الإنترنت أحدث الأسلحة لدى الجيش الإسرائيلي

عندما قام مجند اسرائيلي بتصوير فيلم قصير عن هجوم القوات الاسرائيلية على قطاع غزة، يصور فيه قدرات هذا الجيش على تدمير المنازل و الشوارع بصورة مرعبة، وبثه على موقع يو تيوب، لقي ذلك استحسانا كبيرا من الذين يعتقدون ان هذا الجيش يقوم بمحاربة الارهاب، على خير ما يرام. و لفت ذلك انتباه قادة الجيش الاسرائيلي الى تأثير الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في تحسين صورة هذا الجيش و اسرائيل بصورة عامة. وقرر الجيش الاسرائيلي انشاء مقر لإدارة الحرب على الانترنت كما اطلقوا عليها، واستمرت فترة انشاء هذه الادارة ستة اشهر، و شارك فيها عدد من العاملين في الجيش الاسرائيلي، حيث تتحدث المواقع التي تم انشاؤها بستة لغات هي العبرية، و الانجليزية، و الفرنسية، والروسية، و الاسبانية، والعربية. وتقول المقدم افيتال ليبوفيتش المشرفة على هذا الموقع «نحن الجيش الوحيد في العالم، الذي يضع كل هذا الاهتمام على الحرب عبر الانترنت» وبات هذا الموقع ينشر كل المواد التي تلمع صورة الجيش الاسرائيلي، وتمجد قوته وجبروته، مثل عمليات الاغتيال التي تقوم بها اسرائيل ضد الفلسطينيين، والغارات التي تقوم بها الطائرات الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية او اللبنانية.

ولا ينشر الموقع جميع أخباره او المواد التي يريد ان تصل الى المتلقي بالسوية ذاتها بالنسبة لجميع الجنسيات، وانما يتم النشر حسب ما يرغب كل منهم برؤيته، اذ ان المواقع التي تنشر باللغة الروسية، يتم نشر الصواريخ والتفجيرات والقتل، اذ ان ذلك محبذ لدى الروس، ولا يضيرهم رؤية اعمال التدمير، ولذلك فان عنوان موقع اليوتيوب باللغة الروسية، عبارة عن صاروخ في حالة انطلاق. بيد ان ذلك غير محبب لدى الفرنسيين، ولذلك فان عنوان الموقع الخاص بهم هو مجندة اسرائيلية شقراء وترتدي اللباس العسكري وكتب تحتها «الوجه الحقيقي للجيش الاسرائيلي»  ولا يتوقف الأمر على بث الافلام القصيرة على موقع يوتيوب، وإنما هناك تغطية لكل الاخبار المتعلقة بإسرائيل، وبسرعة كبيرة، اذ أنه عندما يتم إطلاق صاروخ من غزة، يتم نشر الخبر بسرعة هائلة في نفس الوقت تقريبا. ويعتقد قادة في الجيش الاسرائيلي ان الاعلام الدولي غير منصف في تغطيته للأخبار المتعلقة بالجيش، ولذلك فان الحرب على الانترنت يمكن أن تصل بصورة مباشرة بعيدا عن وسائل الاعلام التقليدية .

ولكن الجيش الاسرائيلي لا ينشر جميع الأخبار المتعلقة به وانما تلك التي تحسن صورته وتجعله يبدو مثاليا، اذ ان هذه المواقع لا تنشر اخبارا وأفلاما عن قيام الجيش الاسرائيلي بقتل الاطفال أو اعتقالهم، واخرها قيامه باعتقال طفل في الخامسة من عمره. او تدمير البيوت وضرب النساء والشيوخ واهانتهم. وبناء عليه فان التعليقات على هذه الاخبار تصب في مجموعتين :الاولى التي تعتبر الجنود الاسرائيليين ابطالا، والثانية ترى  أن القوت الإسرائيلية  مجموعة من القتلة المجرمين، وكل ما تقوم به مجرد بيع الاكاذيب .


 

الأكثر مشاركة