«دريم بت» يسمح للمستخدم بأن يتخيل كيف سيبدو مع شعر مختلف أو خلال مراحل العمر المختلفة. من المصدر

إطلاق محرك بحث جديد خاص بصور وجوه الأشخاص نهاية 2016

كشف باحثون في جامعة واشنطن، أخيراً، عن محرك جديد للبحث عن صور وجوه الأشخاص في الإنترنت، مشيرين إلى أن المحرك الجديد الذي من المقرر إطلاقه نهاية العام الجاري، يتميز بخاصية معالجة الصور وإعادة بنائها حسب عناصر ومعايير معينة يطلبها المستخدم، كتخيل شكل الوجه مع شعر مختلف أو خلال مراحل عمرية مختلفة، أو كيف سيبدو الشكل في بلد معين.

وأوضح بيان للجامعة، نشره موقع sciencedaily.com، أن محرك «دريم بت»، يبحث في الملايين من مجموعات الصور الموجودة بالإنترنت، ويقارن بينها وبين الصورة المدخلة، ليستخرج منها الصور المشابهة، وفي ضوء المقارنة والنتائج التي تم التوصل إليها تبدأ عملية إعادة بناء الصورة، وفقاً لعنصر البحث المطلوب.

ميزات جديدة

وهناك تساؤلات كثيرة حول إمكانية تخيل صورة طفل اختفى في العاشرة، ويتم التحري عنه بعد الاختفاء بعشرين عاماً. أو كيف يمكن الكشف عن مجرم ارتكب واقعة، وكان بارعاً في التنكر. وكيف يمكن لممثل أو ممثلة أن يتخيل شكله ومظهره أثناء تأدية دور شخصية ما في مسلسل أو فيلم سينمائي، حتى يمكن الوصول بمظهر الوجه إلى الوضع الأقرب للشخصية.

توليف صورتين

أفادت الأستاذ المساعد في علوم وهندسة الحاسوب بجامعة واشنطن وإحدى مطوري محرك البحث الجديد، آرا كيميل ماشير، بأن قدرة محرك البحث «دريم بت» على توليف صورتين معاً بدقة وتلقائية، تأتي من المزج بين «اللوغاريتمات» التي قام بها فريق باحثين من جامعة واشنطن مع الصور المتاحة عبر الإنترنت، مشيرة إلى أن هذا الأمر يحقق نتائج مدهشة، يمكن أن تساعد المخرجين والممثلين.

لكن مع نهاية العام الجاري يستطيع أي شخص أن يستخدم محرك بحث جديداً على الإنترنت يمكن أن يقدم نتائج جيدة للغاية في للإجابة عن مثل تلك الأسئلة. فخلال فعاليات مؤتمر ومعرض «سيجراف 2016» لرسومات الحاسوب والذي عقد الأسبوع الماضي في مدينة كاليفورنيا الأميركية، كشف فريق من الباحثين في جامعة واشنطن، عن محرك جديد للبحث عن صور وجوه الأشخاص، أطلقوا عليه اسم «دريم بت»، لافتين إلى أن المحرك الجديد لا يبحث فقط في الصور عبر الانترنت، بل يمزج عملية البحث بعناصر وأبعاد متنوعة تضع أمام الباحثين عن صور الأشخاص ميزات جديدة، منها عرض المراحل التي تطور خلالها وجه الشخص في مراحل عمرية مختلفة، إضافة إلى المظهر الذي يبدو عليه الشخص إذا ما تم تغيير تسريحة شعره، أو تغيير لون شعره، أو طبيعته.

وتقع هذه الأمور جميعاً في نطاق البحوث لمعالجة الصور وإعادة بنائها، وهي بدورها جزء من تخصص رسومات الحاسوب.

وجاءت النتائج التي أعلن عنها فريق جامعة واشنطن في سياق المسار الخاص بمعالجة صور الشخصيات ووجوهها وإعادة بنائها، وتشكيلها، وكيفية الربط بين ما جرى إنجازه خلال السنوات الماضية من نتائج في «اللوغاريتمات» والنماذج الرياضية (الخوارزميات) الخاصة بالتعامل مع الوجوه البشرية.

مراحل تجريبية

ووفقاً لبيان أصدرته جامعة واشنطن، ونشر موقع sciencedaily.com ملخصاً حول ما أجراه فريق الباحثين في الجامعة، ذكر الباحثون أن الصور التي تمت معالجتها بمحرك البحث الجديد ونظام المعالجة وإعادة البناء المرتبط به، أظهرت نتائج جيدة للغاية في المراحل التجريبية، وأثبتت أن «دريم بت» يسمح للشخص بأن يتخيل كيف سيبدو مع شعر مختلف أو لون مختلف أو خلال مراحل العمر المختلفة، أو في توقيتات معينة أو في بلد مختلف، أو أي شيء يمكن السؤال عنه في محرك بحث صور.

خطوات التعامل

وعن مراحل وخطوات التعامل مع المحرك، أوضح بيان الجامعة أنه عند تشغيل محرك البحث، يتم تحميل الصورة التي يرغب المستخدم في البحث عنها ومعالجتها عبر الزمن، وفي أوضاع مختلفة.

وبعد التحميل يمكن اختيار عنصر البحث المطلوب، كأن يطلب المستخدم من المحرك استعمال الشعر المجعد، أو الشعر الأصفر، أو الرأس الحليقة، كما يمكن أن يطلب منه التعامل مع الصورة من داخل الهند، أو الصين أو الشرق الأوسط، أو التعامل معها بعد 10 أو 15 أو 20 سنة مثلاً، وإصدار أمر التنفيذ.

مجموعات الصور

وأضاف البيان أن المحرك يبحث أولاً في الملايين من مجموعات الصور الموجودة في الإنترنت، ويقارن بينها وبين الصورة المدخلة، ويستخرج منها الصور المشابهة، وفي ضوء المقارنة والنتائج التي تم التوصل إليها تبدأ عملية إعادة بناء الصورة وفقاً للمعايير التي طلبها مستخدم المحرك. فإذا كان المعيار هو التغير عبر الزمن، يعرض المحرك سلسلة صور توضح تطور ملامح الشخص كل 10 أو 15 عاماً، وإذا كان المعيار هو الموقع الجغرافي أو ثقافة سائدة بعينها، مثل الهند، يعمل المحرك على عرض جميع الأشكال والمظاهر التي ستبدو عليها هذه الصورة لو كانت في الهند، وهكذا.

بحوث سابقة

وقالت الأستاذ المساعد في علوم وهندسة الحاسوب بجامعة واشنطن وإحدى مطوري محرك البحث الجديد، آرا كيميل ماشير، إن «دريم بت» يمضي في الاتجاه نفسه الذي سارت فيه بحوث سابقة أجريت في جامعة واشنطن وأماكن اخرى من العالم لمعالجة صور الوجوه والتعرف إليها، وإعادة البناء ثلاثي الأبعاد للوجه ورسم التطور عبر العمر، مشيرة إلى أن الجديد في هذا المحرك هو المزج بين «اللوغاريتمات» أو النماذج الرياضية في طريقة جديدة متفردة لتكوين الصور الممزوجة معاً، فضلاً عن خاصية البحث عبر الإنترنت.

تجربة مميّزة

وحسب بيان الجامعة، من المتوقع استخدام «دريم بت» على نطاق واسع مع طرحه نهاية العام الجاري، لافتاً إلى أنه إذا ما استطاع المحرك الجديد أن يحقق النجاح المفترض، فسيكون أمام ملايين المستخدمين الحصول على تجربة مميزة وجديدة. وفضلاً عن ذلك، فإن كل من فقد طفلاً أو شخصاً ويحاول العثور عليه، يمكنه استخدام محرك البحث الجديد، الذي يتتبع تغيرات الوجه لدى الاطفال خلال 20 عاماً، وكل ما على المستخدم تزويد المحرك بما لديه من صور عن الطفل المفقود، ليحصل أولاً على صورته في السن التي وصل إليها، ثم يبحث بين ملايين الصور في الإنترنت محاولاً العثور عليه.

الأكثر مشاركة