نورا عريقات.

نورا عريقات: إسرائيل غير مهتمة بالجولان لأسباب أمنية

انتقدت المحامية المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، نورا عريقات، اعتراف الإدارة الأميركية التي يترأسها دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية. وقالت في مقابلة مع «امي غودمان» من مركز «ديمكراسي ناو»، إن إسرائيل لا تتمسك بالجولان لأسباب أمنية، وإن الخطوات التي يقوم بها ترامب تدل على ضعف الولايات المتحدة، وأن نفوذها بدأ يتلاشى، وأن خطوة ترامب تمثل دعماً لرئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الانتخابات، كما تؤثر سلباً في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وفيما يلي نص المقابلة:

دكتورة عريقات ما رأيك في ما فعله ترامب؟

ترامب يستخدم سياسة إمبريالية في الشرق الأوسط، يهدف من خلالها إلى فرض هيمنته على المنطقة. وفي حقيقة الأمر، فإن إسرائيل غير مهتمة بمرتفعات الجولان لأسباب أمنية، كما تدعي. ولو أنها كانت مهتمة بالموضوع الأمني لما عمدت إلى توطين الإسرائيليين فيها، حيث يوجد في الجولان 34 مستوطنة، يعيش فيها نحو 20 ألف مستوطن. فإذا كانت الجولان منطقة عسكرية فلم أسكنت فيها المدنيين.

وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيون، وصف اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان بأنه تاريخي. ما رأيك؟

أعتقد أنه انعدام مسؤولية من الوزير بومبيو، حيث يقول ذلك عن أراضٍ محتلة، ومعترف بذلك في القانون الدولي، بما فيه قرار مجلس الأمن 242، وقانون عدم الاستيلاء على الأرض بالقوة. وأنا أقول له «إنك تقوم بعمل مشين لمنصبك».

ما رأيك في تغريدة الرئيس ترامب، التي قال فيها إنه يعمل ما بوسعه لجعل سيادة إسرائيل على الجولان حقيقية؟

هذا الاعتراف من صلاحيات الرئيس، ولو أنه كان ينتهك القانون الدولي، ولكن ما الذي سيحصل لاحقاً، وكيف سيرد المجتمع الدولي؟ لقد أدانت الأمم المتحدة ذلك، وكذلك تركيا، ومصر، وروسيا، الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة تقف لوحدها خلف هذا القرار. ولنتذكر أنه عندما نقلت الولايات المتحدة سفارتها من تل أبيب إلى القدس صوتت 128 دولة ضدها، وهذا يدل على ضعف الولايات المتحدة، وأن نفوذها يخبو باطراد.

من الواضح أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المتورط في المتاعب ضغط على ترامب بشدة، ليعترف بسيادة إسرائيل على الجولان. وكان المدعي العام الإسرائيلي قد قال إنه على وشك توجيه تهمة الفساد إلى نتنياهو. والانتخابات الإسرائيلية على الأبواب. فهل يمكنك الحديث عن أهمية ومعنى ذلك في الانتخابات؟

ما نعرفه عن المجتمع الإسرائيلي أنه يعتبر الجولان مهمة جداً بالنسبة لإسرائيل، وأنها جزء منها، ولذلك فإنها ستمثل دعماً لنتنياهو في هذه الانتخابات، وهذا ما يقوم به وزير الخارجية بومبيو، الذي زار حائط البراق، وكان الهدف من ذلك الدعم أيضاً لنتنياهو، أي أنكم إذا اخترتم هذا الرجل فستواصلون السيطرة على الشرق الأوسط، ولن يتمكن أحد من محاسبتكم، وستكونون قادرين على انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني دون مساءلة من أحد، وستحصلون على مساعدات مالية كبيرة وعسكرية ودبلوماسية من واشنطن.

ما تأثير ذلك على عملية السلام الفلسطيني - الإسرائيلي، هذا إذا كانت موجودة أصلاً، أو أية عملية سلام أخرى؟

أعتقد أنه إذا ركزنا انتباهنا على ما قاله لنا قادة إسرائيل، فإننا ندرك أنهم لا يريدون السلام، فهم لا يريدون حل الدولتين. وكل ما يقدمونه للفلسطينيين هو نوع من الخضوع الدائم والسيادة المنقوصة، ولا يستطيعون السيطرة على القدس الشرقية، ولا يستطيعون الوصول إلى مياههم، وليس لديهم حرية الحركة، وليس لهم حقوق الإنسان. ويمكنك أن تتوقعي ما الذي يمكن أن يحصل عليه الفلسطينيون من خلال مفاوضات سلام الولايات المتحدة هي الوسيط فيها. ومن المعروف أنه ليس هناك أي جدل بشأن سيادة الجولان، وإذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للوقوف إلى جانب إسرائيل كي تستولي على أراض سورية، فما الذي يمكن أن تعمله في حال إذا كانت الأرض فلسطينية؟

يبدو واضحاً أن نتنياهو المتورط في المتاعب

ضغط على ترامب بشدة ليعترف بسيادة

إسرائيل على الجولان.

 

الأكثر مشاركة