كراهية مستحكمة ميزت علاقة مارغريت تاتشر وهيلموت كول

كشفت وثائق جديدة أمس عن الكراهية الشديدة بين رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر، والمستشار الألماني الراحل هيلموت كول، لدرجة أن أحد الدبلوماسيين الأميركيين، وهو روبرت زوليك، وصف هذا الوضع بأنه «سيئ ومحرج للغاية». وكان الاثنان على علاقة عدائية حادة عندما كانا في السلطة، واستخدما ألفاظاً صادمة ضد بعضهما بعضاً، وفقاً لملفات سرية يتم نشرها للمرة الأولى. واحتوت ملفات وزارة الخارجية البريطانية بدءاً من عام 1990، عندما كانت ألمانيا الشرقية والغربية تستعدان للوحدة، على تلك الملاحظات التي أشار إليها الدبلوماسي بوزارة الخارجية الأميركية روبرت زوليك. وأشار زوليك إلى أن تاتشر، التي نالت في وقت لاحق لقب البارونة تاتشر، تعارض بشدة توحيد الألمانيتين، وكانت الملفات تحتوي أيضاً على العديد من التحذيرات من أن موقفها ذلك قد يضر بسمعة بريطانيا الدولية.

وحثت مجموعة من السفراء رئيسة الوزراء على تبني لهجة داعمة علنية وسط موجة من أخبار الصحف الأوروبية التي تنتقد بشدة موقف تاتشر. ووصفت الوثائق كيف أن تحفظاتها تسببت في «استياء متزايد» في ألمانيا، وكلفت بريطانيا نفوذها ووزنها في المفاوضات الجارية بهذا الشأن، والتي تشارك فيها بريطانيا إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة.

وجاء في الملفات أن زوليك أخبر السفير البريطاني لدى أميركا في ذلك الوقت أندرو وود في يناير 1990 بأنه يجد اللغة المستخدمة بين المستشار كول وتاتشر «محزنة للغاية وحتى محرجة». وقال زوليك إن الأميركيين «يتمنون أن تتحسن العلاقة بين رئيسة الوزراء والمستشار كول»، مضيفاً «كان هناك الكثير الذي يمكن أن تنجزه كل من (ألمانيا) وبريطانيا، لكن أصبح ذلك الآن مهدداً بهذه المشكلة».

وأخبر السفير البريطاني في ألمانيا الغربية، كريستوفر مالابي، رقم عشرة داوننغ ستريت «أن مكانة بريطانيا العامة في ألمانيا في أدنى مستوياتها» في رسالة تم إرسالها إلى هناك في فبراير 1990. وقبل شهر من ذلك، أشار السفير لوزير الخارجية في ذلك الوقت، دوغلاس هيرد بأنه «على الرغم من موقفنا الداعم لرغبة الألمانيتين في تحقيق الوحدة من خلال تقرير المصير، ينظر الشعب الألماني إلى المملكة المتحدة هنا على أنها ربما هي أقل إيجابية وأهمية بين الحلفاء الغربيين الثلاثة. ويقول مالابي إنه «في الوقت الذي نسعى لتحسين سياستنا لتصبح أكثر إيجابية فإن وجهة نظر تاتشر مازالت سائدة، ويشير إليها المعلقون الألمان في تحليلاتهم كدليل على الموقف البريطاني السلبي وغير الموثوق به». وحذرت الدبلوماسية البريطانية في ذلك الوقت بولين نيفيل جونز في مذكرة لها إلى وزارة الخارجية بأن تحفظات تاتشر سببت لها على الدوام مشكلات بشأن سمعتها على المستوى الدولي. وعلقت جونز على ما يكتب في صحيفة بيلد مشيرة إلى أن «تحفظات رئيسة الوزراء تسبب الآن استياء متزايداً، وتجلب انتقادات واسعة النطاق. ومنذ بداية فبراير، كانت صحيفة التابلويد الرئيسة، بيلد، تدير حملة مستمرة». في هذا الصدد.

وتم توقيع معاهدة الوحدة بين الألمانيتين في أغسطس من ذلك العام، منهية الانقسام الذي حدث بين الجارين، الشيوعي والرأسمالي، والذي ظل قائماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتعليقاً على الملفات، قالت رئيسة السجلات الحديثة للأمن والاستخبارات في الأرشيف الوطني، الدكتورة جولييت ديبلات، «أعتقد أن ألمانيا تعتبر المملكة المتحدة أكثر القوى الأربع تردداً» في توحيد الألمانيتين. وتقول أيضاً «لست متأكدةً مما اعتقدته تاتشر، لكن كان هناك بالتأكيد تباعد في الآراء بين المسؤولين العاملين في الميدان والأشخاص الموجودين في رقم 10 داوننغ ستريت». وتعتقد الدكتورة ديسبلات أن الكراهية المتبادلة بين تاتشر وكول قد تحولت إلى صدام شخصي، وأنهما لا يطيقان بعضهما بعضاً على الإطلاق.

- الكراهية المتبادلة بين تاتشر وكول تحولت

إلى صدام شخصي، ما جعلهما لا يطيقان

بعضهما بعضاً على الإطلاق.

الأكثر مشاركة