السير فيرغوسون ينهي رحلة ‬27 عاماً مع «الشياطين»

أعلن نادي مانشستر يونايتد، أمس، ان مدربه، السير اليكس فيرغوسون، سيتقاعد في نهاية الموسم الحالي. وكان فيرغوسون تسلم منصبه في السادس من نوفمبر عام ‬1986، وقاد الفريق في ‬27 عاماً الى احراز لقب الدوري المحلي ‬13 مرة ودوري ابطال اوروبا مرتين، بالإضافة الى العديد من الكؤوس المحلية. وقال فيرغوسون في بيان أصدره النادي: «قرار الاعتزال اتخذته بعد تفكير مليّ ولم اقدم عليه بسهولة، إنه الوقت المناسب للانسحاب».

وأضاف: «كان من المهم جداً بالنسبة لي أن أترك مؤسسة في أقوى وضعية لها، وأعتقد انني قمت بذلك»، وتابع: «نوعية الفريق الفائز باللقب المحلي هذا الموسم، والتوازن في اعمار اللاعبين، يبشران بالخير لتحقيق نجاحات في المستقبل على اعلى المستويات، كما ان هيكلية الفئات العمرية تؤكد ان مستقبل النادي سيكون مشرقاً».

وأشاد فيرغوسون بالأشخاص الذين ساندوه طوال مسيرته في بناء الفريق الذي لم يكن قد فاز باللقب المحلي على مدى ‬26 عاماً، وجعل منه أحد أفضل الأندية في العالم. وأضاف: «يتعين علي توجيه الشكر والامتنان إلى عائلتي، لأن حبهم ومساندتهم لي كانا في غاية الأهمية». واوضح: «زوجتي كاثي كانت عنصراً أساسياً في مسيرتي، وقامت بتشجيعي على الدوام، ولا استطيع ان اشكرها بكلمات لكي اعبر لها عن مدى امتناني لها».

وتابع: «في سنواتي الأولى في الفريق، كانت مساندة مجلس الإدارة وتحديداً بوبي تشارلتون ايضا سنداً كبيراً لي. لقد منحوني الوقت الكافي لكي أبني نادياً لكرة القدم وليس مجرد فريق». ولم يشر النادي على الإطلاق إلى خليفة فيرغوسون وسط شائعات في الصحف المحلية تحدثت عن امكانية تولي مواطنه ديفيد مويز (مدرب ايفرتون حالياً) المهمة خلفاً له.

بيد ان النادي اكد ان فيرغوسون سيبقى في النادي مديراً وسفيراً رسمياً له، اما اخر مباراة رسمية له فستكون في مواجهة وست بروميتش ألبيون في ‬19 مايو الجاري.

وجاء قرار فيرغوسون مفاجئاً كونه صرح قبل ايام قليلة بأنه سيبقى في منصبه طالما سمحت صحته بذلك، قبل أن يأتي خبر اعتزاله في نهاية الموسم كوقع الصاعقة على انصاره وعلى المشهد الكروي العالمي.

تأثر بالريال

انطلقت قصة عشق السير اليكس فيرغوسون مع كرة القدم الأوروبية عندما كان مراهقاً بين ‬135 الف متفرج تكدسوا على ملعب هامبدن بارك في اسكتلندا، لمتابعة نهائي المسابقة القارية عندما سحق ريال مدريد الإسباني اينتراخت فرانكفورت الألماني ‬7-‬3 عام ‬1960. تركت مشاهدة الأسطورتين الفريدو دي ستيفانو والمجري فيرينك بوشكاش يمزقان شباك فرانكفورت اثرا عميقا لدى الاسكتلندي الشاب الذي قال ان المباراة «جسدت جميع أحلام كرة القدم الأوروبية، وأصبح فيرغوسون أسيراً للبطولات الأوروبية مذ ذاك الوقت، ثم جاء فوز سلتيك الأسكتلندي عام ‬1967 ومانشستر يونايتد الانجليزي عام ‬1968 على ملعب ويمبلي في لندن.» ويتذكر فيرغوسون المولود في الـ‬31 من ديسمبر ‬1941 في غلاسغو «عندما أحرز سلتيك اللقب عام ‬1967 كنت مع منتخب اسكتلندا في جولة في هونغ كونغ، لكن على الرغم من ميلي الى رينجرز (كان يلعب مع الأخير آنذاك)، إلا أن الكل كان مع سلتيك في تلك الليلة؟».

ويتابع: «كان الإنجاز كبيراً للمدرب جوك ستين لأنه بنى فريقاً من لاعبين يبعدون ‬20 ميلاً عن النادي، وكلهم لاعبون اسكتلنديون من غلاسغو، ثم أحرزوا بطولة أوروبا. وفي العام التالي اتحدت بريطانيا وراء مانشستر يونايتد ومدربه السير مات بازبي الذي أعاد بناء الفريق الأحمر بعد كارثة تحطم طائرة ميونيخ قبل نحو عقد من الزمن». ويقول فيرغوسون، أنجح مدرب في تاريخ الكرة الانجليزية بإحرازه ‬37 لقباً بينها لقب الدوري المحلي ‬13 مرة والكأس خمس مرات، وكأس الرابطة اربع مرات ودوري ابطال اوروبا مرتين (‬1999 و‬2008): «أتذكر أنه خاب أملي في تلك المباراة، لأن دنيس لو لم يلعب. كان في المستشفى يخضع لجراحة في ركبته. أعتقد ان الكل في البلاد، خصوصا في اسكتلندا، نظرا لجذور السير مات، كان يشجع الفريق، وأنا كنت من بينهم». يتابع المدرب الخبير الذي اعلن اعتزاله التدريب أمس: «لقد كان الامر رائعا، لأن السير فقد معظم لاعبيه عام ‬1958. ان يعيد بناء الفريق ويحرز اللقب الاوروبي بعد ‬10 اعوام كان أمرا لا يصدق، بالاضافة الى ذلك، كان معظمهم لاعبين محليين. أعتقد ان لاعبين اثنين فقط استقدما الى الفريق. كان الإنجاز رائعاً».

عقبة ليفربول

رفعت نجاحات ليفربول في سبعينات القرن الماضي من شعور فيرغوسون للدراما الفريدة التي تقدمها الليالي الأوروبية، فعندما كان مدربا لسانت ميرين عام ‬1977، وقف بين المشجعين الذي تجمهروا في أنفيلد لمشاهدة ربع النهائي بين ليفربول وسانت اتيان الفرنسي، عندما قلب فريق كيني دالغليش تأخره في الذهاب الى فوز ‬3-‬1 إياباً. أقر فيرغوسون انه ثمل من تلك التجربة: «لم أترك الملعب بعد المباراة.. كنت أحلق».

عندما أشرف فيرغوسون على أبردين، حصل أخيراً على تجربته الأوروبية الأولى بعد فوز الفريق بالدوري الأسكتلندي عام ‬1980. اكتسب خبرة كبيرة من المواجهة الأولى مع ليفربول الذي أحرز اللقب لاحقاً، اذ خسر ‬1-صفر ذهاباً في بيتودري قبل ان يتعرض لخسارة ساحقة ‬4-صفر إياباً في أنفيلد.

علق فيرغوسون على المواجهة لاحقاً: «حقا، لقد أبادونا ومع ذلك كان فيرغوسون سريع التعلم، وخلال ثلاثة أعوام كان أبردين يتغلب على ريال مدريد في نهائي مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية».

ومع الحظر الذي تعرضت له الكرة الانجليزية اثر كارثة ملعب هيسل عام ‬1985، جاءت مباراة فيرغوسون الأولى في أوروبا عام ‬1991 مع مانشستر يونايتد، وانتهت بنجاح بإحرازه لقب كأس الكؤوس على حساب برشلونة الإسباني ‬2-‬1. ومذ ذاك الوقت، أحرز السير لقب دوري الابطال مرتين عامي ‬1999 و‬2008، الاولى عندما صعق بايرن ميونيخ الألماني ‬2-‬1 بعدما كان متأخراً ‬1-صفر لغاية الثواني الأخيرة من اللقاء، والثانية بركلات الترجيح على مواطنه تشلسي في موسكو.

مانشستر يستعيد مكانته

يعتقد فيرغوسون ان يونايتد كان ينبغي ان يفوز بألقاب أكثر من انتصارات اعوام ‬1968 و‬1999 و‬2008، وقال إن «التوقعات من وجهة نظري كانت دوماً مرتفعة في أوروبا، لانك تغار من الفرق الكبرى، ريال مدريد وميلان وبايرن ميونيخ وليفربول وأياكس. نريد ان نتساوى مع تلك الأندية. يجب ان نكون إلى جانبها»، وكانت مسيرة السير فيرغوسون مع الشياطين الحمر اكثر من رائعة منذ ان تسلم تدريب الفريق في السادس من نوفمبر ‬1986 اذ نجح في قيادته الى لقب الدوري المحلي ‬13 مرة، اخرها الموسم الحالي، وذلك بعد ان اصبح مانشستر، الموسم قبل الماضي، اكثر الفرق فوزاً بالدوري الانجليزي (‬19 مرة).

 

الأكثر مشاركة