أستراليا توظّف نظاماً متقدماً لتحلـيل البيانات الضخمة في الألعاب الأولمبية
كشف المعهد الأسترالي للرياضة، أخيراً، النقاب عن تنفيذ أستراليا نظام معلومات متقدماً لإدارة وتحليل البيانات الضخمة، وذلك بهدف إدارة التدريبات اليومية الجارية في الفرق الرياضية الأسترالية التي ستشارك في الدورة الأولمبية المقبلة في مدينة «ريو دي جانيرو» بالبرازيل.
وقال مسؤولو المعهد في جلسة نقاش جماهيرية مفتوحة، إن النظام يستهدف ضمان الفوز بما يراوح بين ست وثماني ميداليات ذهبية قبل الذهاب إلى الدورة الأولمبية.
وجرى الإعلان عن النظام في وجود شركاء المعهد من شركات التكنولوجيا، وهي شركة «مايكروسوفت» الأميركية التي حضر منها رئيس وحدة الحوسبة السحابية للمؤسسات، توبي باورز، وشركة «بيزداتا» الأسترالية لخدمات المعلومات، إضافة إلى مسؤولين كبار في المعهد يتقدمهم المتخصص في علم الأداء والوظائف ونائب مدير المعهد للإبداع، نيك براون.
قاعدة بيانات
| الرياضة والتكنولوجيا قال رئيس وحدة الحوسبة السحابية والمؤسسات في «مايكروسوفت»، توبي باورز، إن هذا النظام يوفر فرصة أكبر للتمازج بين الرياضة والتكنولوجيا، بما يعمل على اكتشاف ما هو موجود في ثنايا البيانات الضخمة، وفي الوقت نفسه ابداع شيء جيد من البيانات نفسها، لأن البيانات تتزايد طوال الوقت، مع الزيادة في انتشار المستشعرات أو «المجسات» وأدوات «إنترنت الأشياء» التي تجعلنا نحصل دوماً على مزيد ومزيد من البيانات عن الرياضيين والمدربين. وأكد أن هذا سيجعل المدربين قادرين على إدارة ذروة الأداء أثناء التدريب اليومي، والتنبؤ وتفادي الاصابات المستقبلية بصورة أفضل. |
وطبقاً للبيان الصادر عن المعهد الأسترالي للرياضة على موقعه الإلكتروني http://www.ausport.gov.au/، وما نقله الإعلام عن جلسة النقاش، فإن النظام يعمل بالنسخة الأحدث من قاعدة بيانات «إس كيو إل» من «مايكروسوفت»، وهي نسخة عام 2016، إضافة إلى نظام «مايكروسوفت» للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
ويتلقى النظام معلومات تفصيلية عن 2000 من الرياضيين الأستراليين المحترفين، يومياً، بواقع 300 معلومة عن كل رياضي، حداً أدنى، ليصل حجم البيانات المجمعة إلى ما مجموعه 600 ألف نقطة بيانات في كل دورة تجميع.
وتتضمن البيانات المجمعة عن كل رياضي، بيانات خاصة بالنبض، والتنفس، وحالة القلب، وكهربية المخ، والسرعة، والتحمل، وحالة العضلات، والإجهاد العام الذي يتعرض له الجسم، وحالة الأربطة والمفاصل، ومستوى النشاط في ممارسة اللعبة، آخذاً في الاعتبار طبيعة كل لعبة على حدة، جنباً إلى جنب مع بيانات عن الحمل التدريبي الذي يحصل عليه الرياضي، وكيف يشعر وينام، وبيانات عن الحالة النفسية والسيكولوجية للرياضي طوال التدريب.
تحليلات يومية
ويتم تحميل هذه البيانات الضخمة كل ليلة بصورة يومية في قاعدة بيانات مركزية، مزودة بنظام التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، وأدوات تحليلات تنبؤية، أبرزها نظام «آزور» من «مايكروسوفت»، ثم وضعها في نموذج رياضي خاص «خوارزمية» في السادسة صباحاً كل يوم، لتعرض التحليلات والتقارير التنبؤية على المدربين، لتمكينهم من إدارة وتعديل التدريبات اليومية، طبقاً للنتائج التي تم الخروج بها من البيانات، وتقديم فهم أفضل للعلاقة بين الحمل التدريبي الذي ينفذه الرياضيون، والإصابات والأمراض التي يتعرضون لها، فضلاً عن معرفة متى يحتاج الرياضي للحفاظ على مستوى بين المرتفع والمتوسط من الحمل التدريبي المستمر، للوصول إلى متابعة دقيقة لمستواه في المهارة الرياضية، ولياقته البدنية، وقدرته على الإنجاز في اللعبة التي يمارسها، ومقارنة ذلك بالمستويات المطلوب أو المتوقع تحقيقها في الأولمبياد المقبل، لضمان الفوز بالميداليات المختلفة.
وقال مسؤولو المعهد إن مشروع تنفيذ نظام معلومات إدارة الرياضيين بدأ منذ ثلاث سنوات، وفي ضوء البيانات المجمعة، يتوقع المعهد أن تحصد الفرق الأسترالية المشاركة بين ست وثماني ميداليات ذهبية في هذه الدورة.
أهداف أساسية
ومن الأهداف الأساسية للنظام، أن يتحقق المدربون من مستوى المهارات واللياقة، ومستوى الأداء العام المستمر لدى اللاعبين، وأن يقدم النظام كل ما من شأنه، الوصول بمستوى الرياضي إلى حالة من الثبات المعقول، الذي لا يعتمد على حدوث طفرات أدائية أو «قمم» مهارية في بعض الأحيان أثناء التدريب، تليها فترات هبوط وتراجع في أحيان أخرى.
وطبقاً لما يقوله المتخصص في علم الأداء والوظائف ونائب مدير المعهد للإبداع، نيك براون، فإن استخدام البيانات والتحليلات تعني أن الرياضيين قادرون على التدرب والمنافسة المستمرة، دون فقد أيام في استعادة اللياقة أو المرض، ففي الوضع الطبيعي يفقد الرياضيون نحو 20% من وقت التدريب بسبب الإصابة، أو المرض، ومن ثم يكونون غير قادرين على تلبية أهدافهم الأدائية المطلوبة.
نتائج إيجابية
وقال مدير البحوث والتطوير والابداع في المعهد، جوزيف وينتر، إن بعض النتائج الايجابية تحققت فعلياً من المشروع، ومنها القدرة على التنبؤ بأي من الرياضيين يمكن أن يصاب خلال السنوات الثلاث المقبلة، وفي الوقت نفسه، فإن المعهد بدأ يتعلم الكيفية التي يدير بها البيانات بطريقة أخلاقية، لأنها تتكون من البيانات الشخصية للرياضيين، ما يتطلب من المعهد أن يكون أكثر حرصاً وتوافقاً في ما يخص سياسات الخصوصية، ولذلك تم وضع سياسات حول الكيفية التي يتم بها الوصول للبيانات، وما هي العتبات أو الحواجز التي يتعين تخطيها للوصول للبيانات، لأنه إذا ما تم نشر ورقة بحثية، فأنت لا تريد أن يكون بمقدور الشخص التعرف إلى هوية صاحب البيانات، ما يجعل هناك الكثير من الجدل في هذا الشأن.