سالم عبدالرحمن يتوّج بطلاً لـ «شطرنج آسيا»

توج لاعب منتخب الإمارات، سالم عبدالرحمن، بطلاً لبطولة آسيا الفردية للشطرنج للرجال، التي اختتمت أول من أمس في نادي العين للثقافة والشطرنج، محققاً إنجازاً رياضياً غير مسبوق للشطرنج الإماراتي، في البطولة التي أقيمت تحت رعاية سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، بالتعاون مع اتحاد الشطرنج، وإشراف الاتحاد الآسيوي للعبة، كما تأهل سالم بهذا الإنجاز لتمثيل قارة آسيا في نهائيات كأس العالم، التي تنطلق الشهر المقبل في أذربيجان.

جاء تتويج سالم ملكاً على «شطرنج آسيا» عقب تعادله في الجولة الأخيرة أمام منافسه الأستاذ الكبير الهندي فيدت سانتوش، تصنيف دولي 2644، وبذلك رفع سالم رصيده إلى سبع نقاط، وأحرز المركز الأول بجدارة من خلال ستة انتصارات وتعادلين، في البطولة التي شارك فيها 172 لاعباً من 32 دولة آسيوية. وأسفرت بقية النتائج عن حلول الأستاذ الدولي الكبير الهندي جانجولي برصيد سبع نقاط، بينما جاء في المراكز من الثالث حتى الخامس برصيد 6.5 نقاط كل من الهنديين سيتورامان وسانتوش، والصيني جيانتشاو، ونظراً لتأهل سالم عبدالرحمن والهندي سيتورامان إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، تقرر خمسة لاعبين لتمثيل القارة الآسيوية في كأس العالم، وهم الثلاثي الهندي جانجولي وسانتوش ولاليث بابو، والصيني جيانتشاو، والإيراني بارهام مقصودلو.

الإيرانية ميترا بطلة السيدات نجحت المتألقة الإيرانية ميترا حجازي بور في أن تنتزع لقب بطولة السيدات في مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن تغلبت في الجولة الأخيرة على لاعبة الهند ماري جومير، بينما خسرت متصدرة البطولة الهندية لكشمي من منافستها الصينية شين يانغ، ليذهب لقب البطولة على طبق من ذهب إلى المجتهدة الإيرانية ميترا برصيد سبع نقاط، بينما حلت الصينية شين يانغ في المركز الثاني بسبع نقاط، ثم جاءت ثلاث لاعبات في المراكز من الثالث حتى الخامس برصيد 6.5 نقاط، وهن: الهندية لكشمي، ومواطنتها براتيوشا بودا، والكازاخستانية دينارا.

من جهته، أكد البطل سالم عبدالرحمن أنه يتشرف بإهداء هذا الإنجاز الذهبي إلى صاحب السمو رئيس الدولة ونائبه والحكام وحاكم الشارقة، كما أنه يهديه بشكل خاص إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وذلك عرفاناً وامتناناً بدعم سموه وتشجيعه الدائم له خلال مسيرته، خصوصاً في السنوات الثماني الأخيرة، إذ كانت كلمات سموه حافزاً دائماً له خلال البطولات، وفي الأوقات الحاسمة، التي تتطلب عزيمة وإصراراً لتحقيق إنجاز للدولة. وأضاف «الفتي الذهبي» في تصريحات صحافية أنه يقدر ويثمن جهود والده، اللاعب الدولي عبدالرحمن محمد صالح، الذي علمه اللعبة، وعامله كصديق، وقدم له النصائح الثمينة خلال مسيرته الشطرنجية، كما ثمن سالم تعاون ودعم شقيقيه أبطال الشطرنج عبدالله وجاسم.

من جهته، تقدم الأمين العام للاتحاد الآسيوي، ومدير البطولة ورئيس الجهاز الفني باتحاد الشطرنج، هشام الطاهر، بالتهنئة إلى جميع المنتسبين للرياضة الإماراتية على هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق، الذي يعتبر الأقوى في تاريخ الشطرنج على مستوى الرجال، إذ توجه بالشكر إلى كل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، بداية باللاعب نفسه، إضافة إلى جهود المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه، وكذلك إدارة نادي الشارقة الثقافي للشطرنج، ومجلس الشارقة الرياضي، وجهود المسؤولين باتحاد الشطرنج، ليسجل هذا الإنجاز التاريخي بأحرف من نور كبطولة ذهبية جديدة للدولة، متمنياً التوفيق لزملاء سالم في كل الفئات العمرية، سواء في رياضة الشطرنج أو الألعاب الرياضية الأخرى، ليرفعوا راية الدولة خفاقة في مختلف المحافل الدولية.

من جهة أخرى، تنطلق اليوم منافسات بطولة آسيا الفردية للشطرنج الخاطف «البليتز» للرجال والسيدات، يعقبها حفل الختام وتتويج الأبطال في تمام الساعة السابعة مساء. يذكر أن منافسات البطولات الآسيوية تتضمن ست مسابقات، تشمل مسابقات الكلاسيكي والسريع والخاطف للرجال والسيدات، ويحصل كل لاعب في بطولة الكلاسيكي على زمن تفكير قدره 90 دقيقة لأداء أول 40 نقلة، ثم نصف ساعة لكل لاعب لبقية المباراة، مع إضافة 30 ثانية عن كل نقلة من بداية المباراة. في المقابل، تقام بطولة الكلاسيكي من تسع جولات، وفقاً للنظام السويسري.

العين «وجه السعد» على «الفتى الذهبي»

تعد مدينة العين، عاصمة الشطرنج الآسيوي، ذات مكانة خاصة لدى البطل سالم عبدالرحمن، الذي أكد أنه يتفاءل كثيراً باللعب في مدينة العين، منذ أن شهدت «دار الزين» عام 2007 فوز سالم بذهبية بطولة آسيا تحت 14 سنة، ثم فوزه بذهبية الفردي في بطولة الأندية الآسيوية الأبطال عام 2014، ثم اكتملت الثلاثية العيناوية بفوز سالم بذهبية آسيا للرجال عام 2015، وتأهله إلى نهائيات كأس العالم.

بطولة الأرقام القياسية

حطمت البطولة عدداً من الأرقام القياسية، بالنسبة لأعداد اللاعبين والدول المشاركة التي بلغت 172 لاعباً من 32 دولة، وكذلك مشاركة ست محكمات لأول مرة في بطولة قارية على هذا المستوى الرفيع، إلى جانب أن البطولة شهدت مشاركة أصغر لاعبة في تاريخ البطولة الآسيوية للسيدات، وهي لاعبة تركمانستان، باغول إيزيزوفا، وعمرها تسع سنوات، كما قام الاتحاد الآسيوي واللجنة العليا المنظمة بتكثيف الانتشار الإعلامي للبطولة وأخبارها وصورها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«إنستغرام» و«يوتيوب»، وتم نشر لقاءات مع أبرز الأبطال المشاركين والمتنافسين على ألقاب البطولة، إذ تميزت بتغطية إعلامية غير مسبوقة، محلياً وقارياً، لهذا الحدث القاري الأبرز في روزنامة الاتحاد الآسيوي للشطرنج.