«صورة ميرفت أمين»

أثار نشر صورة الفنانة ميرفت أمين في جنازة المخرج الراحل علي عبدالخالق بالقاهرة حالة من الجدل، فجددت نقاشاً طالما تفجر في الصحافة العربية عن مساحة حرية الصحافي في الحصول على المعلومة، بما في ذلك حقه في التقاط الصورة.

فالصورة محل الجدل التقطت لميرفت أمين دون استئذان منها، وبالتالي دون استعداد منها، وضبطت هي ولأول مرة في مواجهة الكاميرا من دون مكياج، كذلك وهي في وضع لم تتمكن فيه من إضافة أي رتوش تواكب متغيرها العمري، كما أنها كانت في حالة من الحزن الشديد، لم تكن فيها نفسياً في أحسن حالاتها، وهي بهذه المعطيات أعطت انطباعاً مغايراً لبعض محبيها من الأجيال التي ارتبطت معها منذ صعودها، باعتبارها نموذجاً للحيوية والشباب المتجدد والدائم، وشقاوة البنات.

ذكرت صورة «ميرفت أمين»، مع الفارق الكبير جداً، بقضية صحافية قبيل أحداث 25 يناير في مصر، حين نشر الصحافي سعيد شعيب مادة دردشة، أجريت على هامش حوار صحافي، لمصلحة جريدة «العربي»، وكانت «الدردشة» التي تمت خارج التسجيل (آوت أوف ريكورد)، أكثر اثارة للجدل من الحوار ذاته، واختلفت الجماعة الصحافية المصرية والعربية يومها حول ثنائية، هل من حق الصحافي نشر كل ما يقوله المصدر من ساعة دخوله إلى ساعة خروجه، أم من حقه فقط نشر ما يتفق فيه مع المصدر أنه «الحوار»؟

فتحت الصورة أيضاً نقاشاً حول تعريف «من هو الشخص العام؟»، وما حدود حقوق الإعلام والمصورين بالذات في تغطيته، أو التقاط صور له؟ وهل معنى أنه عام فهو مباح في كل مكان وحين؟ وأين حدود تحصينه؟ وهل التقاط صورة له مع شخص ما تربطه به خصوصية، هو حق للصحافي. وهل كل سلوكياته «مؤممة» للبشر؟

كذلك أعادت «صورة ميرفت أمين» نقاش قصة «الباباراتزي»، وهي قصة المصورين الصحافيين الذين يطاردون المشاهير لأخذ صور لهم، والتي تفجرت بعد موت ديانا، والتي قضت بعد روايات عن تسبب هؤلاء الباباراتزي في قتلها، والتي أيضاً تسببت في إقرار مجلس الشيوخ الأميركي للقانون 606 لحماية الخصوصية، والتي أيضاً تسببت في صدور حكم في البرازيل لحظر اليوتيوب، بعد التقاط مصور صورة للعارضة، دانيللا سكاريللي، على شاطئ في إسبانيا.

الغريب أن ميرفت أمين، والتي تفجر الجدل بسبب صورتها، كانت الأهدأ في ردة فعلها من كل محبيها، فقد اكتفت باستهجان ضمني للواقعة، وبإطلاق شحنة إيجابية تهدئ الجدل بالقول: «أهم شيء أن يكون الشخص راضياً وروحه حلوة، ولا يكن حقداً ولا كراهية لأحد». عبارة موجزة أكدت أن جمال ميرفت أمين الأصلي في روحها الوثابة.

• الصورة محل الجدل التقطت لميرفت أمين دون استئذان منها، وبالتالي دون استعداد منها، وضبطت هي ولأول مرة في مواجهة الكاميرا من دون مكياج.

الأكثر مشاركة