البِيض أغنى خمس مرات من السود في أميركا
تتزايد الهوة بين السود من أصل إفريقي والبيض في اميركا، في ما يتعلق بما يحوزونه من ثروات خلال ربع القرن الماضي بسبب التفرقة العنصرية، وبسبب السياسات الاقتصادية التي تحبذ الاغنياء اكثر من الفقراء. ويبلغ ما تملكه عائلة بيضاء مقدار خمس مرات ما تملكه نظيرتها السوداء من الطبقة نفسها، وذلك وفقا لتقرير اصدرته منتصف هذا الشهر جامعة برانديز في ماساشوستس.
وارتفعت قيمة ما تحوزه الاسر البيضاء من اصول من 22 الف دولار منتصف ثمانينات القرن الماضي الى 100 الف دولار اميركي في الوقت الراهن، وفي المقابل ارتفعت ارصدة الاسر السوداء من 2000 دولار خلال الفترة نفسها الى 5000 في الوقت الراهن. وتشير الدراسة الى ان ربع العائلات السوداء ليس لها اصول على الاطلاق.
ويقول احد واضعي البحث، توم شابيرو ان «هذه الدراسة غطت جيلا بأكمله وما اكتشفناه ان فارق الثروة بين العرقين تزايدت بفارق 95 الف دولار» ويرجع شابيرو السبب جزئيا الى التفرقة السائدة في مجال الاسكان والقروض واسواق العمل، حيث ان الاميركيين من اصول افريقية والاميركيين من اصول لاتينية من المحتمل ألا يحصلوا على رهن عالي القيمة مثل الذي يحصل عليه البيض من فئة دخلهم نفسها. وعلى الرغم من ان الكثير من السود انتقلوا الى وظائف ذات دخل اكبر إلا انه يبدؤون بأصول مالية قليلة لا تمكنهم من بناء ثروة، ومن المحتمل ان يقترضوا لكي يدفعوا رسوما جامعية.
وكشفت الدراسة عن أن واحدا فقط من بين 10 اميركيين من اصول افريقية لا يملك أي اسهم، وان ثلثهم ليس له خطة تقاعدية. ويشير شابيرو الى ان ما يتلقاه ذوو الدخول العالية من الاميركيين ذوي الاصول الافريقية تراجع في السنوات الاخيرة من 25 الف دولار الى 18 الف دولار في الوقت الذي تزايد فيه دخل نظرائهم البيض ليصل الى 240 الف دولار.
عام 1984 فاق ما لدى السود ذوي الدخول العالية ما لدى البيض من ذوي الدخول المتوسطة بيد ان هذا الامر تبدل في الوقت الراهن.
سبب آخر هو ان «الاميركيين من اصول افريقية حرم عليهم القانون وايضا الاعراف قبل ستينات القرن الماضي اقتناء عملهم الخاص بهم، ولم يكونوا يحصلون على القروض إلا في نطاق محدود، ولهذا الامر لم يكن لدى ابنائهم سوى فرص ضئيلة للدخول الى الجامعات ولم يستطيعوا ان يساعدوا أبناءهم في الحصول على اول مسكن لهم ولا يحصل ابناؤهم على ميراث مجز بعد وفاتهم».
ايضا درجت الادارات الاميركية المتعاقبة على منذ ثمانينات القرن الماضي على تبني نظام ضريبي موجه لمصلحة الاغنياء وانخفضت بشدة معدلات الضرائب على الدخول غير المكتسبة مثل الاسهم والميراث واصبحت نسبها اقل من الضرائب المفروضة على الدخول. ويقول شابيرو «كلما كان الشخص ذا دخل اكبر وثروة اكبر قلت ضرائبه».
هناك ايضا عامل اجتماعي يتمثل في ان الاسر الاميركية الافريقية الغنية تساعد اقاربها الفقيرة، حيث يساعدون ابناء اخوالهم أو عمومتهم على الذهاب إلى المدارس واخوانهم واخواتهم وعماتهم واعمامهم في جميع ما يواجههم من مشكلات الحياة، وهذا من شأنه ان يشكل عبئا على هذه الفئة الغنية.