«أبل» بررت قرارها بنجاح استراتيجية «الأسعار المرتفعة والوحدات المبيعة الأقل من الهاتف». من المصدر

«أبل» تقرر عدم الكشف عن أرقام مبيعات «آي فون» اعتباراً من 2019

قررت شركة «أبل» الأميركية التوقف عن إعلان الأرقام الخاصة بعدد الوحدات المبيعة من هواتف «آي فون»، ضمن بياناتها المالية اعتباراً من العام المقبل، مؤكدة أن الأرقام التي ستعلن نهاية ديسمبر المقبل بهذا الخصوص ستكون الأخيرة من نوعها، وستقتصر على الأرقام الخاصة بالعائدات وحجم الأموال المحققة من البيع فقط.

جاء ذلك خلال الجلسة الأخير للكشف عن البيانات المالية للشركة وتوزيع الأرباح، حيث أحدث إعلان المدير التنفيذي للشركة، تيم كوك، والمدير المالي، لوكا مايستري، صدمة لدى المحللين الماليين المشاركين في الجلسة، الذين اعتبروه بداية لنهاية «آي فون»، كما أربك المستثمرين وحملة الأسهم والمضاربين في أسواق المال.

القيمة الإجمالية

وأوضح كوك للمحللين الماليين خلال الجلسة أن «القاعدة المركبة لـ(أبل) تنمو بمعدل مزدوج، بسبب تنوع المنتجات، وهذا يشبه إلى حد ما إذا ذهبت للتسوق واخترت الكثير من السلع ووضعتها في عربة التسوق، وهنا لا يكون المهم عدد الوحدات من كل سلعة، وإنما القيمة الإجمالية لما وضعته في العربة، وهذا ما ستفعله (أبل)، حيث ستقدم القيمة الإجمالية للمبيعات من المنتجات المتنوعة، بغض النظر عن عدد الوحدات المبيعة».

وأكد أنه بدءاً من العام المقبل، لن تعلن الشركة الأرقام الخاصة بعدد الوحدات المبيعة من هواتف «آي فون» ضمن بياناتها المالية.

القوة الأساسية

بدوره، قال مايستري، إن «الشركة لن تقدم بعد الآن بيانات مبيعات الوحدات لأجهزة (آي فون) و(آي باد) و(ماكنتوش)، حيث ستكون الأرقام التي ستعلن نهاية ديسمبر المقبل بهذا الخصوص الأخيرة من نوعها»، مضيفاً: «كما ذكرنا مرات عديدة، فإن هدفنا هو تقديم منتجات وخدمات تثري حياة المستخدمين، وتوفير تجربة عملاء لا نظير لها، حتى يشعر مستخدمونا بالرضاء والولاء والمشاركة، ونحن نحقق هذه الأهداف، ويتبع ذلك تحقيق نتائج مالية قوية».

وبيّن أن «محفظة (أبل) تغطي نطاقاً عريضاً بشكل استثنائي من 449 دولاراً إلى 1449 دولاراً، لذا فإن التركيز على الوحدات لا يُظهر الصورة بالكامل، وما يحدث أن (أبل) قادرة على تحقيق نمو في الإيرادات مع الحفاظ على المبيعات نفسها عن طريق بيع أجهزة (آي فون) أكثر كلفة».

وأشار مايستري إلى أن «عدد الوحدات المبيعة في أي فترة تمتد إلى 90 يوماً أو ربع عام، لا يمثل بالضرورة القوة الأساسية لأعمال الشركة، وعلاوة على ذلك، فإن وحدة البيع أصبحت أقل أهمية بالنسبة لنا اليوم مما كانت عليه في الماضي، نظراً لاتساع نطاق محفظتنا، وتشتت أسعار البيع في أي خط إنتاج، وهذا الوضع يجعلنا نوقف الهوس حول عدد الوحدات المبيعة، ونركز على مقدار المال الذي نقوم بتحقيقه».

«قناع مميت»

من جهتهم، قابل محللون إعلان «أبل»، بالرفض، ووصفه المحلل في شركة «سيتي جروب» للأبحاث، جيم سوفا، بأنه «قناع مميت» يقدمه قادة «أبل» للتغطية على المشكلة الأهم، وهي تراجع المبيعات وتباطؤها مع الوقت. وحسب قوله، فإن التراجع عن عدم إعطاء بيانات حول عدد مبيعات وحدات «آي فون» يعني أن «آي فون» ككل ينتقل إلى الحالة السلبية على مدار العام. وأضاف أنه «إذا كانت (أبل) تشعر بالقلق من أن جهاز (آي فون) يدخل في حالة انحدار، فإن قرار عدم الكشف عن عدد الوحدات المبيعة لا يساعد على تجنب أرقام المبيعات السلبية».

واتفق محلل التقنية في مؤسسة «بي تي آي جي» للأبحاث، والت فسيك، مع ما ذهب إليه سوفا، معتبراً أن القرار لا يعكس نظرة جيدة من «أبل»، لأن الشركة تحاول إخفاء المعلومات التي كانت في الماضي مهمة لتقييم قوة الشركة، ولذلك فالقرار يعد مؤشراً على أن نمو «آي فون» قد انتهى، وأن نموه مستقبلاً سيكون سلبياً.

تراجع الأسهم

إلى ذلك، أحدث إعلان «أبل» إرباكاً لدى المساهمين وحملة أسهم «أبل» والمضاربين في البورصات، حيث انخفضت قيمة «سهم أبل» بنحو 4% عقب الإعلان عن القرار مباشرة نهاية الأسبوع الماضي، ثم توالى الانخفاض ليصل إلى 7% في الأيام اللاحقة.

انتقادات

لم يتوقف النقد الموجه إلى قرار شركة «أبل» عدم الإعلان عن أرقام مبيعات هاتف «آي فون»، عند المحللين وحملة الأسهم فقط، بل امتد ليشمل بعض قادة التقنية المرموقين، وأبرزهم الرئيس التنفيذي لشركتي «تسلا» و«سبيس إكس»، إيلون موسك، الذي قال إن «الإبداع لدى (أبل) لم يعد (يفجر العقول) ويلهمها، بل يبدو أنه يخبو»، مضيفاً: «ليس هناك العديد من المنتجات التي يمكنك شراؤها، والتي تجعلك أكثر سعادة حقاً، حيث هكذا فعلت (أبل) ذلك فترة طويلة».

الأكثر مشاركة