نواب في «الكونغرس» يخططون للاستقالة بسبب الجمود السياسي والتهديدات الأمنية
عندما يتقاعد النائب الأميركي، ديك دوربين، من الكونغرس، فهناك شيء واحد لن يفتقده: السفر جواً، حيث كان هذا العضو الديمقراطي يسافر من العاصمة إلى ولايته الأم إلينوي منذ عام 1982، عندما انتُخب للمرة الأولى في مجلس النواب.
وبعد أن خدم سبع فترات في المجلس، أمضى خمس فترات أخرى في مجلس الشيوخ، وترقّى في النهاية إلى بعض المناصب القيادية العليا في الهيئة التشريعية، لكن بعد أربعة عقود سيغادر واشنطن العام المقبل، وهو ليس الوحيد.
فحسب بيانات رسمية، هناك أكثر من 50 مشرّعاً آخرين لا يخططون للترشح لإعادة انتخابهم لمقاعدهم الحالية، ويأتي الجزء الأكبر من هذا العدد المتزايد من مجلس النواب، حيث أبدى أكثر من 40 نائباً نيتهم مغادرة المجلس.
وتأتي هذه الاستقالات في وقت عصيب بالنسبة للكونغرس كمؤسسة، وإذا كان الإغلاق الحكومي الأخير، الأطول في التاريخ، مؤشراً إلى شيء، فإن هذا يدل على أن الجمود السياسي في الولايات المتحدة قد بلغ ذروته.
السلامة الشخصية
ويزداد قلق المشرّعين من كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) بشأن سلامتهم الشخصية، خصوصاً في أعقاب اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك.
وقد أدت الجهود الواسعة النطاق لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، إلى تغيير فهم المشرِّعين للأماكن التي يمثلونها.
وعلى الرغم من تمرير تشريعات سياسية داخلية مهمة منذ بداية العام 2025، إلا أن هناك إحباطاً متزايداً من الحزبين في البيت الأبيض بشأن جهوده لانتزاع سلطات الإنفاق من السلطة التشريعية.
من جانبه، أكد النائب الديمقراطي عن ولاية ماين، جاريد غولدن، في إعلان، الشهر الماضي، أنه لن يسعى لإعادة انتخابه، قائلاً: «ببساطة، ما يمكنني تحقيقه في هذا الكونغرس الذي يزداد عدم إنتاجية لا يقارن بما يمكنني القيام به في ذلك الوقت كزوج وأب وابن».
إحباط
ومثل النائب ديك دوربين، عمل النائب مايكل ماكول في الكونغرس لعقود طويلة، وشغل هذا الجمهوري من ولاية تكساس مناصب مهمة كرئيس للجان الشؤون الخارجية والأمن الداخلي في مجلس النواب، غير أنه أعلن في سبتمبر أنه لن يترشح مرة أخرى.
وقال لصحيفة «يو إس إيه توداي»: «بالنسبة لي، كان هذا توقيتاً طبيعياً، لاأزال شاباً بما يكفي لبدء مهنة ثانية».
وفي السنوات التي تلت وصول ماكول إلى الكونغرس من أوستن في عام 2005، قال إن البيئة أصبحت «سامة»، على حد وصفه، أكثر من أي وقت مضى، وأضاف: «اندهشت عندما شاهدت كيف أن النائبة مارجوري تايلور غرين، وهي جمهورية من جورجيا، كانت لسنوات عنصراً أساسياً في شعار الرئيس دونالد ترامب (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) ومجسدة له».
وتابع ماكول: «هناك الكثير من الإحباط بين أعضائنا بشأن فاعلية مجلس النواب أو عدم فاعليته»، وقال: «إذا كنت شخصاً ترشح للكونغرس لتحقيق هذا الشيء أو ذاك، وأصبح من الصعب تحقيق تلك الأشياء، فهل يؤثر ذلك على قرار النائب بالبقاء في منصبه؟ أنا متأكد من أنه سيؤثر».
قانون مهم
ومع ذلك تم تمرير قانون مهم هذا الخريف، حيث يرجع الفضل في ذلك، إلى حد كبير، إلى المشرعين المتحدين في مجلس النواب، فقد أقر الكونغرس قانون شفافية ملفات جيفري إبستين المدان باعتداءات جنسية، الذي سيجبر وزارة العدل على نشر جميع المعلومات المتاحة قانوناً عن تحقيقاتها في القضية، في وقت لاحق من هذا الشهر، ووقّعه الرئيس ليصبح قانوناً قبل عيد الشكر مباشرة.
عن «يو إس إيه توداي»
. نواب أعربوا عن إحباطهم بشأن فاعلية مجلس النواب، وأكدوا زيادة عدم الإنتاجية في الكونغرس.