لاري كينغ.. إعلامي «صدامي» بحمالات وربطات عنق ملونة

توفي أخيراً الإعلامي الأميركي الموهوب لورانس هارفي زينجر، المشهور باسم لاري كينغ، عن عمر ناهز السابعة والثمانين عاماً، بعد مسيرة مهنية ناجحة أجرى فيها أكثر من 50 ألف حوار صحافي، التقى فيها بعشرات الزعماء والسياسيين، كان أبرزها حواره مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 1987 عندما كان على أعتاب مسيرته السياسية، وحواره خارج الولايات المتحدة مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والذي دخل من خلاله في صدام مع الزعيم الليبي حول أخطائه، وتوقعاته عن خليفته المنتظر في ليبيا، بحسب شبكة «سي إن إن» وصحف ومواقع أميركية وغربية.

أجرى كينغ، الذي عرف بمظهره المميز، حيث كان يرتدي عادة ربطات عنق ملونة، وحمالات، ويشمّر أكمامه، مقابلات مع قادة عالميين، مثل الزعيم السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، والزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وزعيم حركة الحقوق المدنية الأميركية مارتن لوثر كنغ، والزعيم الديني الدالاي لاما، كما التقى بكل الرؤساء الأميركيين منذ عام 1974.

من أشهر الحوارات التي أجراها كينغ تلك التي كانت مع ترامب عام 1987 لمصلحة محطة «سي إن إن» الإخبارية، والتي ظهر الأخير فيها، وتحت اسمه على الشاشة «مطور عقاري» وكان لايزال سياسياً محدود الشهرة في الحزب الجمهوري، حيث عبر في اللقاء عن الآراء السياسية نفسها التي تبناها بشأن سياسة الولايات المتحدة، ومن أبرز العبارات التي قالها «إنه لا يريد أن يكون رئيساً للولايات المتحدة، ولكنه يرفض أن تدافع أميركا عن دول مثل اليابان، بلا ثمن، فهذا سيؤدي الى إفلاس أميركا»، بحسب موقع «سي.إن.إن».

كذلك أجرى كينغ حواراً، وصفه بالأسوأ في حياته المهنية بعد ذلك، مع الرئيس الليبي معمر القذافي في سبتمبر 2009 لمحطة «سي إن إن» أيضاً، سأل فيه القذافي عن تصوره عمّن سيخلفه في السلطة فردّ القذافي أنه «ترك السلطة منذ عام 1977، وأن سلطة الشعب هي التي تحكم الجماهيرية، بينما هو خارج السلطة»، كما سأل كينغ القذافي عن أبرز أخطائه فرد الأخير: «كنا متحمسين لصنع القنبلة الذرية، وعندما رأينا العالم تغير من حولنا، رأينا ذلك غير مفيد»، بحسب «تي.في.إنسايدر».

الجدير بالذكر أن كينغ، الذي تزوج ثماني مرات وأنجب خمسة أطفال، بدأ حياته كمشغل أفلام، حيث لم يكمل مسيرته التعليمية، واكتفى بشهادة الثانوية العامة التي حصل عليها من مدرسة «لافاييت هاي سكول» بنيويورك، ليعول أسرته.

وروى كينغ عن هذه المرحلة قبيل وفاته لصحيفة الغارديان البريطانية فقال حينها: «كنت طالباً جيداً، لكن بعد ذلك، توقفت عن الاهتمام. لقد كانت ضربة حقيقية لي. لكن في النهاية وجهت ذلك الغضب لأنني أردت أن أفخر به أنا وأمي».

وبدأ كينغ مستقبله في مجال الحوار الصحافي بالوقوف أمام مطعم وسؤال كل زبون عن السبب الذي دفعه لدخول هذا المطعم دون غيره، بحسب صحيفة «بيوبل» الأميركية، ثم تطور ليصبح صاحب أسلوب خاص في الحوار يعتمد على المصادمة، وقد تطور في المهنة حتى أصبح الصحافي الأكثر دخلاً في العالم، إذ كان يتقاضى 15 مليون دولار في العام، علاوة على امتياز انتقاله اليومي بطائرة خاصة من منزله بنيويورك، إلى عمله بلوس أنجلوس.

أنهى كينغ حياته المهنية بطريقة دراماتيكية كما عوّد جمهوره، حيث ظهر على شاشة «سي إن إن» في 2010»، قائلاً: «حان الوقت لخلع حمالاتي الليلة وتعليقها على الرف، لا أعرف ماذا أقول. شكراً لكم. ما رأيكم في هذه الفترة الطويلة».

بدأ كنغ مستقبله في مجال الحوار الصحافي بالوقوف أمام مطعم وسؤال كل زبون عن السبب الذي دفعه لدخول هذا المطعم دون غيره.

أشهر الحوارات التي أجراها كينغ كانت مع ترامب عام 1987 لمصلحة محطة «سي إن إن» الإخبارية، والتي ظهر الأخير فيها، وتحت اسمه على الشاشة «مطوّر عقاري»، وكان لايزال سياسياً محدود الشهرة في الحزب الجمهوري.

الأكثر مشاركة