التوقعات تشير إلى نمو مبيعات الساعات الذكية أكثر من غيرها من الأجهزة القابلة للارتداء. من المصدر

«آي دي سي»: 11.6% نمواً متوقعاً في مبيعات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء بحلول 2022

أظهر تقرير حديث، تراجع مبيعات الأجهزة الذكية القابلة للارتداء منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، بصورة لافتة، تختلف عما شهدته خلال السنوات الماضية، متوقعاً انخفاض مبيعات تلك الأجهزة بنسبة 6.2% بنهاية عام 2018. لكن التقرير الفصلي لمؤشر «تعقب الشحن والمبيعات» الذي تصدره مؤسسة «آي دي سي» العالمية المتخصصة في بحوث واستشارات سوق تقنية المعلومات، أشار إلى أن هذا التراجع لا يمثل تباطؤًا طويل الأجل في المبيعات، بل مجرد مرحلة انتقالية سرعان ما ستنتهي، لتعاود الأجهزة القابلة للارتداء النمو مرة أخرى، وتدخل دورة جديدة من الانتعاش في المبيعات خلال السنوات المقبلة وسط توقعات أن تحقق نمواً سنوياً متصاعداً يقدر بنحو 11.6% بحلول عام 2022 مع مبيعات تصل إلى 190.4 مليون وحدة.

أداء ضعيف

وذكر تقرير «آي دي سي» أن هذه هي المرة الأولى منذ سنوات عدة التي تصل فيها نسبة المبيعات في سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء (الساعات الذكية، أساور المعصم الذكية، السماعات، النظارات الذكية، وغيرها)، إلى أقل من 10% بنهاية العام الجاري، مرجعاً السبب الرئيس في ذلك إلى الأداء الضعيف المستمر للأجهزة الأساسية القابلة للارتداء التي لا تقوم بتشغيل أي برمجيات لأي طرف ثالث، بل تشغل برمجيات الشركات المصنعة لها فقط.

غير أن التقرير، أفاد بأنه مع دخول الأجيال الجديدة من منتجات شركة «فيت بيت» والجيل الرابع من ساعات «أبل» الذكية، ونظام التشغيل «وير أو إس»، يتوقع حدوث المزيد من التحسن والتعزيزات في السوق، حيث ستجتذب ساعة «أبل» مرضى القلب والعديد من الراغبين في مراقبة حالتهم الصحية والبدينة، بعد حصولها على موافقات من السلطات الصحية المختصة مثل هيئة الغذاء والدواء الأميركية، كما أن نظام التشغيل «ووتش 5» سيوفر فرصة كبيرة نحو تحديث وترقية الإصدارات الأقدم، وينعش مبيعاتها.

وتوقع التقرير أن يظل حجم انتاج ومبيعات أساور المعصم ثابتاً بصفة عامة، على الرغم من خروج العديد من المنتجين والبائعين خلال الأشهر الأخيرة من السوق، لأن ما تبقى بالأسواق هو أفضل الأجهزة التي تقدم وظائف تتجاوز مسألة عد الخطوات وإظهار بعض البيانات الأساسية، وتتجه لأن تكون «رفيقاً حقيقياً» في مسائل الصحة واللياقة البدنية، جنباً إلى جنب مع الأسعار الأقل كثيراً مقارنة بالساعات الذكية، ولذلك ستستمر أساور المعصم في لعب دور مهم في سوق الأجهزة القابلة للارتداء.

مرحلة انتقالية

وقال مدير الفريق البحثي المسؤول عن تتبع مبيعات الأجهزة القابلة للارتداء في «آي دي سي»، رامون تي لاماس، إن «ما يحدث في سوق هذه الأجهزة عالمياً، وليس مؤشراً إلى أن هذه السوق دخلت في مرحلة تباطؤ طويلة الأجل، وإنما مؤشر إلى أنها تمر بمرحلة انتقالية، حيث ينتقل المنتجون والبائعون ببطء من الجيل الأول إلى الجيل الثاني من هذه الأجهزة، وما يرتبط بها من خبرات ومهارات، ويعملون على بناء بيئة عمل أو (نظام بيئي عام) يتضمن العديد من الشركاء والتطبيقات والأجهزة والمستهلكين، يقوم على تجارب وخبرات محسنة وجديدة، تتجاوز حدود الخطوات السابقة».

وتوقع لاماس أن «تكتمل هذه الدورة الانتقالية تدريجياً خلال العام المقبل وما بعده لتصل الى مرحلة معقولة من النضج بحلول عام 2022»، مشيراً إلى أنه «وقتها ستلعب هذه الأجهزة دوراً بارزاً في التواصل، والرعاية الصحية الرقمية، وخدمة إنترنت الأشياء وإنتاجية المؤسسات، وغيرها من المجالات التي ستجعل الأجهزة القابلة للارتداء أمراً جذاباً وضرورياً».

وأضاف أنه «ستظل هناك شهية قابلة للتوسع والاستمرار نحو شراء واستخدام الأجهزة الأساسية القابلة للارتداء، وستستمر أساور المعصم في لعب دور مهم بهذه السوق، لكونها، تقدم حلولاً أبسط وأقل كلفة من نظيراتها من الساعات الذكية».

الجيل التالي

من جهته، قال الباحث في مؤشر الأجهزة المتنقلة في «آي دي سي»، جيتش أوبراني: إن «التحول من الأجهزة الأساسية الابتدائية القابلة للارتداء الى الجيل التالي الأكثر ذكاء، على غرار ما يحدث في الساعات الذكية أمر جيد للغاية، يتوقع معه تنوع أكبر بكثير في مجالات التصميم والوظائف والمزايا، بل والعلامات التجارية الجديدة».

وأضاف أن «الأهم من ذلك التحسن المستمر في مستويات الأسعار التي تميل للانخفاض»، موضحاً أنه «مثلاً كانت ساعة (فيرسا) واحدة من أوائل الساعات الذكية بالأسواق، وهي من إنتاج شركة (فيت بيت)، وطرحتها باعتبارها منتجاً شاملاً للسوق بشرائحه العريضة، لكونها دون الـ200 دولار، وخلال ستة إلى 12 شهراً، ظهرت بها المزيد من الخيارات في ما يتعلق بالسعر، وانخفضت عن 200 دولار».

وأضاف أوبراني أنه «بصرف النظر عن الساعات الذكية، نتوقع أيضاً أن تنمو منتجات جديدة قابلة للارتداء مثل العلامات التجارية المخصصة للأطفال، والعلامات التجارية المخصصة للموضة والأزياء الرياضية»، لافتاً إلى أن «الأجهزة القابلة للارتداء المخصصة للأطفال، أصبحت ظاهرة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبدأت الظهور والانتشار كذلك في أوروبا وأميركا اللاتينية مع متابعة سوق أميركا الشمالية». وتوقع أن «يقدم الجيل الرابع من ساعات (أبل) الذكية زخماً خاصاً في موسم العطلات، ويحقق المزيد من الانتشار خلال عام 2019».

السماعات

توقع تقرير «آي دي سي»، أن تنمو مبيعات سماعات الأذن، لتصبح الأكثر نمواً بين الأجهزة القابلة للارتداء عموماً، مرجعاً ذلك إلى أنها تتجه لتقديم خصائص وميزات تتجاوز مجرد توصيل الصوت، مشيراً إلى أن تلك السماعات تطورت مهامها لتشمل تتبع اللياقة البدنية والتدريب والترجمة اللغوية في الوقت الحقيقي «لحظياً»، حيث أصبحت «مساعداً رقمياً ذكياً دقيقاً» في الأذن.

الأكثر مشاركة