحتاج من 20 إلى 30 ألف قطعة مختلفة، وغياب واحدة منها قد يعرقل العملية برمتها.

وقال الناطق باسم شركة «تويوتا»، بول نولاسكو: «لدينا مشكلات في الحصول على القطع الإلكترونية والقطع المطاطية والبلاستيكية».

وشغلت «تويوتا» جزئياً في اليابان سلاسل الإنتاج التي ستعمل بنسبة 50٪ من طاقتها من 18 إلى 27 أبريل قبل أسبوع العطلة التقليدي مطلع مايو المقبل، أما بعد ذلك فستغرق الشركة في المجهول.

وأضاف نولاسكو: «لم نحدد بعد خططنا الإنتاجية لمرحلة ما بعد ذلك بأسبوع»، المعروف باسم «الأسبوع الذهبي».

وتواجه أكبر شركة مصنعة للسيارات في العالم صعوبة في تزويد مواقعها لتجميع السيارات في العالم بقطع الغيار التي تحتاج إليها، وهي مضطرة إلى تجميد إنتاجها لمدة أسبوع تقريباً في أميركا الشمالية وأوروبا بحلول مطلع مايو المقبل.

وتقدر «تويوتا» عدد القطع التي تحتاج إليها لاستعادة نشاطها الطبيعي بنحو 150 قطعة. وتعاني الشركات اليابانية الرئيسة المنافسة لها المشكلات نفسها.

فقد استأنفت «نيسان» للتو العمل في مصانعها في اليابان، وهي تعمل بنصف طاقتها، كما أنها مضطرة كذلك إلى وقف العمل أياماً عدة في مصانعها في بريطانيا وأميركا والمكسيك.

أما «هوندا»، فاستأنفت نشاطها قبل ذلك بقليل، لكن بوتيرة بطيئة في اليابان، إلا أنها مرغمة على إبطاء إنتاجها في أوروبا والقارة الأميركية وآسيا.

وتفيد وسائل الإعلام المتخصصة بأن نحو 600 ألف سيارة لم تتمكن من الخروج من سلاسل الإنتاج في كل الشركات اليابانية منذ الزلزال.

ويفيد مصرف «جاي بي مورغان» بأن إنتاج السيارات في الأرخبيل سيتراجع بنسبة 14٪ هذه السنة إلى 7.75 ملايين سيارة. ويشدد المحلل في قطاع صناعة السيارات، تاتسويا ميزونو، على أن «الكثير من المزودين مقرهم في مناطق مياغ وايواتي وفوكوشيما من مقاطعة توهوكو (شمال شرق البلاد)، والأضرار التي تعرضوا لها تجعل من غير المرجح أن يستأنفوا نشاطهم سريعاً».

وتتعامل «نيسان» مثلاً مع 300 شركة في تلك المناطق، من بينها 40 تعرضت لأضرار جسيمة خلال الكارثة.

وشركات صناعة السيارات بحاجة إلى قطع بسرعة لأنه عادة لا يكون لديها مخزون لأكثر من شهر.

ويحذر ميزونو من أن «تجميع السيارات في اليابان سيبقى يعاني مشكلات على مدى أشهر، أو حتى سنة»، فعملية تصميم مكون واختباره وإنتاجه طويلة وحساسة، الأمر الذي يجعل من الصعب جداً على الشركات الاستعانة بين ليلة وضحاها بمزودين جدد.

والمشكلة لا تقتصر على المجموعات اليابانية، فالشركات الأميركية ستعاني أيضاً صعوبات، منها شركة «رينيساس» لإنتاج شبه الموصلات، التي تسيطر على 50٪ من السوق العالمية للأنظمة الإلكترونية للتحكم بالفرامل والمحركات.

فالمصانع اليابانية المزود الاستراتيجي لهذه القطع لن تعيد فتح أبوابها إلا في الأيام المقبلة، وسيبقى إنتاجها بطيئاً على مدى أسابيع عدة.

تويتر