المنتخب الألماني لدى وصوله الأراضي البرازيلية حاملاً أمل جماهيره العريضة. أ.ف.ب

الماكينات الألمانية تخشى عطلاً جديداً في دور الأربعة

تحلم ألمانيا بمصالحة كأس العالم لكرة القدم، بعد غياب 24 سنة عن خزائنها، لكنها تعاني مخاوف من إصابة الركائز الأساسية في تشكيلة ستخوض مونديال البرازيل 2014.

بلغت ألمانيا نصف النهائي في آخر مونديالين، على أرضها في 2006 وفي جنوب إفريقيا 2010، لذا يصر قائدها فيليب لام على أنه سئم الحلول ثالثاً: «لا أريد أن أخرج من نصف النهائي مجدداً، أو أن أذهب إلى البرازيل من أجل حمام الشمس. هدفي واضح، تحقيق أكبر نجاح ممكن وإحراز كأس العالم».

بغية الوصول إلى الهدف المنشود، يعمل المدرب يواكيم لوف على تقوية خط دفاعه وتحسين الهجمات المرتدة.

نجم الفريق: مسعود أوزيل

لفت معود أوزيل الأنظار في كأس العالم 2010، وتم ترشيحه لجائزة أفضل لاعب في الدورة، دخل العالمية بعد انتقاله من فيردر بريمن إلى ريال مدريد الإسباني في 2010 مقابل 15 مليون يورو، فوصفه هورست هروبيش، اللاعب الدولي السابق، بأنه ميسي ألمانيا.

يعتبر ابن الخامسة والعشرين من صناع اللاعب الموهوبين، ومن الأخطر في كرة القدم الحديثة القادرين على قلب الإيقاع واختراق خطوط الدفاع بتمريرات ساحرة.

اتهم في ريال بضعف حيلته وقلة عمله، ويروي مدربوه أنه بحاجة دوما للثقة كي لا ينهار فنياً.

المدرب يواكيم لوف

تبدو الفرصة مواتية ليواكيم لوف بتحقيق الأهم منذ تعيينه بعد مونديال 2006 خلفاً ليورغن كلينزمان، لكن بعد خروجه من نصف نهائي أوروبا 2012 أمام إيطاليا خف وهج المدرب الصاعد بقوة.

لوف (54 عاما) الذي تم تغريمه أخيراً 60 الف يورو بسبب السرعة الزائدة والتحدث على الهاتف خلال القيادة، علماً بأن رخصة قيادته سحبت منه أيضاً في 2006، يؤمن بفرص فريقه: «اللقب هو هدفنا».

سيكون لوف من أقدم المدربين لمنتخباتهم في البرازيل، مع سجل مميز بلغ 21ر2 نقطة في المباراة الواحدة، وحتى محلياً يملك السجل الأفضل مع 70 فوزاً و18 تعادلاً و15 خسارة في 103 مباريات (قبل المباريات الودية الأخيرة).

يضم «ناسيونال مانشافت» خامات هجومية جميلة، لكن سرت إشاعات حول جو من الاستياء لنجوم ساخطين من الجلوس على مقاعد البدلاء، عطلوا الانسجام في كأس أوروبا 2012 الأخيرة وفي تصفيات كأس العالم.

منذ إحرازها لقبها الأول تحت مسمى ألمانيا الغربية في سويسرا 1954، ثم الثاني على أرضها في 1974، والثالث الأخير في 1990، لم تنتظر ألمانيا 24 عاماً كهذه المرة من دون تذوق طعم التتويج في الحدث العالمي، لدرجة أن بعض أعضاء الفريق، على غرار الموهوب ماريو غوتسه، لم يكونوا ابصروا النور في 1990 عندما قاد لوثار ماتيوس تشكيلة المدرب فرانتس بكنباور إلى اللقب.

عمل لوف في الماضي على تعزيز التماسك بين لاعبيه، لكن الإصابات ونقص اللياقة البدنية يؤرقان المدرب: «يجب أن نعمل على المرونة والتنويع. نحن بحاجة دوما لاستراتيجيات في حال الضرورة خلال المباريات، لكن يجب أن نحسن مرتداتنا في حال استرجاع الكرة. لم نطبق ذلك جيداً على غرار مونديال جنوب إفريقيا والفترة التي تلته».

اعتادت ألمانيا تاريخياً خوض المونديال في ظل اصابات بعض نجومها، ففي 2006 عانى ميكيال بالاك إصابة في ساقه، وخضع لام لجراحة في مرفقه، وفي 2010 استبعد بالاك بعد خطأ عنيف من الغاني كيفن برنس بواتنغ في نهائي كأس إنجلترا، كما غاب الحارس الاساسي رينه ادلر بسبب ضلوعه المكسورة.

وفي ظل غياب بالاك، حمل لام شارة القيادة ولايزال، فيما عزز مانويل نوير زميله في بايرن ميونيخ موقعه بين الخشبات، وبات يعتبر من أقوى حراس المرمى في العالم.

لكن الإصابات تجددت، فانسحب لارس بندر لاعب الوسط الدفاعي، ليفقد لوف دعامة لباستيان شفاينشتايغر المصاب أيضاً في الوسط، خصوصاً بعد الإصابة الطويلة التي أبعدت سامي خضيرة (ريال مدريد الاسباني) عن الملاعب، كما أن نوير غاب عن التمارين لإصابة في كتفه، وهي الاسوأ لحارس مرمى، وتتم معالجة لام في كاحله.

لكن الضربة الكبرى تمثلت بغياب المهاجم ماركو رويس عن النهائيات، حسب ما أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم، وتم استدعاء لاعب سمبدوريا الإيطالي شكودران مصطفى بدلا منه.

اعتمدت ألمانيا تاريخياً على قادة حقيقيين لمنتخباتها، على غرار شتيفان ايفنبرغ، بالاك أو الحارس اوليفر كان، لكن مع لام وشفاينشتايغر تبدو القيادة مشتتة، على غرار الخسارة في نصف نهائي كأس اوروبا 2012 أمام إيطاليا أو نصف نهائي مونديال 2010 أمام إسبانيا. منذ إحرازها كأس أوروبا 1996، تفتقد ألمانيا للالقاب، فاحتلت وصافة المونديال أمام برازيل رونالدو في 2002، وواظبت على بلوغ المراحل المتقدمة بعد ذلك من دون ذهب. وفضلاً عن ألقابها الثلاثة، حلت وصيفة أربع مرات في 1966 و1982 و1986 و2002، وثالثة في 1934 و1970 وفي آخر نسختين عامي 2006 و2010.

تصدرت ألمانيا مجموعتها في التصفيات من دون أن تخسر، وامتلكت أقوى هجوم في التصفيات الأوروبية مع 36 هدفاً في 10 مباريات، فاعلنت صراحة نيتها إحراز اللقب المرموق لاول مرة خارج حدود القارة العجوز. لكن يتعيّن عليها تقوية دفاعها وتفادي ما حصل مع السويد عندما تعادلت 4-4 بعدما كانت متقدمة برباعية.

6% فقط من الألمان يعتقدون أن بلادهم قادرة على احراز اللقب، و11% لبلوغ النهائي، و41% للخروج من نصف النهائي و28% من ربع النهائي، بحسب استفتاء في مايو الماضي.

الأكثر مشاركة