هيس يجلب بعض الأمتعة من منزله. أرشيفية

سكان هاواي يعتادون الحياة تحت ثوران البراكين

وقف ديفيد هيس مع 20 شخصاً آخرين، صباح يوم السبت الماضي، تحت مظلة كبيرة كانت تحمي أكياساً ضخمة عدة من الأرز، وملابس تم التبرع بها، إضافة إلى أطعمة معلبة. وكان الجميع صامتين وينظرون إلى إيكايكا مارزو، وهو رجل يتمتع بشعر طويل وكثيف. وقال مارزو، الذي كان يقود مجموعة من المتطوعين، إن «اليوم ليس يوماً عادياً، وهناك شق جديد في البركان، وإذا خرج الغاز من البركان فوق الطريق الدولي 132، فسيتعين علينا الابتعاد من هنا سريعاً، لكن في الوقت الحاضر سنظل هناك طالما استطعنا ذلك». وكان هيس يدرك تماماً ما يمكن أن يأتي، لأنه شاهد البركان «كيلاوي»، عندما انفجر للمرة الأولى، وكيف انفتحت الأرض بالقرب من منزله، وبدأت تفرغ الحمم التي وصل بعضها إلى أطراف منزله في منطقة ليلاني ايستيت.

وهذه المنطقة هي تجمع سكني ريفي صغير خارج قرية باهو، حيث يتم تجميع الإمدادات التي تقدم للهاربين من البركان، الذين تم إجلاؤهم من البركان منذ انفجاره في 3 مايو الجاري. وخلال الأيام التسعة الماضية، شعر السكان، الذين اعتادوا انفجارات بركان كيلاوي منذ 35 عاماً، بأن ما يحدث هو أمر مختلف عما مألوف. وقال ديفيد هيس من سكان ليلاني ايستيت: معظم المناطق لها الكوارث الخاصة بها، مثل الأعاصير والفيضانات وهاواي ليست مختلفة، وأضاف «نحن نعرف أننا نعيش في منطقة بركانية، ونعرف ما يجب عمله»، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب جزيرة هاواي منطقة كوارث.

وأما من لا يعيشون في هاواي، فإن اندلاع هذا البركان يجعلهم يعتقدون أنه سيؤدي إلى كارثة لا تبقي ولا تذر في الجزيرة. وعندما غادر هيس وعائلته المنزل تجمعوا في شاحنته، وأخذ معه كلابه أيضاً، باستثناء واحد رفض الخروج معه، لكن عندما عاد مرة ثانية إلى المنزل لجمع بعض الحاجات وجده لايزال في المنزل. وقام بتقديم المساعدة لجيرانه لنقلهم بعيداً عن خطر البركان يوم الجمعة الماضي، حيث اضطر إلى الرجوع عبر المناطق الزراعية وليس من الطريق. وعندما ظهر من المنطقة الزراعية توقف للحظات أمام جبل أسود من الحمم التي تجمعت في ساحة بيته، ولاتزال ساخنة. وبينما كان يجمع بعض الحاجات من منزله مر من أمام ورقة ملصقة على الجدار كتب عليها «خطة النجاة من المنزل»، وقال هيس لنفسه «وضعنا هذه الورقة العام الماضي»، إذ إن مثل هذه البراكين باتت أمراً مألوفاً بالنسبة لسكان هاواي. وقال هيس إنه يخطط أن يعمل في مركز المتطوعين، لأنه يريد مساعدة الآخرين تماماً، كما فعل عندما ذهب إلى شاطئ خليج المسيسيبي، لتقديم المساعدة للضحايا إعصار كاترينا.

 

الأكثر مشاركة