عبدالله موسى سعيد باقتراب الجزيرة من تحقيق حلمه بلقب الدوري. تصوير: إريك أرازاس

الدرع تتزيّن لزفاف رجل «العنكبوت»

بات الجزيرة على بعد ثلاث نقاط فقط من التتويج للمرة الأولى في التاريخ بطلا لدوري المحترفين لكرة القدم، واتسع الفارق في الصدارة بين العنكبوت المتصدر وبني ياس الوصيف إلى 12 نقطة قبل اربع جولات من الوصول لمحطة الختام، ونظرا لتفوق الجزيرة في المواجهات المباشرة مع بني ياس فإن اللقب بات محسوما لمصلحة بطل الكأس في حال تساويا في رصيد النقاط، ليجمع فارس العاصمة بين الثنائية التاريخية.

 دياكيه.. اللاعب المثالي

استحق قائد الجزيرة إبراهيم دياكيه الفوز بلقب أحسن لاعب في الجولة السابعة عشرة لدوري المحترفين لكرة القدم، بعد تألقه في قيادة المتصدر لتحقيق فوز عريض على الظفرة بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، ولم يهتز القائد المحنك بعد أن تقدم الضيوف في بداية الشوط الثاني بهدفين نظيفين، وجاء التعادل ثم التقدم بثلاثة أهداف، لكن الظفرة نجح في إدارة التعادل قبل ان يقود دياكيه بخبرته العريضة الجزيرة لتسجيل هدفين من صناعة دياكيه المتألق، فاستحق الفريق الفوز ونال نجم الجولة اللقب المرموق عن جدارة. ونافس دياكيه نجم بني ياس العماني فوزي بشير أفضل لاعبي فريقه في مباراة العين التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله.

ويبدو الوضع أكثر استقراراً في بيت العنكبوت بعد الجولة السابعة عشرة التي شهدت فوزا مثيرا على أرضه وبين جماهيره حوّل فيه تأخره بهدفين نظيفين أمام الظفرة إلى الفوز العريض بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، مستغلا سقوط بني ياس في فخ التعادل المثير مع العين بهدف لمثله. ولأن الصعود فوق منصة التتويج لا يحتاج أكثر من ثلاث نقاط من مجموع 12 نقطة فإن الجزيرة بات يفكر وبشكل جدي في الموسم الجديد، ومن الآن، حيث يواجه العديد من التحديات، أبرزها ما أعلنه مدرب الفريق البرازيلي أبل براغا من قدرته على المنافسة على اللقب الآسيوي في النسخة المقبلة من دوري أبطال القارة الصفراء، لاسيما أن عقد براغا سينتهي بنهاية الموسم الحالي، والتقارير الواردة من البرازيلي تؤكد أنه عائد لبلد السامبا لا محالة، بعد أن توصل لاتفاق شبه نهائي من نادي فلومنينزي، وهو ما يجعل النادي يفكر في البديل المناسب إذا فشل في اقناعه بالاستمرار مع الفريق لموسم رابع، إضافة إلى بحث دعم الفريق بعناصر جديدة قادرة على التمثيل الآسيوي المشرف.

سخونة القاع

على النقيض من القمة يبدو الوضع أكثر سخونة في القاع بعد أن اشتعل سباق المنافسة على البقاء في دوري الأضواء والشهرة واللعب مع الكبار وتجنب الهبوط لعالم الهواة، وكان دبي هو أكثر المستفيدين من نتائج الجولة، بعد أن انتزع فوزا على طريقة الضربة القاضية على الأهلي بهدف في الوقت القاتل على الطريقة الفرنسية بضربة خلفية مزدوجة نفذها الهداف الفرنسي ميشيل لورانت، ليمنح فريقه النقاط الثلاث، ويبتعد بفارق ست نقاط عن مرحلة الخطر.

واستفاد أسود العوير من سقوط اتحاد كلباء في فخ الخسارة على أرضه وبين جماهيره أمام الوصل بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وهي الخسارة التي جمدت رصيد النمور عند 14 نقطة، وعاد الفريق للمركز قبل الأخير، فيما سقط العين في فخ تعادل مر مع بني ياس بهدف لمثله في عقر دار الزعيم، لكن النقطة رفعت رصيد العين إلى 15 نقطة، ليبتعد عن المركز قبل الأخير ويتقدم للمركز العاشر، فيما كان الظفرة أكبر الخاسرين بهزيمته العريضة أمام الجزيرة بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، فتجمد الفريق في القاع برصيد 12 نقطة، وبات بحاجة إلى معجزة من أجل البقاء.

 جمال.. الحارس النموذجي

نال حارس مرمى دبي، جمال عبدالله، لقب أحسن لاعب في الجولة السابعة عشرة لكرة القدم، وتألق جمال في الذود عن مرماه ببسالة وفدائية وكان أحد نجوم المباراة وساهم في الفوز الثمين الذي حققه الفريق بهدفين مقابل هدف واحد أمام الأهلي. وارتدى جمال قفاز الإجادة ونجح في التصدي للعديد من الكرات الخطرة التي هددت مرماه، وانقذ تسديدات هائلة وقوية من خارج منطقة الجزاء وابعد انفرادين، وتعامل بيقظة تامة مع الكرات الخطرة داخل منطقة الجزاء، وامتاز بالثبات الانفعالي وسرعة ردة الفعل على مدار شوطي المباراة، فساهم في بقاء النتيجة عند التعادل بهدف لمثله، قبل أن يحسم زميله ميشيل لورانت المباراة بهدف قاتل في الوقت المحتسب بدلاً من الوقت الضائع.

المراكز الآسيوية

استمرت لعبة الكراسي الموسيقية في منتصف الجدول بحثا عن الهروب من الانجراف للدوامة، ومحاولة التقدم للمربع الذهبي، بحثا عن أمل للمشاركة في البطولة الآسيوية الموسم المقبل، وعلى الرغم من تعادله مع العين بهدف لمثله إلا أن بني ياس احتفظ بالوصافة برصيد 31 نقطة، لكنه فقد الأمل نظريا وعمليا في المنافسة على اللقب.

ولم يتمكن الشباب من استغلال الفرصة للقفز للمركز الثاني، بعد أن سقط بدوره في فخ التعادل على أرضه أمام الشارقة بهدف لمثله، ولم يستفد الشارقة من نقطة التعادل وظل سادسا برصيد 23 نقطة. واستفاد الوصل من الصحوة على يدي مدربه المواطن خليفة مبارك، وحقق فوزه الكبير خارج أرضه على الاتحاد بثلاثة أهداف لهدفين، ليعود مجددا إلى المركز الرابع برصيد 27 نقطة.

وعرف الوحدة طعم السعادة خارج الديار بعد أن حقق فوزاً عريضاً على النصر في عقر دار العميد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، فتقدم الوحدة من المركز الثامن إلى الخامس برصيد 23 نقطة، وكان الأهلي ضمن الخاسرين ولم يستفد من التغيير النفسي بعد رحيل المدرب الايرلندي ديفيد اوليري وتولي المواطن عبدالحميد المستكي المهمة.

سذاجة دفاعية

شهدت الجولة اخطاء دفاعية ساذجة ساهمت في زيادة المعدل التهديفي برصيد 24 هدفا سجلت في الجولة، معظمها جاء من هفوات قاتلة، كما لو أن المدافعين، بمن فيهم دفاع المتصدر، قد حصلوا على إجازة الصيف باكراً، فيما يفرط المهاجمون في الفرصة واستغلوها بذكاء، فامطروا الشباك بوابل من الأهداف الجميلة والممتعة، وأبرزها كان الهدف العالمي لدبي في شباك الأهلي عن طريق ميشيل لورانت، وهدف لاعب الوصل الصاعد خليفة عبدالله من قذيفة مدوية من خارج منطقة الجزاء في الزاوية اليمنى لمرمى الاتحاد، وهدف زميله راشد عيسى من ضربة رأس اثر تمريرة عميقة كشفت التسلل والخروج البطيء لدفاع الاتحاد، فيما كانت أهداف مباراة الغزارة التهديفية بين الجزيرة والظفرة نموذجاً في التنوع الغريب لأخطاء المدافعين التي فشل معها الحارسان علي خصيف وعبدالباسط محمد في إصلاحها.

تألق الشباب

لمشاهدة الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط .

كان أبرز ظواهر الجولة حالة التألق التي كان عليها عدد كبير من اللاعبين الصاعدين، على الرغم من دخول قطار الدوري في مرحلة المطبات الصعبة، ولكنهم استغلوا الفرصة بذكاء، لاسيما في صفوف الوصل الذي منح فيه المدرب خليفة مبارك ثقته للشباب، وتألق خليفة عبدالله وعبدالرحمن يوسف وحسن يوسف وراشد عيسى ومحمد جمال، وجميعهم دون 21 عاما، كما تألق مع دبي لاعبه الواعد حسن عبدالرحمن الذي سجل الهدف الافتتاحي في شباك الأهلي من ركلة جزاء، وفي الجزيرة كان الثنائي عبدالله موسى وعلي مبخوت ضمن قائمة المسجلين للأهداف في لقاء الخماسية، ولا ننسى أن هدف الأهلي الوحيد سجله الواعد أحمد خليل، وفي صفوف الوحدة كانت ثلاثية أصحاب السعادة عن طريق الثنائي الواعد محمد سلام وسالم صالح.

أخطاء تحكيمية

سجلت الجولة عودة جديدة لأخطاء تحكيمية ساهمت في زيادة حالة الغضب تجاه قرارات قضاة الملاعب، ولم يسلم منها كبار الحكام، وبينهم الدولي علي حمد الذي لم يحتسب ركلة جزاء واضحة للنصر في مباراته مع الوحدة، والحكم إبراهيم المهيري الذي احتسب ركلة جزاء غير صحيحة للاتحاد سجل منها هدفا في شباك الوصل، فيما سجل الشارقة اعتراضا على قرارات الحكم الصاعد حمد يوسف، فيما كانت الجولة هادئة في بقية المباريات بفضل خبرة محمد عبدالكريم وفهد الكسار.

وتصادفت نهاية الجولة مع إعلان لجنة الحكام باتحاد كرة القدم نيتها دراسة قرار بحجب جائزة أفضل حكم للموسم، بعد الانتقادات الصارخة التي يتعرض لها الحكام هذا الموسم، ومطالبات الأندية بحكام أجانب للدوري.

 رأي فني

أحمد سعيد: كلّهم يستحقّون البقاء

أكد مدير فريق الجزيرة السابق أحمد سعيد، أنه يتمنى صدور قرار بعدم هبوط أي فريق من دوري المحترفين هذا الموسم، وزيادة عدد الفرق في الموسم المقبل إلى 14 نادياً، بشرط أن تطبق كل الأندية معايير الاتحاد الآسيوي، وقال إنه يأمل في ذلك لأن الفرق التي تتصارع للنجاة من دائرة الهبوط للدرجة الأدنى لا تستحق اللعب في دوري المظاليم قياسا بالأداء الذي تقدمه. وقال سعيد: «أبرز ظواهر الجولة السابعة عشرة من وجهة نظري فريق دبي الذي يقدم كرة متطورة وحديثة ويلعب بروح قتالية عالية، ويمتاز بالتنظيم والأداء الراقي والسرعة والتهديف الجميل، وكذلك الحال بالنسبة لبقية الفرق في القاع التي تطور أداؤها بشكل لافت، وهو الأمر الذي يدعو للدهشة والتساؤل، أين كان هذا الأداء في الدور الأول؟ ولماذا كانت إدارات تلك الأندية تلتزم الصمت تجاه ما يحدث من نزيف للنقاط؟. وتابع سعيد «اعتقد أن الوضع حسم تماما في السباق على اللقب منذ فترة، وبات الدرع محسوما لمصلحة الجزيرة، والأندية الأخرى تتنافس على المقاعد الآسيوية، وهو صراع لا يقل سخونة عن سباق المنافسة في القاع.

 رأي الصافرة

درويش: الكسّار الأبرز في الجولة «17»

 

رأى الحكم الدولي المونديالي المساعد السابق في كرة القدم عيسى درويش، ان الحكم الدولي فهد الكسار الذي قاد مباراة الجزيرة والظفرة كان الابرز ضمن حكام الجولة ،17 كونه قاد المباراة بشكل متميز دون أية اخطاء تحكيمية مؤثرة في نتيجة المباراة، فضلا عن ان تحركاته في الملعب كانت سليمة، لافتا الى انه يمنح تقييما تقديريا بنسبة تسعة من ،10 فيما حصل كل من الحكمين محمد عبدالكريم الذي قاد مباراة دبي والاهلي على 8.9 من ،10 وحمد علي يوسف الذي قاد مباراة الشباب والشارقة على 8.8 من ،10 فيما حصل كل من الحكام محمد عبدالله حسن الذي قاد مباراة العين وبني ياس، وعلي حمد الذي قاد مباراة النصر والوحدة، وابراهيم المهيري الذي ادار مباراة اتحاد كلباء والوصل على ثمانٍ من .10 واشار الى ان الحكام محمد عبدالكريم وحمد يوسف ظهرا بمستوى متطور في هذه الجولة. واعتبر درويش انه باستثناء بعض الاخطاء التحكيمية التي وقع فيها بعض الحكام فإن المستوى التحكيمي في الجولة السابقة كان متميزا في معظم المباريات، رغم ان الدوري دخل مرحلة حاسمة وحساسة بالنسبة لجميع الفرق، داعياً الحكام إلى ضرورة التركيز اكثر خلال مباريات الجولات المقبلة في المنافسة.منصور السندي ــ دبي

الأكثر مشاركة