تعتزم تغيير النواة البرمجية الرئيسة للمتصفّح

«مايكروسوفت» تتجّه إلى إلغاء «إيدج»

«مايكروسوفت» قررت استخدام النواة البرمجية الأساسية لمتصفح «كروم». غيتي

اتّخذت شركة «مايكروسوفت» الأميركية، أخيراً، خطوتين مهمتين مفاجئتين، الأولى هي التوجه نحو تغيير النواة البرمجية الرئيسة التي يعمل بها متصفحها «إيدج»، لتصبح هي نواة «كروميوم» التي أنتجتها مواطنتها شركة «غوغل» وتستخدمها مع متصفحها الشهير «كروم»، وذلك كتمهيد لإلغاء «إيدج» في نهاية المطاف، فيما تمثلت الخطوة الثانية بقرارها طرح نسخ مفتوحة المصدر من ثلاثة منتجات رئيسة تعمل مع نظم تشغيل «ويندوز».

وكشف موقع «ذا فيرج» theverge.com المتخصص في التقنية، تفاصيل الخطوة الخاصة بإلغاء متصفح «إيدج»، والتوجه نحو متصفح جديد يُبنى على نواة «كروميوم»، أما الخطوة الخاصة بطرح المنتجات الرئيسة الثلاثة في صورة مفتوحة المصدر، فجاء الإعلان عنها عبر المدونة الرسمية لـ«ويندوز» blogs.windows.com.

إلغاء «إيدج»

بحسب المعلومات التي أوردها موقع «ذا فيرج»، فإن «مايكروسوفت» بدأت إجراءات إنهاء متصفح «إيدج» الذي يأتي مدمجاً مع نظام تشغيل «ويندوز 10»، وإعادة بنائه في صورة جديدة تماماً ومختلفة عمّا هو عليه الآن، لأنها ستعتمد على تقنية أخرى لتصفّح الـ«ويب»، هي تقنية «كروميوم» التي تنتجها «غوغل».

ويتمثل الدافع الرئيس وراء قرار «مايكروسوفت» في النتائج البائسة التي حققها متصفح «إيدج» مقابل «كروم» و«فايرفوكس» وغيرهما من متصفحات، والتي تؤكد أن «إيدج» الذي جرى تقديمه للمرة الأولى في عام 2015، لم يستطع حتى الآن أن يكون بديلاً كاملاً لمتصفح «إنترنت إكسبلورر» القديم، أو يحل محله، كما أنه لم يستطع أن ينافس بقوة أمام «كروم» و«فايرفوكس»، وغيرهما.

نجاحات «كروم»

وبحسب المحللين، فإن متصفح «غوغل كروم» الذي أطلق للمرة الأولى عام 2008، أصبح نوعاً من الصداع المؤلم لـ«مايكروسوفت» داخلياً وخارجياً، نظراً لتحقيقه نجاحات متوالية، حتى أصبح المهيمن الأول على سوق المتصفحات. وحينما حاولت «مايكروسوفت» الالتفاف حول «كروم» بطرح متصفح «إيدج»، وإلحاقه مع نظام تشغيل «ويندوز»، ثم جعله يأتي مندمجاً مع «ويندوز 10»، لم تفلح في هذه الخطوة، وواصل «كروم» تقدمه، جاعلاً من «إنترنت إكسبلورر» عجوزاً غير قادر على المنافسة، و«إيدج» مولوداً كسيحاً غير قادر على المضي في السباق.

لم تكن شراسة «كروم» هي مشكلة «إيدج» الوحيدة، بل كانت هناك مشكلات متعلقة بـ«إيدج» نفسه، منها أنه لا يعمل بصورة صحيحة مع بعض المواقع والتطبيقات التي صممت بالأساس للعمل مع نواة «كروميوم» البرمجية، ما أثار إحباط وحفيظة نسبة كثيرة ممّن أقدموا على استخدامه.

وفي نهاية المطاف لم يكن أمام «مايكروسوفت» سوى أن تقبل بالسير تحت جناح أو في ظلال «كروم»، على حد قول موقع «ذا فيرج»، فقررت التوجه نحو استخدام النواة البرمجية الأساسية لـ«كروم»، والتخلي عن النواة البرمجية الاساسية لـ«إيدج».

وفي الأغلب، ستقود هذه الخطوة إلى فتح متجر تطبيقات «ويندوز» أمام «غوغل كروم»، وإلغاء الشرط الحالي الخاص بأن تكون جميع المتصفحات الموضوعة على متجر تطبيقات «ويندوز» عاملة بالنواة البرمجية الأساسية لـ«إيدج»، ومن ثم سيصبح من السهل على المستخدمين تنزيل «غوغل كروم» من متجر «ويندوز»، جنباً إلى جنب مع نسخة «إيدج» الجديدة التي ستحمل في الغالب اسماً مختلفاً.

متصفّح جديد

تشير التسريبات الخاصة بهذه الخطوة إلى أن «مايكروسوفت» ماضية على الأغلب في بناء برنامج تصفّح جديد، يعيد تدوير اسم «إيدج»، وربما يلغيه كلياً، لكن المنتج المتوقع سيعتمد على الكثير مما هو موجود في واجهة «إيدج» التي تتصف بأنها واجهة نقية تحقق أداءً قوياً جداً.

وبعبارة أخرى، فإن «مايكروسوفت» تستهدف الجمع بين مزايا واجهة «إيدج»، وقوة ومزايا نواة «كروم»، ليخرج في النهاية متصفحاً بـ«وجه إيدج» و«قلب كروم».

منتجات مفتوحة المصدر

تندرج الخطوة الثانية، الخاصة بفتح منتجات «ويندوز» لعروض المؤسسات «دبليو بي إف»، ونماذج «ويندوز» و«واجهات ويندوز»، ضمن التوجه العام الذي قررت «مايكروسوفت» المضي فيه منذ مجيء رئيسها التنفيذي الحالي، ساتيا ناديلا، والخاص بالانفتاح الواسع على مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر.

ووفقاً لما ورد على مدونة نظام تشغيل «ويندوز»، فإن الشركة وضعت كل المكونات أو المنتجات الثلاثة في صورة مفتوحة المصدر على موقع «جيت هب»، ووصفت المكونات الثلاثة بأنها إطارات العمل الأكثر شيوعاً داخل بيئة «ويندوز».

«ويندوز لايت»

يمكن للمتصفّح الجديد أن يلعب دوراً في نسخة «ويندوز» التي تطلق عليها «مايكروسوفت» اسم «ويندوز لايت»، وهو إصدار من «ويندوز» سيكون أكبر قليلاً من كونه متصفح «ويب»، ويقترب من نظام تشغيل «غوغل كروم»، وتخطّط «مايكروسوفت» لاستخدامه في منافسة «غوغل» بسوق التعليم والمدارس والفصول الدراسية.

تويتر