لاعبو الوحدة حريصون على قيادة دفة المحترفين.تصوير: جوزيف كابيلان

‏ فرسان القمة الثلاثة يغرّدون خارج السرب ‏

‏ابتعد فرسان القمة بالصدارة، واشتعلت درجة حرارة المنافسة على اللقب بين ثلاثي العاصمة (الوحدة والجزيرة والعين)، بعد ثلاثة انتصارات غالية حافظت من خلالها الفرق الثلاثة على الفارق نفسه، فيما عادت لعبة الكراسي الموسيقية إلى المنطقة الدافئة، ولم يطرأ أي تغيير على صراع الهروب من دوامة الهبوط في القاع، وجاءت محصلة الجولة الـ16 لدوري المحترفين لكرة القدم مثيرة في نتائجها، لكنها اعترفت بالمنطق والواقع في معظم المواجهات، ولم يجد أصحاب السعادة أدنى صعوبة في تحقيق فوز وبثلاثية عريضة على الشقيق الأصغر فارس الغربية. فيما أفلت العنكبوت بصعوبة من فخ صقور الإمارات، ونجح في تحويل تأخره بهدفين إلى فوز ثمين بثلاثة أهداف. وضرب الزعيم بقوة خارج ملعبه ونجح في اصطياد الجوارح بخمسة أهداف مقابل هدفين كانت بمثابة الزلزال الذي ضرب القلعة الخضراء بقوة. ورفعت قمة دبي شعار الهدنة بعد التعادل السلبي بين الإمبراطور والعميد، وسقط السماوي والبرتقالي في فخ تعادل إيجابي (1/1) بمثابة الخسارة للفريقين. ونجح الملك في حل عقدة الفرسان الحمر في الوقت القاتل بهدف برازيلي.

وعادت الأخطاء التحكيمية لتلقي بظلالها على مباريات الجولة في توقيت بالغ الحساسية، وخرجت الأصوات من قلعة الجوارح تشكو الظلم الذي تعرّض له الشباب، وحمّل مسؤول في النادي الخسارة الثقيلة للحكم محمد عبدالكريم بإشارة إلى سابق خسارتهم كأس رئيس الدولة أمام العين أيضا، ومع الحكم نفسه في الموسم الماضي، وأكد أن طرد عبدالعزيز هيكل(28) أثّر في مجريات المباراة ومنح التفوق للمنافس، فيما تسبب خطأ فادح من الحكم سعد الحوطي في حرمان الجزيرة من هدف صحيح في شباك الإمارات بداعي التسلل، كما حرم التحكيم الشارقة من هدف سليم في شباك الأهلي سجله البرازيلي مارسلينهو.

وهبط المعدل التهديفي في الجولة الـ16 إلى 18 هدفاً، وهو المعدل الأدنى في الدور الثاني حتى الآن، رغم الغزارة التهديفية التي حفلت بها قمة الشباب والعين وسجلت سبعة أهداف، بينما خلت مباراة «ديربي دبي» من الأهداف بين الوصل والنصر، وشهدت مباراة الشارقة والأهلي هدفاً واحداً فقط، مقابل هدفين في مباراة بني ياس وعجمان. ومع عودة الأخطاء التحكيمية عادت أخطاء حراس المرمى لتعكس المعاناة التي يعانى منها المنتخب الوطني، نظراً لعدم ثبات مستوى حراس المرمى المواطنين، وشهدت الجولة هفوات ساذجة من عدد من الحراس سواء الكبار أصحاب الخبرة أو الشباب الواعدين، واهتزت الخطوط الدفاعية لبعض الفرق بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها المدافعون في التمركز والرقابة والتغطية في مباريات الشباب والعين، والوحدة والظفرة، والشارقة والأهلي، والجزيرة والإمارات.

أهل القمة

واكتفى الوحدة بثلاثة أهداف نظيفة فقط ليتخطى عقبة شقيقه الأصغر الظفرة في مواجهة سهلة كان فيها أصحاب السعادة قريبين من الفوز برقم قياسي من الأهداف، لكنهم اكتفوا بالثلاثية التي حملت توقيع بنغا وبشير سعيد وسعيد الكثيري، وهو الفـوز الذي ضمن للعنابي مواصلة العزف المنفرد على قمة الدوري والاقتراب من حلم العودة إلى منصـة التتويج والفوز باللقب بعد غياب طويل عن الألقاب لمدة أربع سنوات متتالية.

ووضعت الخسارة الظفرة في موقف لا يحسد عليه فارس الغربية بعد أن واصل الاقتراب من منطقة الخطر، خصوصاً أنه سيلعب مباراتين فقط على ملعبه أمام العين والشارقة من أصل ست مباريات متبقية على ختام الموسم. واحتفظ الجزيرة بحقه في مواصلة المطاردة والوصافة وفارق النقطة الواحدة مع المتصدر بعد أن تخطى عقبة صعبة على أرضه وبين جماهيره بفوز شاق على الإمارات بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وكان العنكبوت في ورطة خلال الشوط الأول عندما تقدم بهدف الإيفواري توني، لكن الضيوف ردوا بهدفين من ركلة جزاء وركلة حرة عن طريق رضا عنايتي وكريم كركار، وضغط الجزيرة في الشوط الثاني في ظل تراجع كامل من الصقور للحفاظ على الفوز، وطبق أصحاب الأرض المثل القائل: «كثرة الضغط تفك اللحام»، وتسبب الضغط الهجومي المكثف من الجزيرة في إدراك التعادل عن طريق ركلة جزاء سجلها توني، وهدف الفوز عن طريق سلطان برغش من قذيفة من خارج منطقة الجزاء، بخلاف هدف صحيح ملغي سجله سوبيس، وألغاه الحكم بناء على إشارة من المساعد على تسلل سوبيس، ولم يكن الأمر صحيحاً.

وأكد الزعيم تفوقه الواضح على الجوارح هذا الموسم بالفوز الرابع على التوالي في موسم واحد، ولم ينجح الشباب في استغلال عاملي الأرض والجمهور وسقط في زلزال قوته خمسة أهداف حملت توقيع هداف المسابقة الأرجنتيني خوسيه ساند ثلاثة أهداف «هاتريك»، وفارس جمعة وعبدالعزيز فايز، في لقاء كان قائده التشيلي خورخي فالديفيا مؤثرا في تحديد النتيجة، فيما لم يشفع للشباب هدفيه عن طريق سرور سالم وريناتو في العودة للمباراة، ودفع الجوارح الثمن غالياً لحالة النقص منذ الدقيقة 28 بعد طرد عبدالعزيز هيكل، واستفاد العين من وجود مدرب الشباب البرازيلي سيريزو قائداً للزعيم وهو يعلم كل كبيرة وصغيرة عن فريقه السابق.

المربع الذهبي

واشتعلت المنافسة على المربع الذهبي للبطولة بعد أن سقط بني ياس والوصل في فخ التعادل أمام عجمان والنصر، فكان الشارقة أكبر المستفيدين بعد فوزه المثير على الأهلي بهدف نظيف، وكان التعادل بمثابة الخسارة للسماوي الذي لم ينجح في تحقيق الفوز على ملعبه الجديد في الشامخة، وسقط في فخ التعادل بهدف لمثله أمام عجمان، وكان التعادل بمثابة الخسارة أيضا للضيوف الذين يستعدون لتأكيد حجـز تذكرة العودة إلى عالم الهواة في الموسم المقبل، بعد ان تجمد رصيدهم عند النقطة الخامسة، وتعقدت مهمتهم في الهروب من دوامة الهبوط.

وفي مباراة ثانية، كانت نقطة التعادل أمام النصر بمثابة الخسارة لفهود زعبيل على أرضهم وبين جماهيرهم رغم أن مدربهم البرازيلي غيماريش وصف التعادل بالأفضل من الخسارة، على أساس أن النصر كان قريباً من خطف الفوز في الوقت الصعب، واحتفظ الوصل بفرصته في المنافسة على المربع الذهبي بفارق أربع نقاط عن بني ياس.

فيما كان التعادل خسارة كبيرة للعميد الذي لم ينجح في الهروب من دوامة الهبوط ووجه أنصاره شكراً خاصاً للجزيرة الذي أفسد مخطط الإمارات للفوز، فاحتفظ العميد بفارق النقاط الثلاث عن الصقور صاحب المركز قبل الأخير.

ونجح الملك في حل عقدة الفرسان الحمر بعد أربع سنوات لم يتمكن فيها الشارقة من تحقيق الفوز على الأهلي وخطف النقاط الثلاث بالفوز بهدف مثير عمق جراح الأهلي حامل اللقب الذي يترنـح هذا الموسم على كل الصعد، ويبـدو أن لعنـة اللقب مازالت تطارد أصحاب القمصان الحمراء.‏

الأكثر مشاركة