عبدالرحمن: الحذر الدفاعي أفقد مواجهة «التانغو» و«الطواحين» متعتها
قال المحلل الرياضي، عبدالرحمن محمد، إن غياب المستوى المعهود من نجمي هولندا والأرجنتين آريين روبن وليونيل ميسي، أفقد مباراة المنتخبين في نصف نهائي كأس العالم المقامة حالياً بالبرازيل متعتها، ما جعلها منطقياً تصل إلى الشوطين الاضافيين وتنتهي بركلات الترجيح التي ابتسمت للتانغو.
وقال عبدالرحمن محمد لـ«الإمارات اليوم»، في الزاوية التحليلية لمونديال كأس العالم: «فنياً المباراة كانت فقيرة، اذ غلب الحذر المبالغ فيه على الاداء، خصوصاً في شوطي المباراة الاول والثاني، قبل أن نشهد أداء مختلفاً بعض الشيء في الشوطين الاضافيين». وعد عبدالرحمن محمد هذا الفقر الفني لمباراة نصف نهائي كأس العالم، الى «تفوق المدافعين في كلا المنتخبين على المهاجمين، على الرغم من أن هولندا والارجنتين يضمان مهاجمين من أصحاب الاسماء الرنانة في كرة القدم، الا أنهم استسلموا للرقابة المفروضة عليهم بشكل تام».
وأكمل: «شاهدنا ميسي وهيغواين مستسلمين للرقابة، والشيء نفسه فعله ثنائي هولندا فان بيرسي وروبن، الامر الذي أفقد المباراة جمالها ومتعتها منذ الدقيقة الاولى، والتي شعر الجميع فيها أن كلمة الفصل في النهاية ستكون لضربات الترجيح».
وزاد: «كان واضحاً أن رهان المدربين، سواء لويس فان غال، أو اليخاندرو سابيلا، على المهارات الفردية لنجومهما، وأيضاً على الضربات الثابتة التي كان يُمكن استغلالها بصورة ايجابية، لكن الدفاع المميز والتمركز الصحيح لكلا الفريقين كان له الكلمة العُليا في المباراة».
فان غال كان مجبراً على التغييرات
رفض عبدالرحمن محمد لوم المدرب الهولندي على عدم الدفع بالحارس البديل تيم كرول، واستعجاله في اجراء التغيير الثالث خلال زمن المباراة، وقال: «لست مع الكثيرين ممن انتقدوا فان غال في تلك المسألة، خصوصاً أنه كان مجبراً على التغييرات التي قام بها، فالحارس يسبر سيلسن من الحراس المميزين لكن ضربات الترجيح في النهاية يتدخل فيها عامل التوفيق أكثر من أي شيء آخر». وأضاف أن مشكلة هولندا أن المستوى بشكل عام الذي ظهرت به في الادوار التي جرت بنظام خروج المغلوب اختلف عن دور المجموعات، والسبب الحقيقي تراجع مستوى فان بيرسي في خط الهجوم، وقال: مستوى هذا اللاعب ظل يتراجع من مباراة الى أخرى، وتحديداً في مباراة الارجنتين، فكان ظهوره مُخيباً لكل محبي الطواحين.
الطواحين اعتمد كليا على اريين روبن
قال عبدالرحمن محمد إن طريقة لعب هولندا لم تتغير كثيراً رغم ظروف المباريات التي خاضتها، والتي كانت في الغالب تميل الى 3/6 /1 بمشتقاتها، وأضاف: حالة الطواحين كانت متوقفة على لاعب واحده اسمه روبن، والمثال أن هولندا لم يكن لها ظهور مؤثر على الصعيد الهجومي أمام الارجنتين في الشوطين الاصليين، لأن روبن كان ملتزماً باللعب الى جوار فان بيرسي، لكن حينما بدأ اللاعب التحرك في الشوطين الاضافيين على الاطراف هنا ظهرت خطورة هولندا وبدأت تهدد مرمى الارجنتين بصورة أفضل». وبخصوص الارجنتين وعن تبديلات سابيلا ومدى فعاليتها، قال: «عندما أشرك سابيلا أغويرو، كان ذلك على حساب هيغواين، وكأنه أراد أن يلعب بالاسلوب نفسه طوال المباراة، دون ان تكون هناك مجازفة لحسم نتيجة اللقاء قبل اللجوء الى ضربات الترجيح». وألمح: «كان واضحاً تأثر المنتخب الارجنتيني كثيرا بغياب دي ماريا، ما أفقد التانغو ورقة هجومية مهمة، ووضع المسؤولية كاملة على ميسي، الذي لم يكن في كامل عطائه في تلك المواجهة».
وأشار: «علينا أن نقر بأن نجوم التانغو تعاملوا مع المونديال بطريقة أرى أنها مثالية، وان كان الاداء لم يكن ممتعاً، كما تعودنا في السابق، فالمنتخب الارجنتيني اهتم كثيراً بالمنظومة الدفاعية التي ساعدته على التقدم بنجاح نحو الوصول الى النهائي، وبلوغه تلك المرحلة المتقدمة أمر مستحق عطفاً على نتائجه».