«الإثنين الأسود» يطيح بأحلام الأرجنتين وإسبانيا وإنجلترا
عاش أنصار ثلاثة من أكبر المنتخبات العالمية في كرة القدم، وهي إسبانيا والأرجنتين وإنجلترا، أوقاتاً عصيبة، أول من أمس، في ما يمكن وصفه بـ«الإثنين الأسود»، الذي شهد سقوط أحلامهم بشكل مفاجئ وصادم، كان أكثرها إيلاماً استمرار العقدة التاريخية لنجم برشلونة ليونيل ميسي، وفشله الجديد في تحقيق لقب قاري لبلاده، عقب الخسارة في نهائي بطولة كوبا أميركا 2016 أمام تشيلي، ثم رد الإيطاليين لاعتبارهم من الإسبان، وتجريدهم من اللقب الأوروبي بالفوز عليهم في دور ثمن نهائي كأس أوروبا (يورو 2016)، وثالثة الضربات كانت الفضيحة المدوية بعد خسارة إنجلترا من أكثر منتخبات أوروبا تواضعاً وأصغرها على الإطلاق، المنتخب الآيسلندي، الذي حجز للإنجليز تذكرة العودة بعد أيام من قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ميسي والتانغو
ثبّت منتخب تشيلي العقدة التاريخية لليونيل ميسي، مع الأرجنتين، بعد أن فشل مجدداً في الفوز بلقب مع منتخب بلاده الأول، رغم أنه سبق له تحقيق ألقاب كثيرة مع منتخبات الشباب والأولمبي. وكان ميسي، من خلال تصريحاته قبل نهائي كوبا أميركا، يقول إنه لا يعقل أن يفوّت هذه الفرصة التاريخية لتحقيق لقب كبير مع الأرجنتين، لكن جاءت رياح النهائي بما لا يشتهيه ميسي وأنصار الأرجنتين، فخسر مجدداً بركلات الحظ التي سبق وأطاحت مراراً بأحلام الأرجنتين.
ويعتبر هذا رابع نهائي يخسره ميسي مع الأرجنتين، كما أن عقدة اللقب المفقود للتانغو منذ 23 عاماً لاتزال مستمرة بقرار من تشيلي، المتوج بلقبه الثاني على التوالي، وبالطريقة نفسها وعلى المنتخب نفسه.
ولم يجد ميسي أي شيء يمكن له أن يرد به على الصدمة التاريخية، فقرر اعتزال اللعب دولياً مع الأرجنتين.
وداع إسبانيا
أوفى مدرب إيطاليا كونتي وحارس مرماه وقائد الفريق بوفون بوعهدهما قبل المباراة بتوجيه ضربة قاسية، ورد اعتبار إيطاليا أمام إسبانيا التي سبق وهزمتهم في نهائي يورو 2012 برباعية قاسية. اللافت أن اللاعب الذي غاب عن ذلك النهائي، كيليني، هو من افتتح التسجيل في شباك إسبانيا، ولم ينتظر طويلاً بعد نهاية المباراة لتأكيد أن إيطاليا أنهت عقدة إسبانيا.
وأعادت إيطاليا إسبانيا إلى أرض الواقع بعد فضيحة 2014، فأضافت إليها مجدداً خسارة اللقب الأوروبي، والعودة إلى مرحلة الشك، ليبدأ البحث عن المدرب الجديد واللاعبين الجدد، بعد أن بات جيل الألقاب الثلاثة على أبواب الرحيل.
«فضيحة إنجليزية»
أنهت آيسلندا بشكل كارثي مغامرة إنجلترا، بعد أن وجهت إليها ضربة موجعة، ودفعتها خارج بطولة أوروبا، على اثر الفوز عليها 2-1 في ثمن النهائي. ولم تجد صحف «ديلي ميل» و«تيليغراف» و«ذي صن» وصفاً أفضل من «الفضيحة» و«الاذلال» لتصف به ما حصل أمام آيسلندا، بعد مباراة باهتة المستوى، شهدت أخطاء في التبديل للمدرب المستقيل روي هودجسون، الذي أصر على عدم إشراك فاردي إلا في الشوط الثاني، والصغير راشفورد حتى الدقيقة 88.
ورغم الخروج المبكر من مونديال 2014، إلا أن طعم الوداع في فرنسا أكثر مرارة، كونه جاء على يد أضعف منتخبات أوروبا.