الرواتب «الضعيفة» في «الهواة» والمراحل السنية تهدّد بعزوف المواهب
اشتكى رياضيون ضعف الرواتب في أندية الدرجة الأولى وفرق المراحل السنية، فضلاً عن تأخر تسلّمها، وشبه انعدام المكافآت التحفيزية التي يحصل عليها اللاعبون والعاملون في الوسط الرياضي من العاملين في «الهواة»، مشددين على أن ذلك ينعكس بشكل مباشر على العطاء خلال المباريات.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»: «إن ضعف الرواتب من جهة، وتباين قيمة العقود المالية بين اللاعبين من جهة أخرى، يسهمان بشكل كبير في تراجع المستوى الفني لكثير من المباريات، ويؤثران سلباً في استكشاف المواهب وتطويرها، ويؤخران عجلة تطوير المنتخبات الوطنية، ويهدد بعزوف كثير من اللاعبين عن ممارسة كرة القدم، خصوصاً المواهب المواطنة».
وأضافوا: «من المهم جداً إيجاد آلية مدروسة ومعتمدة من قبل الخبراء، تلزم الأندية حداً أدنى من الرواتب شهرياً، كما سبق أن ألزمت الأندية الحد الأعلى للرواتب، فضلاً عن إيجاد مبادرات تسهم في رفد الأندية بالأموال الكفيلة بدعم رواتب اللاعبين».
تراجع المستويات
وقال المدرب في نادي دبا الفجيرة محمد عبيد الخديم: «إن ضعف الرواتب أو تأخير تسلّمها، سبب مهم في تراجع المردود الفني، وهذه المشكلة موجودة، لكنها لاتزال في بدايتها، ويجب التصدي لها بشكل سريع».
وأوضح: «في السنوات الماضية كانت أغلب أندية الدرجة الأولى زاخرة باللاعبين المواطنين الموهوبين، وكانت تعمل بنشاط عالٍ لتطويرهم ورفدهم لأندية المقدمة الجماهيرية للاستثمار بهم، عندما كانت تدفع رواتب ومبالغ جيدة، ومع تراجع المدفوعات أصبح استكشاف المواهب الكروية ضعيفاً».
وتابع: «أحد الحلول الرئيسة إيجاد آليات وتشريع لوائح ملزمة لإدارات الأندية، تحدد رواتب اللاعبين ومنهم المواطنون الذين يلعبون في المراحل السنية، بتحديد سقف أدنى للرواتب مثلما يعمل بالسقف الأعلى». وأضاف: «الأمر يحتاج إلى إيجاد بدائل مالية تساعد الأندية على دفع المبالغ الجيدة للاعبين، لأن ميزانياتها لا تسمح لها عادة بدفع رواتب جيدة، ومنها الرعايات الغائبة عن أندية الدرجة الأولى، وعوائد النقل التلفزيوني، والاستثمار في اللاعبين».
خلل في الأداء
وقال المحاضر الدولي في اتحاد كرة القدم عمر الحمادي: «قيمة الرواتب العالية أو الضعيفة تؤثر بشكل مباشر في مستوى اللاعبين فنياً وذهنياً، لذلك فإن أي خلل يمكنه أن ينعكس على المردود الفني للفريق في الأداء والنتائج، ويمكن وصفه بأنه تحدٍّ مهم قد تكون له آثار سلبية مستقبلاً». وأضاف: «الرواتب التي تمنح للمحترفين والمقيمين عالية، وأثرت فيما يمنح للمواطنين، وتكاد تكون معدومة لدى لاعبي المراحل السنية». وتابع: «من أبرز الحلول المقترحة تقليص عدد التعاقدات مع المحترفين والمقيمين، لكيلا تتشتت المبالغ المالية، وينال كل ذي حق حقه، وتطوير اللاعبين المواطنين الموهوبين، خصوصاً خريجي أكاديميات الكرة فنياً وبدنياً لاستثمارهم مالياً، ومواصلة اتحاد الكرة للدعم المالي، بحيث يتم تركيزه على المواهب المواطنة».
دور وكلاء اللاعبين
بدوره، قال وكيل اللاعبين العراقي عماد خضير: «أصبح استكشاف المواهب الكروية في العالم تجارة، لذلك أصبح من المهم استقطاب اللاعبين المواهب في سن مبكرة وتطويرهم، بأن تكون العقود المالية الجيدة من الأولويات المهمة، خصوصاً أن اللاعب في مقتبل العمر لا يمكنه أن يعمل ليوفر المال، بالتالي لا مناص من مسؤولية النادي بتوفير الدعم المالي للاعب».
وتابع: «مسؤولية النادي ليست مالية فقط، بل في كيفية المحافظة عليه والاعتناء به، ولذلك فإن على وكيل أعمال اللاعبين واجبات، بتوفير الحلول لإدارات الأندية، في كيفية تطوير المردود الفني والمالي، واقتراح أفكار تسهم في تحسين الموارد المالية للنادي، عن طريق جلب الرعاة والاستثمار في النادي، وعقد الشراكات المالية مع المستثمرين، ومحاولة استثمار خبرة الوكيل في جلب الحلول المالية للنادي».
وتابع: «ضعف الرواتب أصبح عائقاً أمام وكلاء الأعمال في استقطاب المواهب الكروية، ولابد من إيجاد حلول تسهم فيها جميع أطراف منظومة كرة القدم، لكي تكون موجهة نحو عبور التحديات».
5 عوامل تسهم في تحسين رواتب لاعبي الدرجة الأولى والمراحل السنية:
1- اعتماد اتحاد الكرة لوائح وآليات تحدد الحد الأدنى من رواتب اللاعبين.
2- إلزام الأندية دفع الرواتب وفقاً للوائح المعتمدة من اتحاد الكرة.
3- مساعدة اتحاد الكرة والمجالس الرياضية الأندية مالياً.
4- إسهام الشركات في تطوير ميزانيات الأندية من خلال الرعاية والمبادرات المجتمعية.
5- توجه الأندية للاستثمار.