للمرة الأولى في تاريخ الأقلية الشيدية

امرأة من أصول إفريقيــة تدخـــــــل البرلمان الباكستاني

قمراني أول باكستانية من أصول إفريقية تدخل البرلمان. غيتي

أول باكستانية من أصول إفريقية تنجح في الدخول للبرلمان الباكستاني، اسمها تنزيلا قمراني، تبلغ من العمر 39 عاماً. وهي أم لثلاثة أبناء، استطاعت ان تصنع التاريخ، حيث حصلت على مقعد في الهيئة التشريعية لمقاطعة السند في باكستان، ما جعلها أول عضو في الأقلية الشيدية تصبح نائباً في باكستان. وخلافاً للأقليات الأخرى في البلاد، يمكن أن يتتبع الشيديون جذورهم إلى ما وراء السند، فهم أحفاد العبيد الأفارقة والبحارة والجنود الذين جعلوا من جنوب آسيا وطناً لهم في القرون الماضية.

الأقلية الإفريقية في باكستان هي أقلية لا يعلم بها سوى القليل من الغرباء، ولاتزال المجموعة مهمشة إلى حد كبير في بلدها الأم، وتكافح الكثير من التحامل والعلل الاجتماعية والاقتصادية. لم يأتِ انتخاب قمراني بسهولة، فهناك من حط من قدرها: فقد غضب أحد أعضاء الحزب بسبب ترشيحها، وتخلى عن الحزب ورشح نفسه ضدها.

وأشارت قمراني إلى أنه «بوصفنا أقلية ضئيلة كادت أن تضيع وسط السكان المحليين، فقد ناضلنا من أجل الحفاظ على جذورنا الإفريقية وتعبيرنا الثقافي»، واسترسلت «لكنني أتطلع إلى اليوم الذي ينال فيه اسم شيدي الاحترام لا الاحتقار». تختلف التقديرات في حجم المجتمع الشيدي بشكل كبير، حيث يعتقد انه يراوح بين 50 و250 ألف شخص، ولكن ما هو مؤكد أن المجموعة تحتفظ بموطئ قدم في السند ومكران، وكذلك في كارناتاكا وولاية غوجارات، وأندرا براديش في الهند. وعلى الرغم من أنهم عاشوا في هذه المناطق لقرون، فقد واجه الشيديون التمييز بسبب مظهرهم. وقد أدى هذا بدوره لبحثهم بشكل متزايد عن زيجات خارج مجموعتهم لتخفيف المظهر الإفريقي على شكل أطفالهم، وقد لاحظ المصور الفوتوغرافي لوك ديغلي، الذي كان يعمل في جنوب آسيا، هذا الاتجاه خلال فترة وجوده في باكستان: «بالنسبة لبعض زيجات الشيديين من غير مجموعتهم فهو من أجل تجنب هذا التمييز، ولكن ينظر اليه كثيرون منهم، على أنه وسيلة لاختفاء الشعب الشيدي نفسه».

ومن المفارقات، أنه على الرغم من افتقارهم تاريخياً إلى التمثيل السياسي، فقد كان للشيديين تأثير كبير في السياسة الباكستانية. أحد الشيديين المشهورين كان على علاقة بالتاريخ والسياسة في باكستان هو هوش محمد شيدي، القائد العسكري في القرن التاسع عشر الذي لقي حتفه في معركة ضد البريطانيين، والذي أصبح منذ ذلك الحين بطلاً سِندياً وطنياً. فبعد نسيان دام قرابة قرن من الزمان، انبعث إرث الشيديين من جديد في الستينات في أعقاب تزايد القومية السندية، مع قيادة الشيديين للقوات المعادية للبريطانيين خلال معركة دوبا عام 1843، وصراخه المشهور خلال المعركة «سأموت لكن لن أتنازل عن السند»، تحول هذا الرجل إلى بطل قومي، وأيقونة وطنية، وتم العثور على قبره في الستينات في حصن باكا كيلا في حيدر أباد. ودعا القوميون السنديون إلى تطهير الموقع وجعله موقعاً تاريخياً. المشكلة هي أن المنطقة المحيطة بالمقبرة كانت بمثابة مسكن للمهاجرين المسلمين من الهند الذين وصلوا في موجات أثناء وبعد التقسيم في عام 1947. في عام 1962 بدأت الجهود لإبعاد المهاجرين من المنطقة التي أثارت التوترات بشكل غير مفاجئ بين السند الأصليين والوافدين الجدد.

وعموماً، فإن دخول قمراني إلى السياسة أمر ينبغي الإشادة به كخطوة في زيادة مشاركة الإناث والأقليات. ومع ذلك، فمع تزايد لجوء السياسيين الباكستانيين إلى جماعة الشيديين، هناك خطر من أن ظروفهم السياسية قد تتأرجح الآن في الاتجاه الآخر. بعبارة أخرى، قد يستغل أحد الأطراف المتطرفة تهميشهم سياسياً.

تويتر