رأي محرر
«وهم» صناعة البطل العربي
ظلت العديد من اللجان الأولمبية العربية ومنذ سنين مضت تدعي أنها تمتلك خططاً واعدة لصناعة النجم الأولمبي العربي، وفي كل مرة كان فيها بطل عربي ما يحقق الذهب الأولمبي يتسارع بعض مسؤولي هذه اللجان لاعتباره ثمرة من ثمار خططهم الأولمبية، لكن الواقع يكذبهم سواء في الماضي أو الحاضر.
ولو رجعنا بالذاكرة للوراء فسنجد أن كل من حققوا ذهبيات للعرب في الاولمبياد ومن دون استثناء لم تكن للخطط والاستراتيجيات أي علاقة بما حققوه، إنما هي موهبة ربانية وجهود شخصية من هذا البطل أو ذاك أسهمت في إحرازه تلك النتيجة التاريخية، من أبطال القوى المغاربة نوال المتوكل وسعيد عويطة والكروج، والجزائري نورالدين مرسلي، وبطل المصارعة المصري كرم جابر، وقرش قرطاج التونسي أسامة الملولي، وغيرهم الكثير.
وفي أولمبياد لندن الحالية فاجأ المبارز المصري علاء الدين أبوالقاسم الجميع وأحرز فضية سلاح الشيش، في وقت لم يكن الكثيرون يعرفون عنه أي شيء، وتحدث اللاعب نفسه عن معاناته في التحضير وعن التجاهل الذي طاله من اللجنة الاولمبية المصرية واتحاد المبارزة.
والتونسي الملولي لولا أنه يتدرب في أوروبا وأميركا وبجهده الخاص لما استطاع الوصول إلى الذهب الاولمبي، بل إن السباحة المغربية سارة البكري التي بلغت نصف نهائي 200م سباحة على الصدر قبل أيام استفادت من المسابح الفرنسية، ولولا ذلك لما حققت تلك النتيجة المميزة.
لا نتمنى أن يكون المستقبل كالماضي والحاضر، لكن على اللجان الأولمبية العربية أن تتعلم الدروس من دول ترجمت أقوالها وخططها إلى أفعال.