المقبالي يفك «شفرة زجاجة» فريد شعال.. ويصنع التاريخ مع «الأبيض»
لم يكن تأهل المنتخب الإماراتي إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العرب على حساب منتخب الجزائر، حامل اللقب، مجرد عبور عبر ركلات الترجيح، بل جاء ثمرة تفاصيل صغيرة، صنعت إنجازاً كبيراً يُسجل في تاريخ الكرة الإماراتية، وكان بطلها حارس المنتخب الوطني حمد المقبالي، الذي لعب دوراً استثنائياً في واحدة من أقوى وأصعب مباريات البطولة أمام الجزائر في الدور ربع النهائي، أول من أمس، في استاد البيت بقطر.
وبدأت القصة خلال ركلات الترجيح، بعدما أهدر اللاعب ميلوني الركلة الثانية، حينها لاحظ المقبالي أن حارس المنتخب الجزائري، فريد شعال، يحمل زجاجة مياه، كُتبت عليها أسماء لاعبي المنتخب الإماراتي، وزوايا التسديد المفضلة لكل لاعب. وبناءً على هذه الملاحظة، قام المقبالي بتوجيه زملائه لتغيير زوايا التسديد، وكسر التوقعات، لينجح جميع لاعبي «الأبيض» في تنفيذ ركلات الترجيح التالية بنجاح.
ولم يتوقف تأثير حارس «الأبيض» عند قراءة «زجاجة المياه»، بل واصل تألقه بتصديه لركلتي ترجيح حاسمتين، ليقود المنتخب الإماراتي إلى الدور نصف النهائي، للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز غير مسبوق، يعكس حجم التطور والطموح الذي يعيشه الفريق، ويؤكد أن القوة الذهنية لا تقل أهمية عن الجاهزية البدنية والفنية.
وعقب اللقاء، عبّر المقبالي عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، مؤكداً أن الفرحة لا توصف، وأن المنتخب الإماراتي استحق ما وصل إليه. وقال في تصريحات صحافية: «اللاعبون قدموا بطولة كبيرة ومباريات قوية، وكانت مواجهة الجزائر من أصعب المباريات، وربما أقواها، نظراً لحجم التنافس، والضغط والتركيز العالي طوال دقائقها».
وأضاف: «المنتخب الجزائري يضم لاعبين على مستوى عالٍ، ويُعد من أبرز المرشحين للذهاب بعيداً في البطولة، إلا أن إرادة لاعبي الإمارات وقوتهم الذهنية وعزيمتهم كانت العامل الحاسم في تجاوز هذه العقبة الصعبة، فالعمل الجماعي والروح الواحدة كانا مفتاح العبور».
وتطرق المقبالي إلى الإشادة التي تلقاها من أسطورة حراسة المرمى، العُماني علي الحبسي، خلال الاستوديو التحليلي لمباراة الإمارات والجزائر، معتبراً أن هذه الشهادة تمثل وسام شرف بالنسبة له، ومؤكداً أن الحبسي قدوة لجميع حراس المرمى في المنطقة.
واعترف حارس المنتخب بأنه لم يتعامل بالشكل المثالي مع إحدى الكرات التي سجل منها المنتخب الجزائري هدف التقدم، لكنه شدد على أن الأهم كان القدرة على التعويض سريعاً، ومساندة الفريق في اللحظات الحاسمة، قائلاً: «هذا هو الدور الحقيقي لحارس المرمى، أن يظل حاضراً ذهنياً حتى آخر ثانية، مهما كانت ظروف المباراة».
وأكد المقبالي أن الوصول إلى نصف النهائي لن يكون نهاية الطموح، بل بداية لطموحات أكبر، مشيراً إلى أن المنتخب اعتاد التفكير «مباراة بمباراة»، وأن التركيز سينصب الآن على المواجهة المقبلة أمام المنتخب المغربي.
وختم بالقول: «طموح اللاعبين والجهاز الفني والجماهير أصبح أكبر بعد بلوغ نصف النهائي، وعلينا مواصلة المشوار بالروح والعزيمة نفسيهما من أجل الوصول إلى المباراة النهائية».