تعرف إلى حقيقة عدم إصابة أجهزة «أبل» بالفيروسات

يعتقد الكثيرون بأن أجهزة "أبل" في مأمن من الفيروسات وهجمات القراصنة بفضل أنظمة تشغيلها المتطورة. فما مدى صحة هذا الاعتقاد؟
 
في السابق، كانت أجهزة "ماك" تمتاز بمستوى الأمان الفائق، وعدم تعرضها لهجمات القرصنة الإلكترونية، على العكس من حواسيب "مايكروسوفت ويندوز"، التي كانت عرضة للاختراق بواسطة الفيروسات وبرامج التروجان، إلا أنه مع الزيادة الكبيرة في أعداد الرسائل الإلكترونية المزيفة، التي تتضمن برامج ضارة وأكواداً خبيثة، فإن أسطورة أجهزة "ماك" وهواتف "آي فون" أصبحت على المحك.
 
ويعتمد نظام الأمان بنظامي التشغيل "ماك أو إس" و"آي أو إس" على مبدأ بسيط للغاية، يتمثل في وجود نظام مغلق تقوم الشركة الأميركية بتحديد نوعية البرامج والـ"هاردوير" المستخدمة.
 
وعلى الجانب الآخر، يعتمد نظام "مايكروسوفت ويندوز" ونظام "غوغل أندرويد" على نهج مفتوح؛ حيث يمكن لأي شخص تهيئة هذه الأنظمة بنفسه أو تطوير البرامج الخاصة بها ونشرها، وهذا يعني المزيد من الحرية في التعامل مع أنظمة التشغيل، وأيضاً المزيد من المخاطر، التي تتعرض لها.
 
 فبينما يقوم نظام "ويندوز" بالإبقاء على البوابات مفتوحة بعض الشيء، وهو ما يسمح للتهديدات بالدخول إلى بنية نظام التشغيل، نجد أن شركة "أبل" تشيد الأسوار العالية لحماية المستخدم ونظام التشغيل الخاص بها.
 
ومع ذلك، فإن هذه الجدران قد تظهر بها فجوات تسمح بتسريب الفيروسات والبرمجيات الخبيثة، على غرار ما حدث في عام 2017 عندما تم اكتشاف ثغرة أمنية خطيرة في نظام التشغيل "ماك أو إس" (High Sierra)، التي أتاحت لأي شخص إمكانية الوصول إلى حقوق مدير النظام، حتى من دون معرفة البرمجة أو استعمال أية برامج خاصة.
 
وإلى جانب ميزة الأمان في النظام المغلق، فقد كان مستخدمو أجهزة "ماك" يعولون في السابق على أن القراصنة يهتمون بحواسيب "ويندوز" أكثر من أجهزة "ماك".
وأوضح كاي شفيركه، من مجلة "ماك آند آي" الألمانية المتخصصة، قائلاً: "دائماً ما كانت أجهزة (ماك) عرضة لهجمات القرصنة الإلكترونية، إلا أن حواسيب (ويندوز) كانت بمثابة الهدف الأكبر والأسهل".
 
ويرتبط ذلك بحقيقة أن حواسيب "ويندوز" تنتشر على نطاق أوسع من أجهزة "ماك"، وهو ما يعني ارتفاع أعداد الضحايا المحتملين لهجمات القرصنة الإلكترونية، لكن مع انتشار أجهزة "ماك" في السنوات الأخيرة، فقد انصب اهتمام القراصنة على هذه الأجهزة أيضاً.
 
وأضاف شفيركه: "نلاحظ تزايد الهجمات، التي تستهدف أجهزة الماك خصيصاً في الآونة الأخيرة".

ووفقاً لخبراء الأمان، فإن أنظمة الأمان المتكاملة بنظام "ماك أو إس" لا تعمل بصورة جيدة مع برامج الإعلانات، والتي لا يقتصر عملها على عرض الإعلانات فقط، بل قد تقوم في أغلب الأحيان بنقل بيانات المستخدم دون أن يلاحظ ذلك، فضلاً عن أنها قد تكون بوابة لهجمات القرصنة الإلكترونية.
 
وإضافة إلى أنه لا يجوز للمستخدم أن يثق ثقة عمياء بنظام تشغيل الأجهزة الجوالة "آي أو إس"، أشار كاي شفيركه إلى أن التطبيقات المتوافرة في متجر التطبيقات، التي تقوم الشركة الأميركية بفحصها، قد تشتمل على فيروسات وأكواد خبيثة.
 
وقال الخبير الألماني: "مع وجود ملايين من أسطر التعليمات، التي يجب فحصها بواسطة شركة "أبل" في متجر التطبيقات، فإن من غير المستبعد وجود أكواد ضارة لا تتم ملاحظتها أثناء عملية الفحص".
 
وينصح كاي شفيركه المستخدم بضرورة أن يولي اهتماماً كبيراً لأذونات التطبيق، فمثلا لا يحتاج تطبيق وصفات الطهي بأي حال من الأحوال الوصول إلى دليل العناوين أو الميكروفون.
 
ومع ذلك يظل الخطر الأكبر هو أسطورة شركة "أبل" نفسها؛ حيث دائماً ما يعتقد المستخدم بأن أنظمة تشغيل الشركة الأميركية غير معرضة للتهديد بسبب الفيروسات والأكواد الخبيثة، وبالتالي فإنه يتعامل معها بإهمال. وحذر ديفيد بوته، من معهد أمان الإنترنت قائلاً: "على غرار الشركات الأخرى، فإن الأشخاص هم أكبر ثغرة أمنية في شركة (أبل)".

الأكثر مشاركة