إنترفيو.. فاوتشي: ترامب يحصل على المعلومات من أشخاص غير مؤهلين

من إنكار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لحقيقة فيروس كورونا المستجد إلى التهديدات بالقتل، يصف الاختصاصي الأميركي في علم المناعة ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الدكتور أنتوني فاوتشي، عاماً عصيباً بوصفه مستشار لترامب بشأن جائحة «كوفيد-19». وفي ما يلي مقتطفات من مقابلة أجراها مع صحيفة نيويورك تايمز في هذا الشأن:

-متى أدركت أول مرة أن الأمور لا تسير على ما يرام بينك وبين الرئيس ترامب؟

تزامن ذلك إلى حد كبير مع الارتفاع السريع لحالات الإصابة بفيروس كورونا في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، لاسيما منطقة العاصمة نيويورك. وكان رد الرئيس يميل دائماً نحو «حسناً، ليس الأمر بهذا السوء، أليس كذلك؟» وكنت أقول: «نعم، إنها بمثل هذا السوء».

والشيء الآخر الذي جعلني أشعر بالقلق حقاً، هو أنه كان يحصل على معلومات من أشخاص يتصلون به، ربما رجال أعمال، قائلين: «مرحباً، هل سمعت عن هذا الدواء، أليس هذا رائعاً؟». كان يأخذ رأيهم بجدية مع عدم وجود بيانات. ولم يكن مجرد عقار هيدروكسي كلوروكين، بل كان مجموعة متنوعة من الطب البديل.

-هل واجهتك أي مشكلات معه في السنوات الثلاث الأولى من رئاسته؟

لا، كان بالكاد يعرف من أنا. كانت المرة الأولى التي قابلته فيها في سبتمبر 2019، عندما طلبوا مني المجيء إلى البيت الأبيض، حيث وقع أمراً تنفيذياً بشأن شيء يتعلق بالإنفلونزا. وبدءاً من يناير، وفبراير من عام 2020، كانت مشاركتي مكثفة معه، حيث أتجه إلى البيت الأبيض بشكل متكرر للغاية.

-في فبراير الماضي عندما تغيرت الأمور، كان أليكس عازار يدير فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا في البيت الأبيض، ثم فجأة جاء ترامب ونائب الرئيس مايك بنس، للمنصة للإجابة عن الأسئلة، وتجادل مع المراسلين. ماذا حدث؟

كنا نلتزم بالنوع القياسي من الاجتماعات القائمة على أساس علمي، والقائمة على الصحة العامة. ثم بدأت أشعر بالقلق من أن هذا لم يكن يسير في الاتجاه الصحيح. المواقف التي تحركها القصص، والتقليل من شأن ما يحدث، الرئيس يحيط نفسه بأشخاص يقولون أشياء لا معنى لها علمياً. كنا نقول أشياء مثل: «هذا تفشٍّ وبائي، والأمراض المعدية تأخذ مجراها الخاص ما لم يفعل المرء شيئاً للتدخل». وبعد ذلك كان ينهض ويبدأ الحديث عن «ستختفي، إنها سحر، وستختفي». كان يقول شيئاً غير صحيح، ثم ينهض مراسل ويقول: «حسناً، دعنا نسمع من دكتور فاوتشي». وكنت أقول: «لا، أنا آسف، لا أعتقد أن هذا هو الحال».

-هل قال أحد: «توقف عن الاختلاف مع الرئيس»؟

لم يكن الأمر كذلك. بعد مقابلة تلفزيونية أو موضوع في إحدى الصحف الكبرى، اتصل بي كبير الموظفين السابق في البيت الأبيض، مارك ميدوز، للإعراب عن قلقه من أنني كنت أبذل قصارى جهدي للتناقض مع الرئيس.

-هل صرخ ترامب في وجهك أو قال، إن الذي تفعله يتناقض معي؟

كانت هناك مرات عدة، حيث كنت أدلي ببيانات من وجهة نظر متشائمة حول الاتجاه الذي نسير فيه، وكان الرئيس يتصل بي ويقول: «مهلاً، لماذا لستم أكثر إيجابية؟ عليك أن تتخذ موقفاً إيجابياً. لماذا أنت سلبي جداً؟ كن أكثر إيجابية».

-متى بدأت تشعر بالتهديدات بالقتل؟

التحرش بزوجتي، خصوصاً أبنائي، هو الذي أزعجني أكثر من أي شيء آخر.

-هل تعرضت لإطلاق النار أو مواجهة؟

لا، ولكن ذات يوم تلقيت رسالة في البريد، فتحتها وتناثر مسحوق منها على وجهي وصدري. كان ذلك مزعجاً جداً لي ولزوجتي، لأنه كان في مكتبي. لذلك تمعنت في الأمر وقلت: «ماذا أفعل؟» كانت الحماية الأمنية موجودة، وهم يتمتعون بخبرة كبيرة في ذلك. قالوا: لا تتحرك، ابق في الغرفة. ثم استدعوا خبراء المواد الخطرة الذين تعاملوا مع المادة.

-هل اختبروا المسحوق؟

نعم، لم يكن خطراً. كانت زوجتي وأولادي منزعجين أكثر مني. اعتقدت أن المادة قاتلة، وأنها إما جمرة خبيثة، أو ريسين، ما يعني أنني سأمكث في الحجز لمدة شهر. وإذا كانت ريسين، كنت ميتاً بحلول هذا الوقت.

«كان ترامب يتصل بي ويقول: (مهلاً، عليك أن تتخذ موقفاً إيجابياً. لماذا أنت سلبي جداً؟ كن أكثر إيجابية)».

 

الأكثر مشاركة