أحمد بن حشر حامل ذهبية الرماية في أولمبياد أثينا. ا.ف.ب

أحمد بن حشر: استفاد مني ويلـسون.. وأنا «مهمّش» في لعبتي

أكد البطل الأولمبي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، صاحب ذهبية الرماية في أولمبياد أثينا ‬2004، أنه يشعر بحسرة وألم كبيرين لعدم الاهتمام بأصحاب الخبرات في مختلف الألعاب الرياضية، خصوصاً الألعاب التي يمكن أن تقدم أبطالا أولمبيين مثل الرماية والسباحة وألعاب القوى وغيرها

وقال الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم، في الجزء الثاني والأخير من حديثه مع «الإمارات اليوم»: «للأسف أصحاب الخبرات في معظم الألعاب الرياضية بعيدون تماما عن الساحة وعن العمل الفني الميداني المتخصص، الذي يحتاج إلى خبرة هؤلاء في النهوض بهذه الألعاب التي اكتسبوها على مدار سنوات طويلة».

وقال «أتساءل: ماذا استفادت الرياضة الإماراتية من بطل أولمبي حقق الميدالية الذهبية في لعبة الرماية منذ تسع سنوات في أولمبياد أثينا؟ ولماذا لم نستثمر هذا النجاح في التواصل وإعداد أجيال جديدة تستطيع تحقيق مثل هذه الإنجازات التي يمكن أن نحققها بقليل من التخطيط والدعم المالي؟ أنا لا أريد التواجد على رأس اتحاد أو لجنة أولمبية، لكنني كنت أتمنى التواجد على رأس فريق عمل فني متخصص في لعبة الرماية التي بذلت فيها جهدا كبيرا واكتسبت منها خبرات تمنيت أن يستفيد منها أبناء بلدي، ويسند إليّ مهمة تخريج الأبطال مع وضع جميع الإمكانات اللازمة تحت تصرفي، ثم تكون المحاسبة في النهاية، وهكذا يفعل العالم المتقدم رياضياً».

بيتر ويلسون

وقال الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم «بعد دورة أثينا الأولمبية توقعت أن يقوم المسؤولون في اللجنة الأولمبية الوطنية بالتواصل معي، ووضع برنامج فني متخصص للمحافظة على هذا الإنجاز سواء بإعداد بطل جديد للدورة الأولمبية التي تليها أو التخطيط طويل المدى لإعداد أبطال جدد في المستقبل، لكنه لم يحدث، وانتظرت سنوات كثيرة من أجل تقديم كل خبراتي الميدانية لأبناء بلدي لكن للأسف لم يحرك أحد ساكناً».

وأضاف «وجدت نفسي ألبي دعوة البطل الإنجليزي بيتر ويلسون الذي شارك في أولمبياد لندن ‬2012 واختارني القائمون على تدريب هذا البطل وإعداده للمشاركة في الدورة، ووقعت عينهم على الشخص الذي استطاع الفوز بذهبية أثينا في اللعبة نفسها (الدبل تراب) للاستفادة القصوى من خبرتي، وتأكدهم أن هذا البطل لو تدرب على يدي مع توفير كل الإمكانات المطلوبة للمنافسة القوية في الدورة الأولمبية سيفوز حتماً بالميدالية الذهبية، وقد كان وقمت بتدريب بيتر ويلسون وإعداده بشكل فني متميز ودخل المنافسة الأولمبية واستطاع بالفعل تحقيق الميدالية الذهبية لبلاده».

وتابع «بقدر فرحتي بتحقيق هذا الإنجاز كمدرب للبطل الإنجليزي الذي استفاد من خبرة لاعب عربي وليس أوروبياً، بقدر حسرتي وألمي لعدم استفادة بطل إماراتي من هذه الخبرة وفوزه هو بهذه الميدالية، وهنا سألت نفسي: لماذا وكيف يستفيد مني الأجنبي، وأنه - مهمش - في لعبتي التي أتفوق فيها ولا يستفيد مني أبناء بلدي؟».

وأوضح «لايزال عندي أمل في تقديم كل خبراتي في لعبة الرماية من أجل أبناء بلدي لو تقدم لي المسؤولون في اللجنة الأولمبية واتحاد الرماية وعرفوا مني ما هو المطلوب من أجل إعداد جيل من الأبطال يستطيع تحقيق الإنجازات الأولمبية، وأنا على استعداد فورا لقبول هذه المهمة بشرط توفير الدعم المالي اللازم لذلك، وسأتقدم لهم بخطة عمل طويلة وأخرى قصيرة وسأقوم بنفسي بالبحث عن الأبطال الموهوبين الذين يستطيعون المنافسة الأولمبية لو توافرت لهم جميع الإمكانات، ويتم وضع هذه الخطط والبرامج تحت «الميكروسكوب»، وأعد الجميع بأن تؤتي هذه الخطط ثمارها».

الرجل المناسب

وعما إذا كان إنشاء أكاديميات متخصصة في كل لعبة، خصوصاً الألعاب الاولمبية الفردية، سيسهم في تخريج أبطال أولمبيين، قال «أؤيد ذلك بالفعل، ونحن بحاجة فقط إلى أكاديميات بإمكانات قليلة وليست عملاقة، ولا نحتاج إلى الملايين، لكن نحتاج فقط إلى أن نضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ونوكل العمل إلى شخص فني متخصص يقود العمل وأن يكون مخلصاً في عمله، ولو بدأنا بالفعل في إنشاء هذه الأكاديميات المتخصصة لكنا الآن ننافس في جميع الدورات الأولمبية، وأنا هنا أتحدث عن لعبة الرماية تحديداً، لأن الأكاديميات المتخصصة هي الأساس العلمي السليم في تخريج الأبطال والتي تؤتي ثمارها يوماً ما».

الاحتراف

وعما إذا كان يمكن تطبيق الاحتراف على الألعاب الفردية، قال الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم «لاشك في أن الاحتراف الكامل هو أساس نجاح الرياضة وهو أقصر الطرق التي يمكن بها الحصول على بطل أولمبي جديد، لكن لو عثرت على لاعب موهوب في الرماية مثلاً وطلبت منه التفرغ الكامل وإعلان الاحتراف مدة لا تقل مثلا عن أربع سنوات قبل أي دورة أولمبية، سيكون رده ماذا ستقدم لي حتى يمكنني الاستغناء عن عملي أو وظيفتي والتفرغ الكامل للتدريب والاستعداد طول هذه الفترة التي تسبق الدورات الأولمبية؟ فلابد هنا أولاً من تهيئة الظروف المناسبة لهذا اللاعب من اللجنة الأولمبية واتحاد الرماية وحتى الهيئة العامة للشباب والرياضة حتى نتمكن من إلزامه بالتدريب اليومي المتواصل، وتنفيذ البرنامج الذي يستطيع به المنافسة في أقوى الدورات العالمية، كما أن تفرغه التام للتدريب يوجب توقيع عقد احتراف مع الاتحاد المتخصص في لعبته حتى يضمن مستقبله ويستطيع إبراز كل مواهبه في التدريب والاستعداد الجيد».

الأكثر مشاركة