تدافع جمهور الوحدات هدم السيـــــــــــــــــــــــــــــــــــاج وخلّف مئات المصابين. أ.ف.ب

جمهور الوحدات «الضحية» في لقاء الفيصلي

وصف رئيس نادي الوحدات متصدر الدوري الأردني لكرة القدم ووصيف بطل الموسم الماضي أحداث الشغب التي تلت فوز فريقه على غريمه ومطارده الفيصلي «حامل اللقب» 1-صفر أول من أمس، على استاد الملك عبدالله الثاني في القويسمة بعمان أمام أكثر من 20 ألف متقرج، بأنها «مجزرة جماعية».

واتهم طارق خوري قوات الدرك بـ«ارتكاب مجزرة جماعية أدت الى إصابة مئات الأشخاص نتمنى ألا يكون بينهم وفيات»، وهدد بأن «دم الناس لن يذهب هدراً»، معلناً في الوقت نفسه تعليق مشاركة ناديه ببطولة الدوري حتى إشعار آخر.

وأضاف خوري «هناك أعداء للوحدة الوطنية وأشخاص يعبثون بها، لكننا لن نسمح لهم وسنتصرف بحكمة فنحن أصحاب حق»، متهماً قوات الدرك بالاستمرار في مهاجمة مخيم الوحدات وإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود.

واندلعت أعمال الشغب بعد خروج أنصار الفريق الخاسر «الفيصلي» أولاً كما تقتضي القواعد فقامت مجموعة منهم بإلقاء الحجارة إلى داخل الملعب، ما أدى إلى تدافع أنصار الوحدات «الفائز 1-صفر» الموجودين على المدرجات، فتحطم السياج الحديدي الفاصل بين المدرجات وأرض الملعب وأدى ذلك الى اصابة أكثر من 250 متفرجاً بجروح متفاوتة.

وأصدر مدير إدارة العلاقات العامة الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لقوات الدرك المقدم احمد ابوحماد، بياناً جاء فيه «بعد خروج جمهور نادي الفيصلي من الملعب، قامت مجموعة بإلقاء الحجارة من خارج الملعب على الجمهور داخله ما ادى الى تدافع جمهور الوحدات هربا من الحجارة ومحاولة الخروج من الملعب فانهار السياج الحديدي الفاصل بين المدرجات والملعب».

وأضاف البيان «أدى انهيار السياج الى اصابات بين الجمهور وقوات الدرك، وتم اسعاف المصابين الذين قدر عددهم بنحو 250 مصاباً بينهم 20 من عناصر الدرك، وحالتهم الصحية جيدة ولا توجد حالات وفيات أو اصابات خطرة».

وختم البيان «سيتم رفع تقرير مفصل الى اتحاد كرة القدم (الذي يترأسه الأمير علي بن الحسين) ليتم اتخاذ الإجراءات اللازمة».

ولكن رئيس نادي الوحدات أكد أن إدارة ناديه ترفض الرواية الرسمية التي تحمل جمهور الفيصلي مسؤولية قذف الحجارة من خارج الملعب باتجاه مدرجات الوحدات، وقال إن «الجهاز الطبي للنادي الفيصلي كان من بين الجهات التي أسهمت في إسعاف جماهير الوحدات، وهذه لفتة تعبر عن عمق العلاقات بين الناديين».

من جانبه، أعرب العقيد عيسى العلاونة المسؤول عن امن الملاعب في مديرية قوات الدرك «عن أسفه لما حصل»، مؤكداً أنه تم إسعاف المصابين «على أكمل وجه».

واعتبر العلاونة أن الإصابات كانت نتيجة لـ«تدافع الناس»، متهماً «بعض المشجعين بالتمثيل والتظاهر بالإصابة لرفع عدد المصابين».

ولاحظ شهود عيان حالات الاغماء وإصابات متنوعة بعد انهيار السياج الفاصل بين المنصة الرئيسة والملعب، وتم اسعاف العشرات في البداية بواسطة سيارتي الإسعاف المخصصتين لنقل اللاعبين إذا اصيبوا خلال المباراة، لكن سرعان ما حضرت عشرات سيارات الإسعاف لنقل المصابين الى مستشفى البشير والمستشفيات الاخرى القريبة، حيث رصدت حالات تجمهر على ابوابها.

وأضاف الشهود أن الفوضى عمت المكان وانتقلت أعمال الشغب الى خارج الملعب، واستخدمت قوات الدرك القنابل المسيلة للدموع، واحتاج الأمر الى اكثر من ساعة ونصف لاخلاء الملعب من المتفرجين قبل ان تضرب القوى الامنية طوقاً حول المكان، لكن الأحداث انتقلت الى محيط مخيم الوحدات للاجئين.

ومع أن الناديين يضمان العديد من اللاعبين الأردنيين من أصول فلسطينية، ينظر المجتمع الأردني إلى الفيصلي على أنه نادٍ يمثل الأردنيين والوحدات كنادٍ يمثل الأردنيين من أصول فلسطينية.

وأشاد خوري بالعلاقات التي تربط بين الوحدات والفيصلي، مؤكداً أن «لاخلاف بين الناديين».

الحكومة الأردنية «تُحقق»

أعلنت الحكومة الأردنية أمس، أن تحقيقاً شاملاً بدأ لمعرفة اسباب الحوادث التي تلت مباراة فريقي الوحدات والفيصلي مساء أول من أمس في عمان، وأسفرت عن جرح 250 شخصاً.

وقال نائب رئيس الوزراء الأردني أيمن الصفدي الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية، إن «الحكومة ستتابع نتائج التحقيق».

وأضاف الصفدي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الاردنية الرسمية «بترا»، ان الحكومة الأردنية «ستتخذ جميع الاجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يثبت أنه تجاوز القانون وتسبب في هذه الأحداث المؤسفة». وحسب الدرك، قام أنصار للفيصلي بعد خروج الفريق الخاسر من الملعب، بإلقاء حجارة من خارج الملعب، ما ادى الى تدافع جمهور الوحدات ليحاول الخروج من الملعب. وقد ادى التدافع الى انهيار السياج الحديدي الفاصل بين المدرجات والملعب، ما تسبب في إصابة أكثر من 250 متفرجاً بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم 20 من الدرك، حسب المديرية العامة لقوات الدرك. الا ان الصفدي قال إن «المعلومات الواردة من قوات الدرك» تشير الى ان «أعداداً من مشجعي الوحدات بقوا في الملعب وتزامن ذلك مع إلقاء زجاجات فارغة من الجمهور الذي كان يُوجد في المدرجات العليا على مواطنين خارج الملعب، ما دفع قوات الدرك للتدخل». وأشار الى ان «ذلك ادى الى تدافع تسبب في انهيار سياج فاصل بين المدرجات والملعب، ما اوقع عدداً من الاصابات». وقال الصفدي إن «150 شخصاً راجعوا المستشفيات، ادخل منهم 11 لتلقي العلاج»، مشيراً الى ان بين المصابين «25 شخصاً من قوات الدرك والأمن العام والدفاع المدني».

وتابع ان «عدداً من السيارات من بينها ثلاث لدوريات النجدة ومحطة امنية وثماني سيارات دفاع مدني، وعدد من السيارات الخاصة تضررت خلال هذه الأحداث المؤسفة». عمان ــ أ.ف.ب

علي بن الحسين: المشاهد محزنة

 

انتقد الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم «المشاهد المحزنة» التي أعقبت مباراة الوحدات والفيصلي.

وبعد أن أكد ان «هذه الأحداث المؤسفة لا تعبر عن خلق الأردنيين»، قال الأمير علي إن «ما حدث كان مجرد حدث مؤسف وطارئ، وليس معتاداً في ملاعب كرة القدم الأردنية».

وأكد ضرورة «تحديد المسؤولين عنها ومعاقبتهم ولضمان عدم تكرارها في الملاعب الاردنية». من جهته، أكد أمين السر العام في اتحاد كرة القدم الاردني خليل السالم، أن «الاتحاد يواصل مساعيه مع كل الجهات ذات الصلة والاختصاص لمتابعة القضية واتخاذ ما يلزم من اجراءات لتطويق الأزمة».

وتأتي الأحداث التي رافقت لقاء الفيصلي والوحدات، بينما يبدأ المنتخب الوطني الأردني الأحد المرحلة النهائية من استعداداته لبطولة كأس آسيا ،2011 التي ستنظم في الدوحة من السابع إلى 29 يناير.

 

الأكثر مشاركة