حققت نتائج إيجابية في مكافحة الغازات الدفيئة و«عمالة الأطفال» وإعادة تدوير النفايات الخطرة

«غرين بيس»: 5 شركات تقنية.. الأكثر صداقة للبيئة في 2018

«أبل» شغّلت مراكز البيانات الضخمة بالطاقة المتجددة بنسبة 100%. أرشيفية

تصدرت شركات «أبل»، و«إتش بي»، و«ديل»، و«مايكروسوفت» الأميركية، و«لينوفو» الصينية، قائمة شركات التقنية الخضراء الأكثر صداقة للبيئة في تقرير عام 2018 لمنظمة السلام الأخضر (غرين بيس)، أكبر المنظمات المدنية المدافعة عن البيئة في العالم، وذلك بعد أن حقق كل منها نتائج إيجابية وملحوظة على صعيد مكافحة انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض «ظاهرة الدفيئة»، فضلاً عن معالجة وإعادة تدوير المخلفات الخطرة، سواء الإلكترونية الصلبة أو الكيميائية السائلة، الناجمة عن أنشطة تصنيع أجهزة الكمبيوتر، والهواتف المحمولة، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية وأجهزة المعلوماتية الأخرى.

وأظهر التقرير، الصادر بمناسبة يوم الأرض العالمي الذي وافق 22 أبريل، أن «أبل» استطاعت تشغيل مراكز بياناتها بالطاقة المتجددة النظيفة بنسبة 100%، في وقت خفضت «إتش بي» انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من مصانعها بنسبة 21%، كما استطاعت «ديل» إعادة تدوير ثلث المخلفات البلاستيكية المستخدمة في تصنيع أجهزة الكمبيوتر، فيما أعلنت «مايكروسوفت» التزامها بتنفيذ تعهدات اتفاقية المناخ في باريس وخطة الطاقة النظيفة، وتعهدت «لينوفو» بإنهاء استخدامها لمواد كيميائية خطرة معينة.

وصنفت المنظمة هذه الشركات باعتبارها أكثر شركات التقنية صداقة للبيئة في عام 2018، فيما خرجت شركة «غوغل» من قائمة المراكز الخمسة الأولى على غير المتوقع، بعد أن كانت في المركز الأول عام 2017.

ولفتت «غرين بيس» إلى أن الملاحظة السلبية الأكثر وضوحاً هي أن معظم شركات التقنية تعتمد على نموذج الأعمال الذي يتطلب من المستهلكين شراء هواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة وأقراص جديدة بشكل متكرر، ما ينتج عنه الكثير من النفايات.

ويجادل خبراء بيئة في «غرين بيس» في هذه النقطة بقولهم إن قضية نموذج العمل ليست الأكثر ضرراً بالبيئة، لأن ما يراوح بين 70 و80% من التأثير البيئي الضار لصناعة التقنية يحدث أثناء التصنيع، وليس بسبب تكرار الشراء، والقضية لها علاقة بالكيفية التي تستخدم بها الجهاز، وكيفية الحصول عليه والتخلص منه، لأن هناك الآن ما يزيد على 65 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية في العالم.

وتتركز عمليات تصنيع الأجهزة الالكترونية في الصين وجنوب شرق آسيا، وتستخدم فيها مواد خطرة ضارة بالبيئة، ينجم عنها نفايات خطرة واستخدام واسع للوقود الأحفوري (البترول والفحم) في عمليات التصنيع، وقد بدأت الشركات الكبرى في معالجة هذا الأمر من خلال برامج إعادة التدوير.

«أبل».. الأكثر شفافية

«لينوفو».. خفض الانبعاثات

تعمل شركة «لينوفو» الصينية بجد، لتتخطى نظراءها الصينيين في مجال البيئة، وقدمت خططاً توضح كيف ستخفض انبعاثاتها من الغازات الضارة المسببة للاحتباس الحراري، كما تعهدت بإنهاء استخدامها لمواد كيميائية خطرة معينة، وإعادة تدوير بعض البلاستيك المستخدم في عملية التصنيع الخاصة بها، والتزمت بخفض انبعاثات الغازات الضارة في عملياتها الخاصة بنسبة 40% قبل عام 2020، وأجبرت معظم مورديها على وضع أهداف محددة قابلة للتنفيذ في ما يتعلق بالغازات الضارة.


65 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية في العالم.

ترى «غرين بيس» أن «أبل» حققت عاماً ناجحاً للغاية في ما يتعلق بصداقة البيئة، وكانت أكثر شفافية من العديد من الشركات حول سلسلة التوريد الخاصة بها والحاجة إلى جعلها أكثر وعياً بهذا الجانب، واستثمرت أكثر من شركات أخرى غيرها في برامج إعادة التدوير، كما شغلت مراكز البيانات الضخمة بالطاقة المتجددة بنسبة 100%، وأعلنت دعمها لاتفاقية باريس بشأن المناخ، وتنفذ برنامجاً لدعم جهود القضاء على عمالة الأطفال في مجال النفايات الخطرة، وتبذل جهوداً أكبر للانتقال إلى سلسلة التوريد المغلقة.

«إتش بي».. جودة عالية

أما شركة «إتش بي» فتمضي، بحسب «غرين بيس» في الاتجاه المضاد لما تسير عليه غالبية شركات التقنية، ففي حين أن الغالبية تنتهج أسلوب المنتجات قصيرة العمر التي تحتاج إلى إعادة تجديد وتبديل خلال فترة قصيرة، وتجبر المستهلكين على تركها وشراء الأحدث، فإن «إتش بي» تنتج أجهزة ذات جودة عالية وقدرة أكبر على التحمل، وذات عمر أطول، وقابلة للتوسيع والترقية والإضافة إليها من دون الحاجة إلى تغييرها، ما يقلل من النفايات وعمليات التصنيع المتوالية.

وتقول «غرين بيس» إن «إتش بي» وضعت أهدافاً ملموسة لتقليل الانبعاثات خلال سلسلة التوريد الخاصة بها، وتنشر قائمة بالمواد التي تلتزم بتقييد استخدامها أثناء عملية التصنيع، ما جعلها تخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في سلسلة التوريد بنسبة 21%، ودعمت أكثر من 90% من مورديها بمواد التوعية اللازمة، كما أعلنت التزامها بتعهدات اتفاقية باريس للمناخ، وخفضت استهلاكها من المواد المستهلكة في التصنيع والتعبئة والتغليف إلى 900 ألف طن، وخفضت الأجهزة والمعدات المطلوب إعادة تدويرها إلى 119 ألف طن.

«ديل».. مكافحة عمالة الأطفال

تعد شركة «ديل» واحدة من شركات التقنية الكبرى القليلة التي تقدم قائمة مفصلة وموسعة من الموردين بشكل مفتوح، إضافة إلى نوع الخدمات التي تم تقديمها لكل صفقة، وتلتزم نهجاً مماثلاً لـ«إتش بي» في توفير الأجهزة الأكثر استدامة والقابلة للترقية، كما تنفذ دورة إنتاج مغلقة في ما يتعلق بالمواد البلاستيكية، يخضع فيها أي شيء مستخدم لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام، وحققت هذه الدورة المغلقة إعادة تدوير لنحو ثلث المواد البلاستيكية المستخدمة في مصانعها.

وتصدر «ديل» أدلة شاملة حول كيفية تصليح أجهزة الكمبيوتر المحمولة واللوحية، وتعمل مع سلطات العديد من البلدان على مكافحة عمالة الاطفال في مجال النفايات، وعلى تحديد واحتواء والحد من استخدام المواد الكيميائية الخطرة اللازمة لأجهزتها.

«مايكروسوفت».. اتفاقية المناخ

ولفتت «غرين بيس» إلى أن شركة «مايكروسوفت» تصنف على أنها من بين الشركات التي تنتهج أسلوب المنتجات قصيرة العمر، لكنها في المقابل أعلنت التزامها بتعهدات اتفاقية المناخ في باريس، وخطة الطاقة النظيفة. كما دعمت الشركة الجهود البيئية في اليابان، وتنفذ خطة لجعل مراكز البيانات الخاصة بها أكثر وعياً بالبيئة مع توسعها في العالم، وتبذل جهوداً لمكافحة عمالة الأطفال في مجال النفايات.

تويتر