المجمع الأولمبي حكر عـــلى الشركات الراعية
تحول المجمع الأولمبي منذ بدء الأولمبياد في العاصمة البريطانية لندن إلى فضاء لا يسمح به بتداول أو استخدام أو شراء إلا منتجات وأسماء الشركات الراعية للأولمبياد، حيث وحدها بطاقات ائتمان «فيزا» المسموح بها، وماكدونالدز هو ملك الطعام، وشركاء اولمبياد لندن 2012 ومزودوه يفرضون قوانينهم في دورة الالعاب الـ27 في العصر الحديث.
وقد وقعت اللجنة الاولمبية الدولية اتفاقا مع 11 راعيا دوليا كبيرا، مثل فيزا وكوكاكولا وماكدونالدز واوميغا، مقابل مدخول وصل الى 779 مليون يورو على أربعة اعوام (2009-2012)، وذلك وفق الارقام الرسمية. كما قامت اللجنة العليا المنظمة لألعاب لندن بعقد اتفاقات مماثلة مع نحو 40 شركة، منها اديداس، و«او دي اف» (كهرباء فرنسا) والخطوط الجوية البريطانية «بريتيش ايروايز»، مما وفر لها 3.2 مليارات يورو في اربعة أعوام.
وتقر اللجنة الاولمبية الدولية ان الرعاية «محورية للتقدم الناجح للالعاب».
ويعود الأمر الى ألعاب لوس انجلوس 1932 التي اقيمت في رعاية كوكاكولا. لكن الثورة حصلت فعلاً خلال الثمانينات من القرن الماضي، وتعلق الامر في حينه «بتفادي اختفاء الالعاب الاولمبية التي كانت كلفتها غالية جدا على المدن المضيفة»، وفق باتريك كلاسترس مؤلف كتاب «الالعاب الاولمبية.. قرن من الشغف».
وبموجب عقود الشراكة السرية، أصبح الرعاة الرئيسيون «محتكري المأكل والمشرب» للرياضيين والجمهور الحاضر في المنشآت الأولمبية، وفق كلاسترس. ولماكدونالدز أربعة مطاعم في الحديقة الأولمبية. وكوكاكولا ملك بيع المشروبات. نتيجة لذلك، يبلغ سعر زجاجة كوكاكولا ضعف ما يوجد خارج المجمع.
وبغرض احترام الاحتكار، تجوب «شرطة العلامات التجارية» الشوارع، وأدى هذا الامر الى تدخلات مضحكة، اذ أرغم احد بائعي اللحم على إزالة نقانق من واجهة متجره لأنه وضعها على شكل الحلقات الاولمبية. كما أثار رئيس اللجنة البريطانية المنظمة للالعاب الاستياء عندما أكد ان شخصا يرتدي «تي شيرت» كتب عليه عبارة «بيبسي» (شركة المشروبات الغازية المنافسة لكوكاكولا)، قد لا يسمح له - على الارجح - بدخول المجمع الاولمبي.
لكن منظمي الالعاب سارعوا الى الحد من آثار التعليقات، بتأكيدهم ان «المشكلة الوحيدة» هي رؤية «مجموعات مهمة» من الاشخاص ترتدي علامات تجارية ليست شريكة للالعاب الاولمبية.
وتمتد رقابة اللجنة الاولمبية الدولية ايضاً الى مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر»، فالرياضيون «لن يسمح لهم بالترويج لعلامات تجارية (...) على المواقع الالكترونية»، وفق التعليمات الصارمة للجنة، ويحاول رياضيون رغم ذلك التحايل على القواعد، فالعداء الاميركي نيك سيموندز وشم على إحدى كتفيه الحساب الخاص على تويتر لإحدى شركات الاعلان، وهي ليست من شركاء الالعاب، لكن يجب عليه إخفاءه ليكون متوافقاً مع الشرعة الاولمبية.
والأكيد ان الشركة الاميركية أقدمت على «ضربة معلم» ترويجية، لأن الألعاب توفر «واجهة رائعة»، كما تشرح كاترين ليسكور، مديرة العلامة التجارية والصورة في «او دي اف».
وتستفيد شركة الكهرباء الفرنسية من الألعاب الأولمبية لتصبح معروفة أكثر، لأنها «علامة تجارية جديدة في المملكة المتحدة»، كما تؤكد ليسكور.
وتوفر الالعاب أيضاً مداخيل مباشرة. «بروكتر اند غامبل» المتخصصة في المنتجات التجميلية تأمل في تحقيق مداخيل بنحو 407 ملايين يورو من المبيعات التراكمية بفضل شراكتها مع الالعاب الأولمبية.
أما عائدات «ماكدو» فستشكل أقل من 0.1٪ من مبيعاته السنوية في المملكة المتحدة، وهي نقطة ماء في بحر العملاق الأميركي، لكن الأمر يتعلق قبل أي شيء «بجعل المستهلك وفياً»، كما يكشف كلاسترس.
لمشاهدة جدول الميداليات الأولمبية يرجى الضغط على هذا الرابط.