«اللوكيميا» ينهش جسد «أم آدم» ويحرمها رؤية وليدها
تعاني أم آدم (مصرية)، تبلغ من العمر 28 عاماً، سرطان الدم (اللوكيميا) منذ سنتين، وهي بحاجة إلى إجراء عملية جراحية لزرع نخاع، حتى يتم إنقاذ حياتها، بعد أن أصبح المرض بمثابة «موت بطيء» ينهش جسدها، وفق وصفها، فيما أكدت التقارير الطبية التي حصلت عليها «الإمارات اليوم» أنه يتعين إجراء العملية في أسرع وقت ممكن، خوفاً من انتشار المرض في جميع أنحاء الجسد، إذ تبلغ كلفتها في أميركا ثلاثة ملايين درهم، لكن إمكانات المريضة وزوجها المالية لا تسمح لها بذلك، وتنتظر من يمد لها يد العون والمساعدة.
|
|
ويشير التقرير الطبي الصادر من مستشفى توام في العين إلى أن «المريضة تعاني سرطان الدم (اللوكيميا)، وتخضع للعلاج الكيماوي، وباقية لها محاولة أخيرة للعلاج نفسه، لأن جسدها لا يستجيب، والدواء الأفضل للقضاء على هذا المرض نهائياً زرع خلايا جذعية مكونة للدم، وتؤخذ من متبرع لا يرتبط مع المريضة بصلة قرابة، في أسرع وقت ممكن».
وتفصيلاً، تروي (أم آدم) قصة صراعها مع المرض قائلة «عندما كنت حاملاً في الشهر السابع، أجريت فحصاً روتينياً لمتابعة الحمل، وأظهرت نتائج فحص الدم معاناتي نقصاً شديداً في الحديد بالدم، ونصحني الأطباء بضرورة نقل أربع وحدات من الحديد إلى جسدي، ليعود إلى مستواه الطبيعي، لكن المفاجأة أن الحديد لم يرتفع، رغم نقل وحدات الحديد، لذا كانت هناك خطورة على الجنين، وتم تحويلي إلى مستشفى الزهراء في الشارقة».
وتابعت «مكثت في المستشفى ثلاثة أيام، وخلال هذه الفترة تم نقل الدم إليّ، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وحينها أصر الطبيب على أن أراجع مستشفى توام في العين، لمتابعة حالتي الصحية، دون أن يفصح لي عن مضمون التقارير الطبية».
وأضافت أنها خلال وجودها في مستشفى توام، تم تحويلها إلى قسم الطوارئ، لتتم معاينتها من قبل الأطباء، وفوجئت بالتقارير الطبيبة التي أحضرتها من مستشفى الزهراء تثبت إصابتها بمرض سرطان الدم (اللوكيميا)، وما زاد الأمر تعقيداً أنها كانت حاملاً في الشهر السابع، وأخبرها الأطباء بوجود خطورة شديدة على الجنين، وتم إلحاقها بقسم الجراحة، وأخذ عينة من النخاع الشوكي، وتأكد إصابتها بالسرطان.
وأكملت (أم آدم) «بعد معرفتي بأنني مصابة بالسرطان، دعوت الله أن أرى ابني بعد ولادته بين يدي، وألا يتأثر بمرضي، لأنه الابن الأول لي، والشيء الوحيد الذي سأتمسك بالحياة من أجله، وبعد مرور شهر، دخلت في الشهر الثامن من الحمل، وأصر الأطباء على إجراء عملية قيصرية لولادة الطفل، لابدأ العلاج الكيمائي بسرعة، وبالفعل تم إجراء العملية ورأيت ابني آدم، الذي أمضى يومين فقط بجانبي، وبعدها أصبح بعيداً عني حتى الآن، إذ تم أخذه إلى جدته لترعاه، لعدم استطاعتي ووالده الاهتمام به».
وبينت «بدأت أخذ أول جرعة كيماوي، لكن بعد خمسة أيام أصبت بحمى شديدة جداً، ما أثر في الرئة، وأصبت بنزيف شديد فيها، ما اضطر الأطباء إلى إدخالي العناية المركزة، بعد أن أصبحت أشعر بأن المرض تحول إلى موت بطيء ينهش جسدي».
وقال زوجها (أبوآدم) «بعدها دخلت زوجتي في غيبوبة تامة، فقدت على إثرها الأحساس بالعالم الخارجي، بعد أن تم وضعها على أجهزة التنفس الاصطناعي، وقضت فيها 26 يوماً، لذا أصبت بصدمة وحزن شديدين، بعد أن أبلغني الأطباء بأن نسبة نجاتها محدودة، وطالبوني بالدعاء لها لتعود إلى طبيعتها».
وتابع «الله استجاب لدعواتنا، وعادت زوجتي إلى الحياة بعد الفترة التي قضتها في العناية المركزة، وفتحت عينيها، لكنها لا تستطيع النطق أو الحركة، والرئة بدأت تتحسن بشكل تدريجي، وبعد مكوثها ثلاثة أيام أخرى، تم إخراجها من العناية المركزة، والأطباء مصابون بذهول لمعجزة عودتها إلى الحياة مرة أخرى».
وأضاف «تم إخراج زوجتي من المستشفى، وبعد ثلاثة أيام عادت إلى المنزل، واستخدمنا العلاج الطبيعي، لتتمكن من الحركة، وتحسنت حالتها بشكل كبير».
وأكمل «بعد انتهاء الجلسات الأولى من العلاج، بدأت زوجتي في أخذ جرعات الجلسة الثانية من العلاج، لكن قبل البدء في الجلسة تم أخذ عينة من النخاع الشوكي، للتأكد من مدى استجابة الجسم للعلاج، لكن الاطباء اكتشفوا أن النخاع لا يستجيب بشكل كامل، وأن العلاج سبب لها مضاعفات أثّرت في الكبد، وهي الآن بحاجة إلى زرع خلايا جذعية في أسرع وقت ممكن».
وذكر (أبوآدم) أنه يعمل في جهة حكومية، براتب 5500 درهم شهرياً، يدفع منه 2500 لسداد الإيجار، والباقي لمصروفات الحياة اليومية ومتطلباتها، إذ إن وضعه المالي لا يسمح له بدفع كلفة عملية زوجته الجراحية، التي تبلغ ثلاثة ملايين درهم.
وأوضح أن المرض يفتك بجسد زوجته، ما أصاب الأسرة بحزن دائم، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على توفير نفقات العلاج، وإنقاذ حياة زوجته من المرض حتى تتمكن من رؤية ابنها والعيش معه.