الأبيض استسلم وفقد رغبة الوصـــــــــول إلى «المونديال»
فرضت الخسارة الثالثة في تصفيات كأس العالم التي تلقاها المنتخب الاول لكرة القدم أمام نظيره كوريا الجنوبية1-4 على كل محبي وعشاق الأبيض حالة من عدم التفاؤل بقدرة الفريق على الوصول الى المونديال وتحقيق الحلم الذي ينتظره الشارع الإماراتي طويلاً.
ويأتي تشاؤم الجمهور من المستوى الهزيل الذي ظهر عليه الفريق وافتقاد اللاعبين لعنصري الإصرار والرغبة في تحقيق نتيجة ايجابية ولكن المنتخب لم يفقد من الناحية الحسابية الأمل في التأهل الى نهائيات كأس العالم التي تقام عام 2010 في جنوب افريقيا.
وبدا المنتخب وكأنه غير مهتم بتحقيق نتيجة ايجابية أمام كوريا الجنوبية في المباراة التي جرت في سيئول ضمن المجموعة الاسيوية الثانية، وكان اداء اللاعبين يوحي بأنهم راضون عن الخسارة ومتقبلون لها ومقتنعون بها ومستسلمون لعدم قدرتهم على منافسة منتخبات المجموعة في حجز احدى بطاقتي التأهل الى المونديال.
وباستثناء اسماعيل الحمادي الذي شارك في الشوط الثاني وسجل هدف الأبيض الوحيد لم يظهر أي لاعب اخر في صفوف المنتخب خلال هذه المباراة بصورة جيدة وكانوا بعيدين حتى عن مستواهم المعهود الذي يقدمونه في المسابقات المحلية.
وبذلك استمر المنتخب في المركز الأخير دون ان يضع في رصيده اي نقطة في الوقت الذي حصلت فيه المنتخبات الأربعة الأخرى وهي السعودية وايران وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية على أربع نقاط.
براءة دومينيك
ولا يتحمل الفرنسي دومينيك المدير الفني للمنتخب مسؤولية هذه الخسارة الثقيلة بمفرده فقد تولى مهمة تدريب المنتخب قبل أيام من رحيل مواطنه ميتسو الذي ترك الفريق بشكل مفاجئ وتعاقد خلال 24 ساعة من رحيله من الإمارات على تدريب المنتخب القطري.
وواجه دومينيك الكثير من الصعوبات التي لم يواجهها ميتسو من قبل وعلى رأس هذه الصعوبات غياب أكثر من لاعب أساسي عن المنتخب لأسباب مختلفة من بينها الإصابات والإيقافات وتراجع المستوى مثل هلال سعيد وسبيت خاطر وفيصل خليل وصالح عبيد وراشد عبدالرحمن وعبدالرحيم جمعة.
وفرض هذا الامر على دومينيك الاعتماد على اكثر من لاعب لم يشارك مع المنتخب من قبل بشكل أساسي ويفتقدون الخبرة الكبيرة والمطلوبة في مثل هذه المباريات الكبيرة مثل فارس جمعة وعبيد خليفة وعامر مبارك غانم العائد من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لما يقرب من العام ومحمد عثمان ويوسف جابر.
وكان المنتخب قد بدأ المباراة بتشكيل مكون من ماجد ناصر في حراسة المرمى وامامه أربعة لاعبين في خط الدفاع هم بشير سعيد وفارس جمعة وعبيد خليفة وحيدر الو علي، وفي خط الوسط لعب كل من عامر مبارك ومحمد عثمان ونواف مبارك ويوسف جابر، وفي الهجوم اسماعيل مطر ومحمد الشحي.
واعتمد المنتخب الوطني على الهجمات المرتدة حيث اعتمدت خطته على الدفاع القوي وتضييق المسافات امام لاعبي كوريا خصوصاً في وسط الملعب مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي كان مكلفاً بها كل من اسماعيل المطر ومحمد الشحي ونواف مبارك الذي لعب خلف ثنائي خط الهجوم.
وكانت هناك تكليفات لكل من نواف مبارك ويوسف جابر بتحقيق زيادة هجومية في حالة الاستحواذ على الكرة ومساندة اسماعيل مطر ومحمد الشحي في خط الهجوم إضافة الى الاختراق من الأجناب والتسديد القوي من الخارج.
دفاع سلبي
وظهر المنتخب وهو يفتقد أي قدرات هجومية حيث لم تصل الى الحارس الكوري هونغ سونغ أي كرة خطيرة باستثناء الهدف الذي سجله اسماعيل الحمادي واكتفى لاعبو المنتخب بالدفاع ومراقبة لاعبي كوريا بطريقة سلبية وبدا الفريق وكأنه دون أي رغبة في الفوز او تحقيق نتيجة ايجابية.
واثبت أداء المنتخب الوطني المتواضع في لقائه الأخير مع منتخب كوريا الجنوبية ان تحقيق حلم التأهل الى نهائيات كأس العالم يحتاج الى ما هو اكبر من الأمنيات.
واكدت مباراة سيؤول ان المنتخبات التي ترغب في الوصول الى المونديال يجب عليها ان تمتلك كل المقومات اللازمة لتحقيق هذا الحلم.
ومن بين هذه المقومات وجود لاعبين يمتلكون القدرات الفنية والتكتيكية والبدنية التي تؤهلهم الى مقارعة أقوى المنتخبات والفوز عليها إضافة الى وجود جهاز فني مستقر يعلم كل نقاط القوة والضعف لدى الفريق واللاعبين الذين سيعتمد عليهم في مشوار التصفيات الطويل وكذلك وجود عزيمة قوية ورغبة مؤكدة لدى كل افراد المنتخب لتحقيق هذا الحلم الكبير مع وجود خطط واضحة ورعاية متواصلة لهذا الفريق من كل الجهات المسؤولة عن الرياضة وبالتحديد اتحاد كرة القدم.
التركيز على «خليجي 19»
ولأن فرصة المنتخب في المنافسة على التأهل للمونديال باتت شبه مستحيلة خصوصاً في ظل المستوى الهزيل للفريق وللاعبين فقد بات من المهم التركيز على اعداد المنتخب لبطولة خليجي 19 التي ستقام في سلطنة عمان خلال شهر يناير المقبل والتي يحمل الأبيض الإماراتي لقبها بعد فوزه ببطولة خليجي18 للمرة الاولى في تاريخه.
ولا يعني التركيز على اعداد المنتخب لخليجي19،التفريط في نتائج المباريات المتبقية في تصفيات كأس العالم بسهولة بل يعني الاستفادة من هذه المباريات في بناء منتخب قوي وإكساب اللاعبين الخبرة الآسيوية المطلوبة وتجهيزهم للبطولة الخليجية التي لا تقل أهميتها وقيمة الفوز بها عن التأهل الى كأس العالم.
كما ان الجهاز الفني الحالي بقيادة دومينيك يحتاج الى فرصة الاستمرار حتى يظهر مجهوده خصوصاً ان المدرب نفسه كانت له بصمة مميزة مع المنتخب الوطني ونجح من قبل في قيادة الابيض لتحقيق فوزين متتاليين على كل من باكستان بنتيجة 4/1 وعمان بنتيجة1/0 وقاد الأبيض للتأهل الى نهائيات كاس آسيا التي أقيمت في صيف 2007 قبل ان يتولى ميتسو المهمة ويكمل المشوار.