6 أسباب وراء فضيحة منتخب البرازيل

عاشت الكرة البرازيلية واحدة من أسوأ الأيام في تاريخها، عقب الخسارة الكارثية أمام ألمانيا 1-7، في نصف نهائي كأس العالم فجر امس، على ملعب (جوفيرنادور ماجاليس) بمدينة بيلو هوريزونتي، ليفقد «راقصو السامبا» فرصة التتويج باللقب للمرة السادسة في تاريخهم، ويواصلوا فشلهم بالفوز بالكأس على ملعبهم ووسط جمهورهم للمرة الثانية، بعد نكسة 1950 أمام أوروغواي على ملعب ماراكانا الشهير. وهذه اقسى خسارة للبرازيل في تاريخها، اذ خسرت بفارق ستة أهداف امام الأوروغواي صفر-6 عام 1920، في مسابقة كوبا أميركا في تشيلي.

ورغم قوة المنتخب الألماني وتصدره قائمة المرشحين للفوز باللقب في ظل الأداء المميز الذي يقدمه منذ انطلاق البطولة بالفوز على البرتغال بوجود كريستيانو رونالدو برباعية نظيفة، قبل أن يشق طريقه نحو نصف النهائي بالتعادل مع غانا والفوز على أميركا والجزائر وفرنسا، ودخوله مواجهة البرازيل بحظوظ متساوية نحو التأهل إلى المباراة النهائية، إلا إنه لم يتوقع أحد أن يحقق «المانشافت» هذا الفوز الكاسح على أصحاب الأرض والضيافة، الذي يعود إلى ستة أسباب أدت إلى هذه الخسارة التاريخية للبرازيليين.

 

1 - فقدان نيمار وسيلفا

دخلت البرازيل مواجهة ألمانيا وهي تفتقد أهم لاعبين في صفوفها، الأول نيمار، نجم الهجوم والرئة التي يتنفس بها الفريق، إذ إنه اللاعب الوحيد الذي يملك الحلول الفردية ويقوم بصناعة الفرص لزملائه، إضافة إلى تسجيل الأهداف، لكن اصابته في مباراة ربع النهائي أمام كولومبيا بكسر في إحدى فقرات الظهر حرمت «راقصي السامبا» خدماته في هذه المواجهة الصعبة أمام الألمان، أما ثاني اللاعبين الغائبين فالمدافع الصلد والقائد تياغو سيلفا، بسبب حصوله على الإنذار الثاني أمام كولومبيا، وظهر تأثيره جلياً في خط الدفاع البرازيلي الذي انكشف تماماً أمام الهجمات المتتالية للفريق الألماني واستقبل الهدف تلو الآخر وسط مشاهدة دانتي ومارسيلو ومايكون وديفيد لويز.

2- غياب التركيز

افتقد لاعبو المنتخب البرازيلي التركيز عقب احراز توماس مولر الهدف الأول، إذ شكل الهدف صدمة لأصحاب الأرض، دخلوا بعدها في غيبوبة تامة، وظهر الشلل على أداء اللاعبين، بعد أن تسيد المنتخب الألماني الملعب بالطول والعرض، وتوالت الأهداف ووصلت النتيجة إلى خماسية بعد مرور نصف ساعة فقط.

3- أول اختبار

 

 

الأمر اللافت بالنسبة للبرازيل هو سقوطها في أول اختبار حقيقي أمام منتخب قوي خلال المونديال، إذ التقت مع منتخبات كرواتيا والمكسيك والكاميرون وتشيلي وكولومبيا وجميعها من منتخبات الصف الثاني التي لم يسبق لها التتويج بلقب المونديال من قبل، إضافة إلى أن مواجهة ألمانيا تعد المباراة الأقوى للبرازيليين منذ أربعة أعوام، عقب مواجهة هولندا في ربع نهائي مونديال 2010، والخسارة أمام هولندا 1-2، إذ اقتصرت استعداداتها للمونديال على المباريات الودية والخروج من كوبا أميركا أمام أوروغواي في ربع النهائي، والفوز بلقب كأس القارات العام الماضي، بينما لم تخض التصفيات المؤهلة للمونديال كونها الدولة المضيفة.

4- عدم احترام الألمان

 

 

 

دخل المنتخب البرازيلي مواجهة ألمانيا بحماسة شديدة للغاية، بغية إنهاء المباراة مبكراً، على طريقة مواجهة المنتخبات الصغيرة، ولعب أصحاب الأرض بطريقة لعب مفتوحة سمحت للألمان باستغلال الهجمات المرتدة بأفضل طريقة ممكنة والإجهاز على الحلم البرازيلي خلال 30 دقيقة فقط، وسط ذهول كل من في ملعب (جوفيرنادور ماجاليس)، إذ انفرط عقد اللاعبين البرازيليين عقب الهدف الثاني تحديداً، لتتوالى الأهداف ويحسم «المانشافت» اللقاء مبكراً.

5- واقعية الألمان

يتميز المنتخب الألماني دائماً بواقعيته في الأداء، وخوضه جميع المباريات بنسق قوي، بغض النظر عن هوية المنافس، إذ يعتمد أبطال العالم ثلاث مرات على خليط مميز من الاندفاع البدني والالتحامات القوية والسرعة في الأداء والمهارات الفردية واستغلال الكرات العرضية. وتعاملت ألمانيا بواقعية شديدة مع المنتخب البرازيلي، إذ رغم أن الأخير يلعب على أرضه ووسط جمهوره، إلا أن الجميع يدرك أن «راقصي السامبا» ليس في أفضل حالاته، ويفتقد أهم أسلحته الهجومية، وتوجد ثغرة في خط دفاعه، وهو الأمر الذي استغله الألمان ببراعة شديدة، وقدموا درساً قاسياً للكرة البرازيلية سيظل عالقاً بالأذهان على مدار التاريخ.

6- سقوط سكولاري

سقط المدرب البرازيلي لويس فليبي سكولاري، في أول اختبار حقيقي خلال المونديال، وتعامل مع مجريات المباراة بطريقة سلبية للغاية، إذ ظل يشاهد توالي الأهداف في مرمى حارسه خوليو سيزار، دون ان يتدخل بإجراء أي تبديل إلا مع انطلاقة الشوط الثاني، علماً انه ظهر خلال المباراة وعلى مدار المونديال سوء الاختيارات واعتماده على أسماء ظهرت بمستوى ضعيف للغاية، مثل هالك وفريد، اللذين مسحا السمعة الطيبة التي تتمتع بها البرازيل دائماً بامتلاكها أقوى خطوط الهجوم في العالم.

الأكثر مشاركة